كيف يمكن لثقافة الشركة أن تقود إلى النجاح؟
هناك وباء إنتشر بين القوى العاملة حول العالم، وقد خلف هذا الوباء تأثيره الكبير السلبي. فلقد كلف الشركات لغاية الان ٣٥٠ بليون بسبب الإنتاجية المتدنية كما ان أعداد كبيرة من العاملين ينفقون أكثر من هذا المبلغ على صحتهم بسببه.
وهذا الوباء هو ثقافة الشركات السلبية.. وهناك نسبة لا بأس بها بأن هذا الوباء قد بدأ بالإنتشار أو قد إنتشر في شركتك أيضاً.
ما لا تدركه غالبية الشركات هو أن سمعتها ترتبط وبشكل مباشر بالشغف والامل الذي يختبره الاشخاص الذي يعملون فيها.. والتي اما تكون موجودة بسبب ثقافة الشركة الإيجابية أو لا وجود لها لان ثقافة الشركة سلبية.
ثقافة الشركة هي مزيج بين بيئة العمل وبين الشروط العملية التي تجعل الشركات أكبر من مجرد مجموعة من الأشخاص الذي يعملون معاً ضمن حيز مكاني واحد.
ويرتبط نجاح الشركة بشكل مباشر بحالة الشغف والأمل التي يعيشها العاملون بها، والتي إما أن تكون موجودة بسبب ثقافة الشركة الإيجابية أو لا وجود لها لأن ثقافة الشركة سلبية.
لماذا ثقافة الشركة مهمة لهذه الدرجة؟
ثقافة الشركة الإيجابية تجعل العاملين سعداء وبالتالي يقدمون كل ما لديهم ما ينعكس إيجاباً على الإنتاجية، والشركات تحتاج إلى ثقافة خاصة بها ويحتاج غليها البعض أكثر من غيره.
والافتراض بأن ثقافة الشركة ستبرز من تلقاء نفسها وستفرض نفسها بنفسها يمكن أن يلحق الكثير بالضرر بالشركة، سواء من ناحية التوظيف أوالقدرة على الاحتفاظ بالعاملين أو بالأرباح، فكيف يمكن تعديل الثقافة لتصبح إيجابية وبالتالي تضمن نجاح الشركة؟
مجموعات التركيز والدراسات الإحصائية
كيف يمكنك أن تغير ثقافة الشركة وتحولها لأخرى إيجابية؟ عليك بالبدء بالاستماع لما يقوله العاملون من خلال مجموعات التركيز والدراسات الإحصائية، ويمكن البدء باستطلاعات للرأي حول الأمور التي يمكن تحسينها في ثقافة الشركة وتلك التي يجب الإبقاء عليها.
وبعد الحصول على النتائج يمكن لمجموعات تركيز تتألف من ١٢ إلى ١٥ شخصاً من مختلف الفئات العمرية والمناصب البدء بمناقشات حول النتائج.
ماركة يمكن التفاعل معها
خبير التسويق شيث غودين، يعرف الماركة بأنها «مجموعة التوقعات، والذكريات والقصص والعلاقات التي يأخذها العميل بالحسبان حين يقرر اختيار هذه الماركة أو الخدمة على حساب أخرى».
وهذا التعريف يختصر السبب الذي يجعلنا نختار ماركة ما على حساب أخرى، ولكن عند الحديث عن "ماركة" ثقافة الشركة فالأمر أكثر عمقا، وذلك لأنها تؤدي إلى اختيار وتفضيل شركتك على المنافسين، وهكذا يجب أن تكون الثقافة "ماركة" يمكن لكل عامل في الشركة التفاعل معها.
كيف يمكن للتكنولوجيا تحسين صحة العاملين ومستوى الإنتاجية؟
انطلاقة قوية
القاعدة التي يجب الالتزام بها هي أن حجم ومدى ثقافة الشركة يحددان حجم ومدى الانطلاق.
وبطبيعة الحال فالتعريف بثقافة الشركة لدى العاملين بها يتطلب أكثر من حملة قائمة على البريد الإلكتروني مثلا، وهي في بداياتها يجب أن تكون تجريبية وقابلة للتعديل، ويمكن تنظيم حدث ما أو مسابقة ما تسهل الانخراط والتفاعل مع رسالة الحملة.
الثبات والتواصل
بعد إطلاق الثقافة يكون من الضروري جعلها حاضرة طول الوقت، والأمر هنا يتمحور حول بناء الثقافة في عقل ووجدان كل شخص، لذلك بغض النظر عن الأنشطة والمقاربات التي يتم اختيارها للتواصل ولبناء الثقافة فإنها يجب أن تتمحور حول ثقافة الشركة.
التكنولوجيا التفاعلية
التكنولوجيا جزء من الحياة اليومية، وبالتالي يمكن استغلالها لنشر ثقافة الشركة التي تتمحور حول الرسالة والماركة، كما يجب أن يكون هناك نظام الاعتراف بالإنجازات من أجل دعم هذه الثقافة، فحين يقوم مدير بتهنئة البعض "أونلاين" فإن ذلك يعزز السلوك الإيجابي مثلاً.
سفراء لثقافة الشركة
أول زبون للشركة ليس من خارجها بل هو داخلها، لذلك من الأهمية بمكان أن يصبح من هو داخل الشركة "الماركة" كي يملك القدرة على إحداث تغييرات أفضل للشركة ولنفسه.
ولذا عليك البحث عن سفير لثقافة الشركة من الموظفين وليس من المدراء، اختر عدداً من الموظفين المتحمسين لإظهار الثقافة والتشجيع عليها.
كيف تؤدي ثقافة الشركة للنجاح؟
إبقاء الهدف كأولوية
على الشركات، ومنذ البداية، تحديد مجموعة من الأولويات الواضحة التي تتماشى مع أهداف الشركة بشكل عام، فمثلاً مهمة غوغل بسيطة ومباشرة وهي «لا تكن شريراً».
ولأن الجهات العليا في الشركة تسعى للقيام بكل ما هو «جيد» فإن جميع العاملين يسعون للأمر بأنفسهم، حتى إنهم يتوقعون من أنفسهم ذلك.
وهذه الأولويات تسير من أعلى إلى أسفل والعكس، فالموظف الذي يضع نصب عينه الغاية سيلتزم بها ويساعد الشركة على تحقيق أهدافها، والعكس صحيح.
جذب المواهب
كل مؤسسة تحتاج إلى المواهب كي تتمكن من المنافسة، ولكن جذب المواهب صعب للشركات التي قد تقوم بنشر إعلانات، وتبدأ بالبحث عن المواهب، وهنا احياناً تكون المقاربات الداخلية هي الأفضل، فإذا كانت هناك ثقافة شركة إيجابية فإن أصحاب المواهب سيأتون اليك.
المحافظة على الموظفين
من الصعوبة بمكان بناء شركة ناجحة إن كان عدد الاستقالات مرتفعا، فالعثور على مرشحين جدد وتدريبهم وجعلهم ينخرطون في الشركة يحتاج إلى الوقت والمال، ولكن ثقافة الشركة القوية والإيجابية تشجع الموظف على القدوم إلى عمله لأنه يحبه.
وكلما كانت الثفافة قوية، احتفظت الشركة بالموظفين، الأمر الذي يجعل الثقافة أقوى.
دعم الشغف
منح الموظف الثقافة الإيجابية لا يعني فقط منعه من الاستقالة بل يعني جعله يشعر بأنه منخرط وبشكل كلي فيما يقوم به، وعندما تخلق ثقافة يحبها الموظف فإنه سيشعر بالشغف والحماسة للعمل الذي يقوم به، وهذا يعني مزيدا من الإنتاجية والابتكار والعمل المبدع.
هوية مختلفة ومتميزة للماركة
عندما تملك ثقافة شركة ممتازة فهذا يساعد الشركة على امتلاك سمعة مميزة على الصعيد الخارجي، فالثقافة تنعكس على آلية التعامل مع "الزبون"، وعليه سيحصل على ما يمكنه التماهي معه، وعليه سيصبح البيع أكثر والربح أكبر.