كيف غير كتاب "الموجة الثالثة" حياة الملياردير ستيف كيس
بعد فترة وجيزة من تخرجه من كلية ويليامز في الثمانينيات، قرر ستيف كيس، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أمريكا أون لاين (AOL)، أحد أهم شركات الإنترنت في العالم، قراءة نسخة من كتاب المؤلف والمفكر الأمريكي آلفين توفلر والذي يحمل اسم "الموجة الثالثة" (the third wave).
كان توفلر صحفيًا وناشطًا وحقق نجاحًا كبيرًا بعد طرح كتابه "shock shock" للبيع وتصدره قائمة المبيعات في عام 1970، ثم أصدر كتابه "الموجة الثالثة" والذي يتحدث عن موت التصنيع وبدء مرحلة جديدة من الحضارة.
ماذا جاء في الكتاب؟
في حوالي 500 صفحة، شرح توفلر فكرته وتحدث عما ستبدو عليه الحضارة الجديدة، ولكن أكثر العناصر تشويقًا في كتابه، كان تحدثه عن مخاوفه وقلق بشأن صعود المجتمعات من خلال الحواسيب الآلية، وكان هذا أمر مستبعد، ويُنظر إليه باعتباره درب من دروب الخيال في هذا الوقت.
يقول كيس: "ولكني قرأت ذلك وكنت أعلم أنه مُحقًا، وكنت أعلم أن هذا سيحدث، فقط عرفت ذلك، لذا قرر العمل على إحداث الأمر بالفعل".
دخول الموجة الثالثة
يرى كيس أن توقع توفلر لحدوث هذه الطفرة في الحضارة الانسانية يبدو جذابًا، وبعض نظرياته حول كيف ستتغير العائلات والأمم، وكيف يمكن أن يغدو العالم متوحشًا كانت واضحة تمامًا.
كتب توفلر في كتابه "أن أجهزة الكمبيوتر المصغرة ستغزو المنازل الأمريكية، والتي ستصبح كالأكواخ الإلكترونية"، توقع أن أجهزة الكومبيوتر ستمكن الناس من العمل من منازلهم، بصرف النظر عن نوع عملهم، ونُظر إلى ذلك على أنه مؤشر جيد على أن الاتصال سيساعد على تشكيل مجتمعات جديدة.
وقال كيس إنه عندما كان يتقدم للوظائف في المرحلة التي أعقبت دراسته الجامعية، كان يستخدم بعض الاقتباسات من كتاب توفلر، وكان ينوّه إلى أن العالم أوشك على دخول عصر رقمي، وهذا ما كان يستغربه المسؤولين والمديرين الذين يحصلون على خطاباته، لذا لم يردوا عليه، ولم يتم قبوله في هذه الوظائف.
ثورات مستقبلية
ترك كيس شركته في عام 2005، بعد أن قضى خمسة أعوام يعمل على مبادرة تستند على رؤيته الخاصة بالمستقبل، ولقد أُتيحت له الفرصة لشركة توفلر قبل وفاته في عام 2016.
ويتوقع كيس أن وادي السيليكون سيفقد جزء من قيمته بعد بدء الموجة القادمة من شبكات الانترنت، ومع حدوث ثورات في صناعات مثل الزراعة والنقل، ولهذا السبب استثمر هو وفريقه ملايين الدولارات في 38 مدينة أمريكية، والتي لم تحصل شركاتها الناشئة على الاهتمام المطلوب.
ويقول إن عمله الحالي يذكره بالسنوات الأولى له في شركته أمريكا أون لاين. ويضيف: "أدركت أن الكثير من الناس يشككون في كل شيء، ولكننا نسعى إلى اثبات أنهم على خطأ، ونعتقد أننا قادرين على فعل ذلك، وقد يكون ذلك جزءًا من شخصيتي، فعندما يتحداني الناس، أصرّ على فعل الأمر، وأبذل كل جهدي لأثبت لهم العكس".