هل تريد أن يساعدك الناس مرارا وتكرارا؟ إليك هذه الاستراتيجية الناجحة
هل تسعى إلى ضم أشخاص ذوي قيمة كبيرة إلى فريقك، يتصرفون بالنيابة عنك إما أن يكونوا شركاءك في العمل، أو سفراء أو موظفين، أو مجرد مرجع بإمكانك العودة إليه وقتما تحتاج إلى نصيحة ويربطك هو بشبكته الكبيرة، إذا عليك أن تستخدم استراتيجية "أشكرك ثلاث مرات".
أجرت جامعة كاليفورنيا العديد من الأبحاث التي أظهرت أن إظهار الامتنان اليومي بالإضافة إلى استخدام استراتيجية الشكر تزيد حماس وطاقة الموظفين، وتجعلهم أكثر اهتمامًا بالعمل، كما أنها تعزز العلاقات بينهم.
وكشفت الأبحاث أن الأشخاص الذين يشعرون بالامتنان يكونون أكثر ميلاً إلى مساعدة الآخرين في أي مشكلة يتعرضون لها، سواء كانت مشكلة مهنية أو فنية، أو حتى مشكلة شخصية، لأنهم يكونون على استعداد لتقديم الدعم العاطفي في وقت الحاجة.
ما هي استراتيجية الشكر ثلاث مرات؟
تقوم هذه الاستراتيجية على إظهار الامتنان وتقوية العلاقات بشكل مباشر مع الأشخاص، ما يؤدي إلى خلق علاقات هادفة أكثر إرضاءً للجميع من خلال تقديم الشكر ثلاث مرات متتالية.
وأبسط صورة لهذه الاستراتيجية هي أن تقول "شكرًا" للأشخاص الذين يقدمون لك أي خدمة، ولكن عليك أن تكون مُخلصًا، ومن الضروري أن تشكرهم في كل مرة يساعدونك فيها أو يقضون وقتهم ويستخدمون مواردهم لمساعدتك، خاصة إذا كنت تريد أن يساعدك هذا الشخص مرارًا وتكرارًا.
أهمية استراتيجية الشكر ثلاث مرات
الهدف من وراء استخدام استراتيجية "شكرًا ثلاث مرات" هي أنك بهذه الطريقة تبعث برسالة إلى عقل الشخص الآخر تؤكد فيها أنك تشعر بالامتنان الشديد لأنه يساعدك، ما يجعله مُستعدًا لمساعدتك مُجددًا.
ويجب أن يتجاوز الشكر الكلمات، من الضروري أن تبذل المزيد من الجهد لتعبر عن امتنانك لهذا الشخص مثلاً أرسل له باقة من الزهور، أو اشتر له هدية، أو اكتب له رسالة.
دعونا نطرح مثالاً للتأكيد على أهمية هذه الاستراتيجية، فلنقل إنك حصلت على عرض وظيفي جيد بناءً على توصية جيدة من شخص ما في شبكتك، فيجب عليك أن تقول له "شكرًا لك" فورًا، وبعد أن تحصل على الوظيفة عليك أن تعود إلى هذا الشخص مرة أخرى وتُعرب له عن امتنانك الشديد بالتوصية وعن سعادتك الشديدة للعمل في هذه الشركة.
وبعد فترة من الزمن ربما عام أو ما إلى ذلك سيكون من الأفضل أن تشكره مرة أخرى، وفي هذه المرة عليك أن تُخبره بأحدث المستجدات، وتُعرب له عن سعادتك بحصولك على هذه الوظيفة، وأنك تود أن تشكره مرة أخرى على مساعدته لك بالحصول على هذه الفرصة.
والآن، سيشعر هذا الشخص أنك مُمتن له حقًا وأنك تُقدر ما فعله من أجلك، لذلك سيساعدك كلما وجد أمامه فرصة مناسبة.
الشكر في حالة الرفض
لا يجب أن تُعرب عن امتنانك للآخرين وأن تشكرهم في حالة مرور الأمر على نحو جيد، فربما تطلب من أحد المساعدة ولكنه يرفض فماذا تفعل هنا؟
حسنًا، بإمكانك استخدام استراتيجية "الشكر ثلاث مرات" في حالات الرفض أيضًا، لنستعرض مثالاً لتوضيح كيف يمكن فعل ذلك، منذ عدة سنوات ذهب أحد الطلاب إلى أستاذ في الجامعة وطلب منه أن يكون مسؤولاً عن بحث يجريه، ولكن الأستاذ رفض ذلك مُبررًا الأمر إلى أنه ليس لديه الوقت الكافي لفعل ذلك، فشكره الطالب على الوقت الذي أمضاه وهو يستمع إليه، وبعد أسبوع كتب له رسالة يسأله فيها عما إذا كان قد غيّر رأيه، فاعتذر له الأستاذ مرة أخرى وطلب منه أن يتفهم موقفه، فأرسل له الطالب بدوره رسالة إلكترونية أخرى يشكره فيها على رده.
وبعد أسبوعين أرسل الطالب للأستاذ كتابا وأرفق معه ملاحظة يقول فيها: "سيدي الفاضل، أنا أعلم أنك مُهتم بالموضوع الذي يدور حوله الكتاب، وأنا أيضًا مُهتم به كثيرًا، لذلك أرسلت لك هذا الكتاب لأني أعلم أنه الأفضل في هذا الشأن، أتمنى أن تستمتع بقراءته".
يقول الأستاذ إن تصرفات الطالب أثارت إعجابه، كما أنها لفتت انتباهه وجعلته يريد التعرف على هذا الشاب، ويقدّر كثيرًا إصراره الشديد رغم رفضه المُتكرر له فوافق على مساعدته.
في كل الأحوال، عليك أن تعلم أن الشكر والتعبير عن الامتنان والتقدير للآخرين له مفعول السحر، لذلك عليك أن تتذكر دائما أن تشكر الآخرين عندما يقدمون لك أي مساعدة، أو عندما تريد أن تقنعهم بمساعدتك والتعاون معك، واعلم أنك بهذه الطريقة ستجعل حياتك وحياة الآخرين أكثر سعادة.