إتجاهات ستعيد تعريف الإعلانات في العام ٢٠١٩
العام ٢٠١٨ يشهد على عدة أحداث ستؤدي الى قلب عالم الإعلانات رأساً على عقب خلال الفترة القادمة. بين عمليات الإستحواذ العديدة التي حصلت والدمج من جهة اخرى وفضيحة فيسبوك وكامبريدج - أناليتيكا وقانون حقوق النشر الذي أقره البرلمان الأوروبي فإن عالم الإعلام بشكل عام والإعلانات بشكل خاص أمام مرحلة جديدة. عمليات الإستحواذ والدمج ستزيد وتتضاعف خلال العام ٢٠١٩ والبلوك تشاين سيكون النجم المطلق من دون منازع في العام الجديد وذلك مع دخوله عالم الإعلانات. بطبيعة الحال عند الحديث عن الإعلانات لا يمكن إغفال الإعلام الذي تواجهه معركة حامية الوطيس من أجل «دولارات الإعلانات». غوغل وفيسبوك كانا الطرف المهيمن على حصة الإعلانات لسنوات ولكن حالياً هناك منافسين مثل أمازون، وفيرايزون وغيرها.
إنستغرام وواتساب كبديل عن فيسبوك
بعد فضيحة كامبريدج أناليتيكا والإختراق الذي أدى الى كشف معلومات أكثر من ٥٠ مليون مستخدم فيسبوك إختبر عاماً عصيباً جداً ما أثر على سمعته «كماركة». المنصة لا تنمو وفق السرعة المعتادة لها أيضاً، بالإضافة الى تراجع عائدات الإعلانات بسبب تباطؤ نمو الإعلانات على المنصة أيضاً. ولكن ما حصل هو إنستغرام برز مع اكثر من بليون مستخدم نشط ونمو في عدد المستخدمين هو أضعاف النمو الذي يشهده فيسبوك.
التوقعات تشير إلى أن إنستغرام سيستمر بالنمو وكذلك واتساب وبالتالي العائدات التي لم ولن يحققها فيسبوك سيتم تحقيقها من خلالهما.
الإعلانات من خلال واتساب والتي هي شخصية اكثر بالنسبة للمستخدم ما تزال منطقة غير مكتشفة بالنسبة الى شركات الإعلانات والتسويق وهناك تخوف من هذا «العالم الغامض» والمخاطر المرتبطة به. ولكن وبما أن فيسبوك متضرر حالياً فإن الماركات تريد «منصة» ما تمكنها من الإعلان بفعالية ما يعني أن فيسبوك سيعمل على تعزيز قوة واتساب.. لذلك التوجه العام للإعلانات هو واتساب وإنستغرام وليس فيسبوك.
البلوك تشاين والإعلانات
من الإعلانات التي يتم النقر عليها من خلال البرامج الى الرسوم والمصاريف التي لا يتم الكشف عنها، وقلة شفافية، نظام الإعلان الرقمي واجه انتقادات حادة جداً مؤخراً. عدد كبير من الماركات الضخمة وشركات الاعلانات وشركات التسويق تحاول محاربة كل هذه الشوائب من خلال المراهنة على البلوك شاين. مع نهاية العام ٢٠١٩ المعلن سيتمكن من متابعة مسار كل دولار يدفعه مقابل الإعلانات، البلوك تشاين تسمح له برؤية ما الذي يدفع مقابله بالضبط ومن أجل ماذا وبشكل مفصل ودقيق.
شركات كبرى مثل كيلوغز ويونيليفر وغيرها بدأت بالفعل بالإستثمار بهذا المجال من خلال برامج تجريبية تدعمها أي بي أم وميديا أوشين والتي تهدف الى الشفافية المطلقة في عالم الاعلام والإعلان. البلوك تشاين سيقوم بالكشف عن قيمة وتكلفة كل خطوة ولكن ورغم انه سيفرض نفسه خلال العام ٢٠١٩ إلا ان الامر قد يتطلب بضع سنوات قبل أن يتمكن المعلن من الوصول المرحلة التي يريدها.. وهي تقارير مستوى الظهور والتي ستفضح كل عمليات «الاحتيال» التي تتم من خلال الإعلانات حالياً.
بينها دولة عربية.. دول تضم أكبر عدد مليارديرات في العالم (صور)
التحول الكلي في إستهداف الجمهور
تصويت البرلمان الأوروبي على قانون حقوق النشر جعل عالم الإعلانات يتخبط في لان المستقبل مجهول وبالتالي الإعلانات القائمة على إستهداف فئات محددة في أماكن جغرافية محددة بات مصيره مجهول خصوصاً للجهات والماركات التي لا تملك بيانات عميل الطرف الأول.
وفي الوقت الذي أصبح فيه إستخدام بيانات المستخدمين تحت المجهر، فإن التركيز، بالنسبة للمعلنين سيعود مجدداً الى الإعتماد على قوة الإبداع. في العام ٢٠١٩ الإعلانات ستعود مجدداَ الى الجهات التي يمكنها أن توفر لها إعلانات مبتكرة ذات صلة كما يحدث مع ريف جيت والتي هي منصة أونلاين وتطبيقات تراقب داتا الاسواق، والطقس وتصرفات الزبائن واقتصاد المشاعر وغيرها كي توفر إعلانات بتجربة لها معنى، وهذا هو التوجه الذي سيعمم خلال العام ٢٠١٩.
الإعلان الرقمي الإبداعي سيحسن أيضاً نوعية القصص المرتبطة بالماركة هذه او تلك. غالبية الشركات أدركت حجم الضرر الذي تلحقه بنفسها حين «تلاحق» المستخدم عبر منصات مواقع التواصل وعبر المواقع بإعلانات صممت كيفما اتفق. التوجه الجديد للإعلانات هو ما هو شخص ومبدع.
التركيز لن يكون على إستهداف الفئات المحددة بل على الاعلانات الرقمية المبدعة التي تحسن تجربة الزبون بشكل عام.
لماذا لا تطبع دولتك المزيد من الأموال لدحر الفقر وصناعة الأغنياء؟
غوغل ستصبح أقوى وأكبر
إليكم ما سيحصل على الصعيد الداخلي في أميركا، هناك مزايدة تتم حالياً بين ادوبي وسايلز فورس وغوغل وشركات اخرى لشراء لايف رامب وذلك منذ ان قامت شركة أي بي جي بالإستحواذ على خدمات تسويق البيانات الخاصة بأكسيوم. الامر هذا أشعل المنافسة بين الشركات الكبرى وبدأ المزايدة على لايف رامب. وفي نهاية المطاف غوغل هي التي ستفوز وبالتالي ستحصل الشركة على جميع الداتا الخاصة بهذه الشركة ما يعني ان العملاق غوغل سيكبر اكثر.
الواقع المعزز
الواقع المعزز يفرض نفسه على غالبية المجالات التي لها علاقة بالإعلانات والتسويق وسوق المعلنين. ورغم أن الواقع المعزز موجود منذ سنوات طويلة ولكن بوكيمون غو هو الذي خلق حالة الهوس حوله. الواقع المعزز يوفر خيارات لا تعد ولا تحصى في عالم الإعلانات. وهكذا التوجه هو للدمج بين الداتا الرقمية وبين التجارب الحية.
بعد التحول الرقمي للمؤسسات.. ما الذي تبدل في دور المدير المالي؟