بعد تراجع قيمة شركاته بنحو 19 %.. إلون ماسك يواجه مشكلة حقيقية
لقد كان عامًا قاسيًا جدًا على رجل الأعمال والمستثمر الكندي الأمريكي إلون ماسك، فكانت تصرفاته في الأونة الأخيرة مادة خصبة لوسائل الإعلام العالمية، والتي نشرت الكثير من التقارير تنتقد تصرفاته وتسخر منه، ومن بينها التقرير الذي نشرته وكالة الأنباء الكورية المركزية عن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، والذي قال فيه إن مؤسس شركة تسلا يجعل من نفسه أضحوكة.
أغلب المشاكل التي تعرض لها ماسك مؤخرًا كانت بسبب تصرفاته وأفعاله الشاذة، من ضمنها عجزه عن تحقيق أهداف شركته، والاتهامات الغريبة بالاعتداء الجنسي على مواطنين بريطانيين في تايلاند، وإعلان خصخصة شركة تسلا.
وأخيراً استقال كبير موظفي المحاسبة ديف مورتون بعد شهر واحد فقط من توليه لمنصبه، ربما لأنه لم يستطع العمل في بيئة العمل في هذه الظروف، وتراجعت أسهم تسلا بنحو 19 بالمئة منذ أول يناير الماضي.
مشاكل كبيرة
ربط ماسك مستقبل شركة تسلا بسيارات سيدان النموذج الثالث، والتي يعاني من أجل إنتاجها بأعداد كافية ما يلبي حاجات المستهلكين، ويوفر له المال الذي يحتاجه لأستئناف مشاريعه. وكان من المفترض إنتاج 5000 سيارة أسبوعيًا بحلول نهاية عام 2017، وحتى نهاية الربع الأول من العام المقبل. وكان يبدو هذا القرار ذكيًا، وضروريًا عندما تم اتخاذه منذ سنوات.
ولكن يجب الإشارة إلى أنه لا يوجد صانع سيارات كهربائية في هذا المجال بإمكانه غزو سوق صناعة السيارات، دون تأسيس سوق ضخمة يمكنه من منافسة العلامة التجارية التي تعمل بالغاز تويوتا كامري.
باع ماسك حتى الآن أرقامًا كبيرة من السيارات في الأشهر الأخيرة، باع تقريبًا 17.800 سيارة، وما زال هناك حوالي 450 ألف طلب للحصول على السيارات. ثم أُلغى عدد غير محدد من هذه الطلبات، بعد سأم العملاء من الانتظار وخوفهم من ارتفاع الأسعار.
ولكن الآن، أكبر اتجاه في سوق السيارات هو أن مشتري السيارات الأمريكيين يتخلون عن شراء سيارات السيدان من أجل شراء السيارات الكروس أوفر، وسيارات الدفع الرباعي. وقبل أقل من خمس سنوات، كانت أكثر من نصف السيارات الأمريكية المباعة سيارات ركاب.
تحول جذري
والآن أصبح الرقم أقل من الثلث، وتؤكد المؤشرات أن الأرقام تستمر في الهبوط، وفقًا لتقرير صحيفة وول ستريت جورنال.
وهناك العديد من الأسباب التي تفسر ذلك، من بينها انخفاض أسعار الغاز، وتحسين التصميم، وغيرها. ولكن خلاصة القول هي أن تفضيلات المشترين تبدو وأنها تشهد تحولاً جذريًا كبيرًا.
ويجدر الإشارة إلى أن شركات صناعة السيارات التقليدية تسعى إلى التكيف مع شركات أخرى مثل فيات تشارلز، وفورد، وتتخلص مع خطوط الإنتاج الكاملة في الولايات المتحدة، من أجل التركيز على موارد المنتجات التي يرغب المستهلكون شرائها.
لذا في الوقت الذي يعرّف فيه ماسك النجاح على أنه صنع ما يُطلق عليه "قاتل كامري"، بدأت سيارات كامري تندثر بالفعل لأسباب طبيعية.
أن شركة صناعة السيارات الكبيرة باتت محظوظة جدًا لانخفاض نسبة مبيع الكامري؛ ومع ذلك ستواجه تسلا تحديًا كبيرًا، لتحويل النموذج الثالث إلى النموذج إكس.
سيارات باهظة الثمن
وفي كل الأحوال، فإن النموذج إكس يبدأ سعره من حوالي 79.500 دولار، وهي أغلى بكثير من النماذج المماثلة التي تعمل بالغاز.
وحتى الآن، لم يستطع ماسك الوفاء بوعوده المتعلقة بالنموذج الثالث، والذي أعلن أنه سيكون في حجم الكامري ويباع بنفس سعرها. عوضًا عن ذلك، فإنه سيقوم ببيع اصدارات باهظة الثمن من السيارات في الشمال، والتي يصل سعرها عند بيعها بالتجزئة إلى 50 ألف دولار، وأرجع ماسك ذلك إلى أنه يحتاج بشدة إلى المال.
ولكن، النموذج الثالث من السيارات رقمي، ورائع، وقادم من وادي سيلسيون، ما يدفعنا للتساؤل ما إذا كان ذلك يجعلها منتج مختلف تمامًا عن سيارات سيدان؟. والإجابة هي نعم ولا في الوقت نفسه.
بالتأكيد هناك عدد كبير جدًا من الأشخاص الذين سيشترون النموذج الثالث، أو النموذج الأقدم "النموذج إس"، من أجل امتلاك سيارات من هذا النوع، بغض النظر عن الاعتبارات التقليدية الأخرى، مثل الحجم، والقدرة على تحمل التكاليف، وبعض العوامل الأخرى.
خورخي باولو ليمان.. الملياردير الذي يجمع بين الذكاء والحظ والمواهب الاستثنائية
انقاذ الكوكب
وفي كل الأحوال، فإن الهدف الرئيسي من صنع ماسك لسيارات كهربائية، هي المساعدة على انقاذ العالم من انبعاثات الكربون المتزايدة، لانقاذ الكوكب من التلوث، لا يجب نسيان ذلك أبدًا.
وكما قال مؤرخ السيارات جون ولونوفيز لصحيفة وول ستريت جورنال، إن المستهلكين الحقيقين الآن يفضلون شراء السيارات الدفع الرباعي، لأنها متعددة الاستخدام، فشراء السيارات الآن لم يعد مرتبط بالأناقة أو الأداء، ولكن القدرة على نقل الأطفال والحيوانات الأليفة بسهولة ودون تعقيد.
لذا إذا لم يستطع ماسك، أو شخص آخر، بإنتاج سيارات كهربائية تقوم بما تقوم به راف 4 بنفس التكلفة الإجمالية للشراء، فإن الهيمنة على الأسواق ستبقى مستحيلة. وهذا ما تؤكده استطلاعات الرأي، إذ يقول الكثير من الأشخاص الذين خضعوا للاستطلاعات أنهم يفكرون في شراء سيارات كهربائية، إلا أن عدد قليل جدًا من قام بشراء السيارات من هذا النوع فعلاً.