إنفوجراف| كل ما عليك فعله لعملية دمج سلسة بعد الاستحواذ على شركة
عمليات الاستحواذ والدمج منذ العام 2017 تسير بوتيرة سريعة للغاية جعلتها تحقق أرقاماً قياسية غير مسبوقة. ولكن هذا لا يعني أنها لم تكن نشطة سابقاً ولكن مسارها يتحدد مع وضع السوق العالمي.
عمليات الاستحواذ والدمج ظهرت نتيجة للتغييرات السريعة في النظام الاقتصادي العالمي كالعولمة والحرية الاقتصادية وإزالة العوائق أمام فتح الأسواق وإقامة التكتلات الاقتصادية. كما أن زيادة المشاكل الاقتصادية والمالية التي تواجه الدول النامية والمتقدمة أدت إلى زيادة حدة المنافسة بين الشركات وزيادة التحديات التي تواجهها العديد من الشركات فكان التوجه نحو الاستحواذ والدمج.
ورغم ذلك هي من العمليات المحفوفة بالمخاطر، فهي إما أن تنجح أو تفشل. رغم أن التمييز بين الدمج والاستحواذ لم يعد واضحاً تماماً خلال الفترة الماضية، إلا أن هناك خطوطا عريضة تحدد المرحلتين. الاستحواذ هو السيطرة المالية والإدارية لإحدى الشركات على نشاط شركة أخرى، وذلك عن طريق شراء كل أو نسبة من الأسهم العادية التي لها حق التصويت في الجمعية العامة للشركة المستحوذ عليها.
أما الدمج فهو اتحاد للمصالح بين شركتين أو أكثر، وينتج عنه ظهور كيان جديد، والذي يتم بصور مختلفة ومتعددة. الدمج معقد بعض الشيء لأنه يشمل البشر، والذين هم القوى العاملة، وبالتالي هناك العديد من الأمور التي يجب وضعها بالحسبان؛ لكونها تحدد الفشل أو النجاح. فما هي هذه العوامل وكيف تؤثر على مرحلة الدمج وتجعلها إما سلسة أو حافلة بالمتاعب والمواجهات والمشاكل؟
البشر.. القوى العاملة
البشر هم الذين يحددون نجاح عملية الاستحواذ والدمج أو فشلها. وهذه المهمة الأولى التي يجب التعامل معها ومنحها كل الاهتمام والوقت. يجب تخصيص الوقت والاجتماع بكل فرد من أفراد فريقك، وبشكل منفصل إن أمكن، وسؤالهم عن كل الأمور التي تشغل بالهم.
البشر بطبيعتهم يخافون من التغييرات، وخطوة كهذه يمكنها أن تثير رعب الجميع. ولكن حين يتم الاستماع ومعرفة المخاوف والمكان الذي تنبع منه حينها يمكنك التعامل معها والرد عليها والمضي قدماً للقيام بما يجب القيام به.
التخطيط المرن
يجب أن يكون هناك خطة واضحة ومرنة جداً لعملية الدمج. حدد ٣ أهداف أساسية ثم حدد الأهداف الفرعية لها بشكل واضح لا لبس فيه.. أي إبدأ من رأس الهرم وصولاً إلى الأسفل. ولكن كما قلنا هذه الخطة يجب أن تكون مرنة للغاية، كما يجب الإعلان عن كونها مرنة، فعندما تحدد توقعاتك من فريق العمل يجب إبلاغهم بأن هذه الخطة ستتبدل حين تبدأ الشركة بمواجهة تحديات جديدة.
التغييرات «شخصية» جداً للموظفين
تحدثنا عن أهمية التعامل مع الموظفين ولكن هذه النقطة مهمة للغاية، ولا يمكننا التشديد على أهميتها وضرورة التعامل معها. يجب التذكر دائماً بأن الاستحواذ والدمج بصورته العامة هو عملية اقتصادية تجارية، ولكن في جوهره هناك أفراد يتأثرون على الصعيد الشخصي بها. كل شخص سيطرح نفس السؤال على نفسه.. كيف ستؤثر عملية الاستحواذ والدمج علي كموظف وكشخص في هذه الشركة؟
المخاوف التي عادة تبرز هي إن كان ما يحدث سيؤثر على مساره المهني، على زملائه في العمل، على آلية العمل ككل، على مديره المباشر، على دورهم، وحتى قد تبرز مخاوف مبررة جداً حول عدم قدرتهم على المضي قدماً. التغييرات كما قلنا مرعبة والمجهول مما هو قادم يمكنه أن يجعل الأجواء العامة جنونية. كل هذه الأمور يجب التعامل معها حتى الأمور البسيطة كالتأمين الصحي يمكنه أن يتحول إلى مشكلة كبيرة، فالشخص لم يعد يعرف ماذا وكيف وأين ولماذا.
التقسيم
خلال عملية الدمج ما عليك فعله هو تقسيم الفريق أو الفرق الذين دورهم مهم جداً ومؤثر في الشركة، وقم بفصلهم عن الآخرين لـ90 يوماً. أنت تحتاج اليهم وإلى تركيزهم الكامل والكلي من أجل التفرغ لإنجاز ما هو مهم. الشركة تحتاج إلى دعامات قوية تقوم عليها، وهذه الدعامات من مسؤولية هذه الفرق. بقية العاملين في الشركة سيكونون في حالة من الضياع الكلي وسيقومون بإضاعة وقتهم وطاقتهم على أمور في الواقع لا أهمية لها مثل عدم معرفة لمن عليهم اللجوء لإصلاح الكمبيوتر أو لمن عليهم الشكوى في حال صادفتهم مشكلة. الفوضى طبيعية، ولذلك أنت تحتاج لعزل فريقك أو فرقك الأساسية عن كل هذه الفوضى كي تقوموا معاً بوضع الأسس التي لن تنهار عند مواجهة المشاكل.
الإدراك
هذا الأمر يتعلق بك أكثر مما يتعلق بالآخرين. الاستحواذ والدمج أشبه بالقيام بعملية إعادة تأهيل شاملة للمنزل، ولكن الفارق هنا هو أنك لا تزال تقيم في هذا المنزل خلال عملية تحطيم الجدران والدهن وغيرها. أي فوضى عارمة في كل مكان وتوتر وضغوط. عادة أنت لا تقوم بدعوة أحد لزيارة منزلك قبل الانتهاء منه، حينها تقيم حفلة وتستمتع مع الرفاق بمنزلك الجديد. الأمر نفسه ينطبق على الشركة، وهذا ما عليك شرحه للجميع ومنذ البداية. العلاقات العامة مع كل الجهات الأخرى التي ترتبط بالشركة تجمد مؤقتاً، فأنت لا تريد أن يرى الجميع الفوضى. العلاقات هذه تعاد ويتم دعوة الجميع بعد ترتيب الفوضى كلها.
المثابرة والصمود
خلال عملية الدمج ستشعر أنت وفريقك بالإنهاك والتعب وفي مراحل معينة ستبدأ بالتشكيك بصوابية قرارك وقد تمر بمراحل من الإحباط. وهذا أمر طبيعي، وما عليك فعله هو تذكير نفسك بالأسباب التي جعلتك تقدم على هذه الخطوة منذ البداية.. ومن هناك عليك المثابرة والصمود. ما عليك معرفته هو أن حتى الذين يملكون خبرة كبيرة في مجال عمليات الاستحواذ والدمج يفشلون في مهامهم أحياناً. الدمج عملية معقدة جداً ولكن بالمحافظة على تركيزك، والانتباه للتفاصيل يمكنك النجاح في تحقيق الهدف.