هذه هي قصة المقولة الشهيرة "في ستين داهية"
كثيرة هي المناسبات التي نردد فيها عبارة “في ستين داهية” في حياتنا اليومية للإشارة إلى حالة من عدم الاهتمام واللامبالاة على ما ضاع أو فات بيد أن ذلك لم يكن المعنى والمقصد الأصلي لها فما قصة هذه المقولة.
لماذا نقول في 60 داهية؟
لكن الكثيرين لا يعرفون لماذا نقول في 60 داهية، وفيما يلي نستعرض القصة والأسباب ومعنى تلك الجملة حين نقول "روح في ستين داهية" على سبيل المثال.
قصة 60 داهية
وممن لا يعرفون مصدر هذه المقولة فإنها عبارة قالها قيس بن المكشوح المرادي وهي تعود إلى ما قبل الإسلام، وقد وقعت في اليمن والتي كانت الحروب قائمة فيها بين قبيلتي “مدحج” و”همدان” وكانت الانتصار دائمًا من نصيب قبيلة مدحج مما جعل قبيلة همدان تلجأ إلى الاستعانة بالفرس لإعداد الخطط والترتيبات للإيقاع بقبيلة مدحج .
اقرأ أيضًا: كيف ساهمت القطط في احتلال الفرس لمصر قديما؟
ذكاء ودهاء
وللثأر لنفسها دبرت قبيلة همدان جيدا واتفقوا على أن يقوم رجالها باستدراج مشايخ قبيلة “مدحج” الذين عرفوا بالذكاء والدهاء وطرح فكرة الحوار بدون حمل السلاح وبالفعل نجحت الفكرة ووقع 60 شيخًا من كبار مشايخ قبيلة مدحج في الشرك الذي نصبه أبناء قبيلة همدان بمعاونة الفرس، وعندما حانت اللحظة قام الهمدانيون بقتل المشايخ ونتيجة لهذه الحيلة تفرقت بعدها قبيلة مدحج والتي كان أحد فرسانها هو قيس بن مكشوم.
فرصة مواتية
وبعد ظهور الإسلام وعندما قيس بن مكشوم خبر رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم حضر بين يديه وأعلن إسلامه وقد حسن إسلامه ثم عاد مرة أخرى إلى اليمن ولما حدثت الردة في كثير من القبائل المسلمة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم قيس لقتال من ارتد من أهل اليمنز
وحينها شعر قيس بن مكشوح أن الفرصة أصبحت مواتية لثأر لقومه من قبيلة همدان لما كان من غدرهم بكبار مشايخ قبيلته وقتلهم لهم وهم عزل بدون سلاح وباستخدام الخديعة والمكر.
قابل كائنات غريبة.. رائد الفضاء "جوردن كوبر" يكشف كواليس رحلته حول مدار الأرض (فيديو)
معنى ستين داهية
لم يكتف قيس ثم بل حاصر قصر “فيروز الديلمي” الفارسي في صنعاء وجعل في مدخل صنعاء مركزا لقتال أي رجل ينتمي إلى الفرس أو قبيلة همدان حتى جاء كبار وعلية القوم للوساطة بين الفريقين وقد عاتبوا قيس على الخراب والدمار الذي أوقعه بالهمدانيين وكثرة أعداد القتلى لكن قيس أجابهم بالمقولة الشهيرة وهي “في ستين داهية” والمعنى أن كل من قتلوا وماتوا وكل هذا الخراب مقابل موت ستون داهية من دواهي قبيلته.