رئيس مجلس الأمة الجزائري خلال القمة العربية: نحتاج لاعتماد استراتيجية جريئة للقضاء على الفقر بالعالم العربي
تستضيف العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الأحد، القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية في دورتها الرابعة، وذلك برئاسة الرئيس اللبناني ميشيل عون، ويحضرها عدد من رؤساء الدول والحكومات العربية والوزراء والمنظمات الإقليمية والدولية، وذلك في إطار المبادرات العربية،
ونشرت وكالة الأنباء السعودية كلمة عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة الجزائري، والتى قال فيها: "أنّنا نلتقي في ظلّ ظروف صعبة يشهدها العالم العربي وفي ظلّ تحوّلات وتحديات كبرى، تستوجب التشاور والتحاور؛ ويبقى التكامل هدفًا ساميًا لتحقيقه".
وبيّن "إنّنا نتقاسم إرادة مشتركة ترمي إلى تأسيس فضاء اقتصادي وتجاري ناجح، وتحقيق ذلك مرتبط بمدى قدرتنا على تجاوز خلافاتنا، وإعادة اللحمة إلى علاقاتنا وإقامة منظومة عربية جديدة وقوية وحاضرة"، مشدّدًا على أنّه "لا يمكن تصوّر تنمية دون أمن والعكس أيضًا، وتحقيق هذا المُبتغى يتطلّب توجيه استراتيجيات التنمية نحو الإنسان العربي من خلال تكثيف الاستثمار في مجال التعليم، ومساعدة شبابنا لتجنيبهم السقوط في براثن التطرف والإرهاب".
كلمة رئيس وفد السعودية في القمة العربية الاقتصادية 2019 بلبنان
ودعا بن صالح إلى "اعتماد استراتيجية جريئة للقضاء على الفقر والاهتمام بالطفولة"، مشيرًا إلى أنّ "الجزائر تدعم كلّ مبادرة ترمي إلى ترقية التعاون التجاري"، منوّهًا إلى أنّ "التنمية الزراعية في منقطتنا، تعدّ مطلبًا ضروريًّا".
ولفت إلى بلاده تدعم كلّ مبادرة لترقية التعاون التجاري العربي ويتوجّب علينا التنسيق لضمان استمرار الأسواق والحفاظ على مصالحنا المشتركة في مجال الطاقة المستدامة"، مفيدًا بأنّ "الجزائر حقّقت إنجازات مهمة على أكثر من مستوى، انعكس إيجابيًّا على المؤشرات الّتي تبرز تطوّر حياة المواطن".
وكشف ختاماً عن أنّ "إدماج المرأة في كلّ الميادين أصبح من صميم خيارات الجزائر، والمرأة ممثّلة في البرلمان بنسبة تفوق الـ25 بالمئة. وفي الصحة، هي تضمن مجانية العلاج، وقد بات متوسّط العمر يتجاوز الـ77 عامًا".
والكلمة الأخيرة للجلسة الأولى المفتوحة كانت لممثل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، استهلها بتوجيه "الشكر والتقدير للأشقاء في لبنان على استضافتهم هذه الدورة، والمملكة العربية السعودية على جهودها الخيّرة والبناءة خلال ترؤسها لأعمال الدورة السابقة.
أبرزها العملة الرقمية المشفرة.. السعودية والإمارات تُطلقان 7 مبادرات استراتيجية
وقال: "لقد تحقق لنا عبر الدورات السابقة لقممنا التنموية والاقتصادية والاجتماعية العديد من الانجازات التي يمكن البناء عليها والانطلاق نحو مزيد من المكاسب والدعم لعملنا المشترك في مجالاته التنموية والاقتصادية والاجتماعية".
وأضاف: "نجتمع اليوم بعد أن بدأنا هذا النهج بالتشاور والتنسيق مع أشقائنا في جمهورية مصر العربية عام 2008 لنبلور أفكاراً ورؤى لهذه القمم ولتعقد القمة الاقتصادية الأولى في دولة الكويت عام 2009، حيث تقدم سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بمبادرة لإنشاء صندوق للمشاريع الصغيرة على مستوى الوطن العربي برأس مال قدره ملياري دولار ساهمت فيه الكويت بخمسمئة مليون دولار، وساهمت المملكة العربية السعودية الشقيقة مشكورة بخمسمئة مليون دولار لتتوالى مساهمات الأشقاء ولتصل المساهمات المتعهد بها مليار وثلاثمائة وعشرة مليون دولار أمريكي.
وأضاف: حيث قام الصندوق بتمويل ما يزيد عن 7 الاف مشروع، موفراً ومحافظاً على 437 ألف وظيفة على مستوى الوطن العربي، ونؤكد هنا أن مبادرة سمو أمير دولة الكويت جاءت انطلاقاً من قناعة راسخة لدى سموه بأنه كان لا بد لنا من التوجه إلى الشباب كونهم أغلى ما نملك في أمتنا العربية، كما جاءت القمة الثالثة في المملكة العربية السعودية لتضاعف من الاهتمام والحرص على عملنا العربي المشترك بأبعاده الاقتصادية عبر مؤسساته العاملة بدعمها وتعزيزها من خلال مبادرة رائدة بزيادة رؤوس أموالها وبنسبة لا تقل عن الخمسين بالمئة، وزيادة رؤوس أموال الشركات العربية المشتركة وبنسبة لا تقل أيضاً عن الخمسين بالمئة".
وأعلن عن "مبادرة سامية لسمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لإنشاء صندوق للاستثمار في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي برأس مال قدره مئتي مليون دولار أمريكي بمشاركة القطاع الخاص، حيث ستساهم الكويت بخمسين مليون دولار، من رأس مال هذا الصندوق، وهو ما يعادل ربع حجمه، على أن يوكل إلى الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي مسؤولية إدارة هذه المبادرة التنموية، معربا عن تطلع دولة الكويت لدعم هذه المبادرة للإسهام في تعزيز الاقتصاد العربي المشترك وخلق فرص عمل واعدة لشبابنا العربي، ومتمنياً على البنوك ومؤسسات التمويل العربية المشتركة النظر في استقطاع نسب من صافي أرباحها السنوية لدعم الاحتياجات المستقبلية، وضمان استمرارية عمل هذا الصندوق".
إثر ذلك أعلن الرئيس عون الانتهاء من أعمال جلسة العمل المفتوحة الأولى على أن تستأنف الجلسة الثانية العلنية بعد ظهر اليوم.