يوجد واحد منهم في كل مكان.. كيف تتعامل مع الموظفين المعترضين دائمًا؟
غالبًا ما يوجد في كل فريق عمل شخص مُجادل يثير الكثير من التساؤلات دائم الاعتراض على ما يقوله الآخرين، وربما يكون أيضًا هو الشخص الذي يحدد الثغرات الموجودة في الأفكار الجديدة، ويوضح بالتفصيل لما ستفشل هذه الفكرة.
قد يكون هؤلاء الأشخاص عباقرة ولكنهم في الوقت نفسه سلبيين، وأحيانا يشعرون بأنه من الضروري التعبير عن آرائهم حتى عندما لا يكون هناك حاجة لها.
هذا النوع من الموظفين، المشككين أو المعترضين دائمًا، يمكن أن يكونوا مزعجين جدًا، وربما يكون لهم تأثيرًا سلبيًا على باقي زملائهم، ويضعفون روحهم المعنوية.
انظر مثلاً إلى حُسين، ليس اسمه الحقيقي، وهو مهندس إلكترونيات في شركة ناشئة حققت نجاحًا كبيرًا، وهو كثير الانتقاد ومتشكك دائمًا، يُحب مناقشة كل شيء بداية من الألوان المستخدمة في التصاميم الجديدة إلى استراتيجية العمل في الشركة.
ولفترة ما، رحبت مديرته مديحة، ليس اسمها الحقيقي، باراء حُسين واعتراضه الدائم نظرًا إلى أنها تخلق بيئة ابداعية تمنع وقوع أخطاء، وتعاملت معه على أنه شخص شغوفًا بالعمل.
ولكن بعد استمرار اعتراض حُسين ونقله ارائه السلبية إلى زملائه شعرت مديحة بالسأم لكنها مع ذلك تحملته، إلا أن الوضع خرج عن السيطرة عندما طلب مقابلة المدير التنفيذي في الشركة لأنه اعترض على طريقة تعامل المؤسسة مع المسائل المتعلقة بخدمة العملاء، إذ شعر الجميع أنه تجاوز حدوده، وأن انتقاداته لم تعد مفيدة أو بناءّة كما كانت في السابق، ولكنه الآن بات يضيع وقت الآخرين ويؤثر عليهم بشكل سلبي.
تحدي صعب
باعتبارك مديرًا أو مسؤولاً ربما تواجه صعوبة كبيرة في التعامل مع أشخاص مثل حُسين، ولكن من الضروري أن تعمل على ألا تؤثر الصراعات على انسجام فريق العمل معًا، وأن يظلوا متعاونين ومتحابين رغم أي شيء، ولمساعدتك على ذلك إليك مجموعة من النصائح"
ضع حدودًا
وضعت مديحة حدودًا ومعاييرًا فيما يتعلق بتعبير كل موظف عن رأيه، لتوضيح ما هو الوقت والزمن المناسبين لكي يثير أحدهم الانتقادات أو يطرح التساؤلات، للحد من الطاقة السلبية التي ينشرها حُسين في محل العمل.
شجع على التفاؤل
غالبًا ما يتعامل المعترضون مع الأمور باعتبارها بيضاء أو سوداء، لا يرون اللون الرمادي، فالأفكار بالنسبة لهم إما جيدة أو سيئة، القرارات صحيحة أو خاطئة، لذلك عليك كمدير أن تشجعهم على التفكير بطريقة أكثر إيجابية، وأن تساعدهم على الوقوف في المنتصف، لأنه بلوغ الكمال مستحيل.
لن يكون ذلك سهلاً أبدًا، غالبًا لأنهم أشخاص متشائمين يمتسكون بطريقة تفكيرهم وبارائهم، ولكن بإمكان هذه الأسئلة مساعدتك:
·قبل أن نتحدث عن سلبيات الفكرة، هل تستطيع تقديم أسباب رفضك لها حتى نعمل عليها؟
·ما هي اقتراحاتك لتحسين الأمر؟
·ما هي الأمور التي تريد تغييرها للأفضل؟
·ما هي الأشياء التي ترى أنها تسير على نحو جيد الآن؟
بعد تضخم وصل لـ2500%.. كيف أصبحت البرازيل ثامن أكبر اقتصاد في العالم؟
لا تكن ظالمًا
المعترضون قد يكونوا مُحبطين، ولكن احذر من أن تتعامل معهم بطريقة غير مُنصفة، فإذا كانت اعتراضهم تجعلك أنت وباقي الموظفين قلقين ومنزعجين، فمن الممكن أن تُنهي حديثه بطريقة مُهذبة، وبينما تساعدك هذه الطريقة على الشعور بالهدوء والسلام لفترة من الوقت، لكن عليك في الوقت نفسه ألا تنسى أن هذا الشخص يسمح لباقي أعضاء الفريق بأن يصبحون أكثر ابداعًا.
والأهم من كل شيء، تذكر أن الصراعات التي تحدث في محل العمل أمر صحي وضروري لأي فريق عمل فعال. عندما وضعت مديحة حدودًا لحُسين ومنعته من التدخل في شؤون الآخرين وإبداء اراءًا سلبية، شعر بأنه فقد شيء ما، فكان صوته يُسمع أما الآن لا، فأصبح مضطرًا على سماع وجهات النظر الأخرى، وبعد فترة من الوقت أكثر انفتاحًا وبات أكثر قبولاً للآراء ووجهات النظر، وكذلك شعرت مديرته أنها تتبع استراتيجية بناءّة وفعالة.