النداء الأخير لإنقاذ العالم من كارثة مناخية.. ما دورك أنت؟
درجات حرارية قياسية، ذوبان جليد القطب الشمالي، ارتفاع في مستويات البحر، جفاف وحرائق تقضي على الأخضر واليابس. تأثيرات التغييرات المناخية بدأت تهدد صحة الإنسان، واقتصاده وأمنه وحتى وجوده.
العلماء أطلقوا «النداء الأخير» من أجل إنقاذ العالم «المريض»؛ بسبب ما قام به الإنسان. كما أشاروا إلى أن خطر ذوبان الجليد قد تم التقليل من شأنه في أبحاث سابقة؛ وذلك لأن كمية ثاني أوكسيد الكربون التي تنبعث من الكتل الجليدية الدائمة أكبر بكثير مما كان متوقعاً.
العلماء شددوا على ضرورة تعاون الجميع حكومات وأفرادا ومؤسسات من أجل إبقاء درجات الحرارة دون مستوى ١.٥ درجة مئوية خصوصاً وأن العالم يتجه نحو إرتفاع يصل إلى ٣ درجات. التقرير حدد التغييرات التي يجب العمل عليها والتي هي الطاقة، استغلال الأراضي، المدن والصناعة.
بطبيعة الحال بعض النقاط من مسؤولية الحكومات والشركات الكبرى، ولكن هناك الكثير من المبادرات الفردية التي يمكنها أن تحدث تغييرات أكبر مما يخيل للبعض، وذلك إن بادر الجميع للقيام بها. لا تفكر بما يقوم أو لا يقوم به غيرك، خذ المبادرة وابدأ من نفسك وقم بهذه الأمور من أجل المساهمة في عملية إنقاذ الأرض.
التعديلات في النظام الغذائي
التقرير الذي صدر مؤخراً أوصى بالتقليل من استهلاك اللحوم. النسبة التي حددها التقرير هي استهلاك ٣٠٪ أقل من اللحوم والمنتجات الحيوانية. في الواقع هذه التوصية هي واحدة من الاستراتيجيات المقترحة من أجل تعديل استخدامات الأراضي وتحسين الزراعة وحماية الغابات. فقطاع الثروة الحيوانية مسؤول عن ١٤.٥٪ من إنبعاثات غازات الاحتباس الحراري عالمياً. وهذه النسبة في الواقع هي أعلى من نسبة قطاع النقل.
تعديلات أخرى يمكن إدخالها على النظام الغذائي والتي ستساهم بإنقاذ الارض هي شراء المنتجات العضوية حين يتمكن الفرد، عدم إهدار الطعام وكما قلنا الاعتماد بشكل أكبر على الخضروات والفواكه والتقليل من نسبة استهلاك اللحوم. النتيجة إيجابية لك كفرد على كل الأصعدة لأنك تساهم بإنقاذ الارض كما أنك تعتمد نظاماً غذائياً صحياً.
المواصلات
أيضاً من التوصيات التي ذكرت ضمن التقرير من أجل إنقاذ الارض هي المساعدة على التقليل من التلوث بسبب قطاع المواصلات ويمكن لأي شخص القيام بذلك من خلال إدخال تعديلات على حياته وهي بسيطة للغاية. يمكن اعتماد وسائل النقل المشتركة، أو مشاركة سيارة مع شخص آخر، الذهاب سيراً على الأقدام في حال كانت المسافة قصيرة، الاعتماد على الدراجات الهوائية، استخدام السيارات الهجينة أو الكهربائية كبديل عن السيارات التقليدية. تقليل معدل السفر جواً أيضاً من المقاربات التي يمكن من خلالها الشخص المساعدة على إنقاذ الأرض.
فكر بالأمر من هذه الزواية إن تمكنت من عدم اعتماد السيارة ليومين فأنت تساعد على تخفيض انبعاث غازات الاحتباس الحراري بمعدل ٧٢١ كلغ سنوياً.
استهلاك المياه
للمساهمة في إنقاذ الأرض من كارثة مناخية قادمة على الفرد أن يقلل من نسبة استهلاك المياه. عندما تغسل أسنانك مثلاً لا داعي لترك الحنفية مفتوحة، وفي حال كان هناك تسرب ما في أي مكان في المنزل يجب إصلاحه. حجم الماء الذي يتم هدره وبشكل يومي كبير جداً إذ وفق التقديرات كل فرد يهدر ما يعادل الـ ٧٥٧ ليترا من الماء يومياً.
إعادة التدوير
للمساهمة في إنقاذ الأرض من كارثة مناخية قادمة على الفرد أن يقوم بفرز النفايات الخاصة به. والأمر بسيط للغاية إذ يمكن تخصيص سلتين للمهملات واحدة للنفايات الصلبة وأخرى للنفايات غير الصلبة. هناك بعض المنتجات التي بدأت تستخدم مواد معاد تدويرها وهناك منتجات يمكن إعادة تدويرها وعليه الأفضل شراء هذه المنتجات. في المقابل إن لم تكن كذلك أو في حال لم تكن متوفرة قم باختيار المنتجات التي تحتوي على أقل كمية ممكنة من التغليف خصوصاً إن كان التغليف من البلاستيك.
التقليل من استهلاك الطاقة
هناك عشرات الطرق التي يمكن من خلالها التقليل من استهلاك الطاقة والمساهمة في إنقاذ الارض من كارثة مناخية وتوفير المال في الوقت عينه. يمكن الاعتماد على لمبات التوفير في المنزل، كما يجب الحرص على عدم ترك الكمبيوترات، التلفزيون وغيرها من الأجهزة الكهربائية موصولة بالكهرباء عندما لا يتم إستخدامها وطبعاً. للتقليل من استخدام الطاقة أيضاً يمكن غسل الملابس بالماء البارد أو الدافئ وليس الساخن. مجففات الملابس أو النشافات تستهلك الطاقة بشكل كبير لذلك في الحالات التي يمكن الاستغناء عنها يفضل اعتماد الطريقة التقليدية لتجفيف الملابس أي «حبل الغسيل». وطبعاً إن كان بالإمكان الاعتماد على الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية فإن ذلك مساهمة قيمة جداً لإنقاذ الأرض.
في مكان العمل
هناك بعض المبادرات الفردية التي يمكن القيام بها في مكان العمل في حال لم تكن الشركة تعتمد سياسة صديقة للبيئة. إن كان بالإمكان استخدام اللابتوب في مكان العمل كبديل عن الديسك توب فذلك أفضل؛ لأنه يستهلك طاقة أقل. قم شخصياً بالحد من استخدام الأوراق، فوفق وكالة حماية البيئة الأمريكية فإنه لو قامت شركة بـ٧٠٠٠ عامل بإعادة تدوير النفايات الورقية الخاصة بها لمدة عام فإن ذلك يعادل التخلص من انبعاثات ٤٠٠ سيارة. كما يمكنك أن تنشر هذه الثقافة في مكان العمل، فمن يدري قد تعتمد الشركة بفضل جهودك سياسة صديقة للبيئة.
يتناول مشروبًا غازيًا خاليًا من السكر.. لوحة ترامب مع إبراهام لينكولن معلقة الآن في البيت الأبيض