المغرب.. دليلك لأجمل مواقع التراث الإنساني في أفريقيا
تقع المملكة المغربية في شمال أفريقا على ضفاف البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي لتكون صلة وصل بين حضارات العالم، تشهد أثار البلاد على أنها كانت مأهولة منذ العصر الحجري القديم وصولاً إلى الحضارات الإسلامية مروراً الفترة الفينيقية القرطاجية والبونيقية والموريتانية والرومانية. ذابت في المجتمع المغربي الحضارة العربية والأفريقية والأمزيغية والصحراوية والكثير غيرها.
ساهم الإرث التاريخي العريق للمغرب إلى جانب موقعه الجغرافي الغني بالمناظر الطبيعية الساحرة في جعله أغنى البلدان العربية والأفريقية بمواقع التراث الإنساني المدرجة على قائمة اليونسكو منذ عام 1981 حتى عام 2012.
مواقع التراث العالمي الإنساني في المغرب:
موقع وليلي الأثري (1997)
تأسست المدينة في القرن الثالث قبل الميلاد وكانت ذات أهمية كبيرة في الحقبة الرومانية حيث بنيت فيها الكثير من المباني الرائعة التي لازالت شامخة في منطقة زراعية خصبة. وأصبحت في وقت لاحق ولفترة قصيرة عاصمة إدريس الأول مؤسس الدولة الإدريسية، والذي دفن في منطقة قريبة منها.
مدينة مكناس التاريخية (1996)
تأسست المدينة على يد المرابطين في القرن الحادي عشر كمستوطنة عسكرية، ولكنها ازدهرت بعد أن أصبحت عاصمة السلطان مولاي إسماعيل مؤسس الإمبراطورية العلوية (1672-1727) الذي حولها إلى مدينة على الطراز الإسباني المغاربي، وهي محاطة بجدران رائعة تضم بوابات أثرية كبيرة، كما تحتوي على مزيج متناغم من المباني والأثار الإسلامية والأوروبية.
قصر آبت بن حدو (1987)
يقع قصر آبت بن حدو بإقليم ورززات، حيث كانت كلمة قصر تستخدم لوصف المساكن التقليدية المنتشرة في الصحراء، وهي عبارة عن مساكن مبنية من الطين ومحاطة بأسوار دفاعية معززة بأبراج في كل زاوية للمراقبة تتميز ببساطتها ومتانتها. ويعتقد أن هذه الأنماط من المباني ذات الهندسة المتميزة هي أنقى مثال على العمارة المغربية التقليدية.
مدينة الصويرة "موغادرو" (2001)
تعتبر الصويرة مثالاً استثنائياً عن المدن المحصنة التي كانت منتشرة في القرن الثامن عشر في المغرب، تأسست على الطراز المعماري العسكري الأوروبي السائد أنذاك في شمال أفريقيا، وتكمن أهميتها في كونها مرفأ تجاري يربط صحراء المغرب بأوروبا والعالم.
مدينة فاس القديمة (1981)
تضم مدينة فاس التاريخية التي تأسست في القرن التاسع أقدم جامعة في العالم، وعاشت عصرها الذهبي عندما أصبحت عاصمة المرينيّين بدلاً من مراكش في القرنين الثالث عشر والرابع عشر. وتحتوي المدينة الكثير من الأثار التي تعود إلى تلك الحقبة من مدارس وفنادق وقصور وبيوت ومساجد، كما تكثر فيها الينابيع. ومازالت فاس تحافظ على أهميتها الثقافية والروحية في المغرب حتى وقتنا الحالي.
مدينة مراكش (1985)
تأسست مدينة مراكش على يد المرابطين بين عامي 1070 – 1072، وحافظت عبر الزمن على أهميتها السياسية والاقتصادية والثقافية في المغرب، وكانت ذات تأثير على جميع بلدان الغرب الإسلامية من شمال أفريقيا إلى الأندلس. وتعتبر موطناً للكثير من الأثار التي تعود إلى أواخر القرن الحادي عشر، ومن أبرزها مسجد الكتُبية والقصبة والأسوار والبوّابات الأثريّة والحدائق. وتشمل الجواهر المعمارية التي بنيت في أوقات لاحقة على قصر الباهية ومدرسة بن يوسف وضريح السعديين والبيوت الكبيرة، في حين تحولت ساحة جامع الفنا إلى مسرح رائع في الهواء الطلق.
مدينة تطوان القديمة (1997)
كانت مدينة تطوان القديمة تمتلك أهمية كبيرة في تاريخ المغرب والحضارة الإسلامية عموماً، فلقد كانت بمثابة صلة الوصل الرئيسية بين الأندلس والمغرب. أعيد بناء المدينة بعد الاستيلاء عليها من قبل اللاجئين الأندلسيين الذين طردهم الأسبان، لذلك نرى اللمسات الأسبانية والأندلسية الواضحة في فنها وأبنيتها الممتزجة بالجمال المغربي.
مدينة مازاكان البرتغالية "الجديدة" (2004)
تعتبر واحدة من أجمل المدن المحصنة في المغرب، وتقع في الجنوب الغربي من الدار البيضاء، تم بناؤها بمثابة مستعمرة خلال القرن السادس عشر على طول ساحل المحيط الأطلسي، واستعاد المغرب السيطرة عليها في عام 1769.
وتضم المدينة في وقتنا الحالي المعابد والأسوار التي تجسد التصميم العسكري السائد في عصر النهضة، وتشمل الأثار البرتغالية حوض المياه وكنيسة الصعود المبنية بحسب الاسلوب المنويليّ (أواخر القوطي). وتعتبر مدينة مازاكان البرتغالية إحدى المستوطنات الأولى للمستكشفين البرتغاليين في غرب أفريقيا على الطريق إلى الهند شاهداً بارزاً على التأثيرات المختلطة للثقافتين الأوروبية والمغربية والتي تظهر بوضوح في الهندسة المعمارية والتكنولوجيا وتخطيط المدن.
العاصمة الرباط (2012)
تقع العاصمة الحالية للمغرب وأهم المدن التاريخية فيها على ساحل المحيط الأطلنطي في أقصى الشمال الغربي من المغرب، ليتم تأسيسها كنتاج طبيعي للتراث المشترك بين الحداثة الغربية والماضي الإسلامي العربي. ويتضمن الموقع المعترف به في قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو في المغرب على المناطق الملكية والإدارية في الرباط، إلى جانب المناطق السكنية والحدائق الترفيهية والنباتية والتطورات التجارية.
وتشمل أيضاً على بعض أجزاء المدينة التي تعود إلى القرن الثاني عشر، بالإضافة إلى الأجزاء القديمة من مسجد حسن (الذي بدأ بناؤه في عام 1184) وأسوار وأبواب الموحدين، وهي الأجزاء الوحيدة الباقية من مشروع العاصمة العظيمة لخلافة الموحدين، وكذلك بقايا الإمارة المغاربية أو الأندلسية في القرن السابع عشر.