الإمارات ستعمل بالطاقة النووية عام ٢٠١٩.. ماذا عن الدول العربية الأخرى؟
خلال السنوات الماضية تزايدت أعدد الدول العربية التي تسعى للاعتماد على الطاقة البديلة وخصوصاً الطاقة النووية لسد العجز المتزايد في الكهرباء، وبسبب تراجع إنتاج النفط وارتفاع أسعاره. المشاكل هذه من دون شك هي عبء على الميزانيات وبالتالي ورغم ارتفاع تكلفة إنشاء المفاعلات النووية؛ إذ تبلغ كلفة المحطة الكهرونووية التي تبلغ قدرتها ألف ميغاوات كهرباء ما بين ٢ و ٣ مليارات دولار إلا أن الطاقة النووية هي أرخص أنواع الطاقة في توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه وأيضًا استعمالها في في الصناعات البتروكيماوية.
المشكلة الكبرى التي تواجه الدول العربية في الاعتماد على الطاقة النووية لتوليد الطاقة هي أنها تحتاج الى وقود اليورانيوم والذي يتركز إحتياطه ٥٠٪ من إحتياطه العالمي في أستراليا وكندا وكازاخستان وروسيا.بينما إحتياطي اليوارنيوم في دولنا العربية فهو شبه معدوم، فالأردن يملك ٠،٥٪ ،الجزائر نحو ٠،٣٪ ، مصر أقل من ٠،١٪.
أغرب قصص الحب.. ملك يتزوج حبيبته بعد موتها وينصب جثتها ملكة لبلاده
دولة الإمارات كانت تستعد لتكون أول دولة عربية تنتج الطاقة عن طريق المفاعلات النووية خلال العام الحالي ولكن العمل بالمفاعلات تأجل حتى العام المقبل. في موضوعنا هذا سنتعرف على البرامج النووية لإنتاج الطاقة في دولنا العربية؟
الإمارات
محطة براكة النووية تعتبر أكبر مشروع عالمي منفرد بقيمة ٢٠ مليار دولار. المحطة التي كان من المفترض أن يتم إفتتاحها العام الحالي تأجل العمل بها حتى العام المقبل وذلك بسبب مشاكل في التدريب وفق ما ذكرت وكالة رويترز. فالجهات التنظيمية المختصة في الامارات ترفض منح شركة نواة للطاقة رخصة تشغيل وذلك لانه، وفق المعلومات التي نشرتها وكالات الاخبار، ١٨٠٠ شخصاً من الذين عينتهم الشركة لا يملكون الخبرة النووية. وعليه كان قرار التروي.
تقع المحطة في المنطقة الغربية لإمارة أبو ظبي وتضم ٤ مفاعلات نووية. البداية كانت في العام ٢٠٠٩ عندما وقعت الامارات عقداً مع إئتلاف تقوده الشركة الكورية للطاقة الكهربائية بقيمة ٢٠،٤ مليار دولار لبناء أربعة مفاعلات نووية. وستبلغ الطاقة الإنتاجية لمحطة براكة النووية، ٥٦٠٠ ميغاواط من الكهرباء مع أربع مفاعلات بطاقة ١٤٠٠ ميغاواط للمفاعل.
مصر
تعتبر مصر من أول الدول العربية التي دخلت مجال الطاقة النووية. فالحلم بإنشاء محطة نووية بدأ منذ خمسينيات القرن الماضي حيث تم وضع البرنامج الوطني لللطاقة النووية وإنشاء لجنة الطاقة الذرية التي أصبحت هيئة الطاقة الذرية عام ١٩٥٧.
وتملك هذه الهيئة حالياً عدة مراكز للأبحاث النووية، ومنها مركز البحوث النووية في أنشاص والذي يضم مفاعلان الاول بقدرة ٢ ميغاواط والآخر بقدرة ٢٢ ميغاواط.
وفي عام ٢٠٠٢، أعلنت مصر إبان عهد الرئيس السابق حسني مبارك عن نيتها في إحياء مشروع إنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية بمنطقة الضبعة على الساحل الشمالي المصري، لكن المشروع لم ير النور.
وبعد كارثة اليابان النووية، قامت مصر بدراسة إجراءات اضافية تزاد على وثائق المناقصة، لضمان أمن كل المحطات النووية التي تنوي إقامتها . ومن المتوقع أن تكتمل المحطة الأولى عام ٢٠١٩ وعلى أن يبلغ مجمل الطاقة المحطات التي يتراوح عددها بين ٤ و ٦ محطات ٤٠٠٠ ميغاواط. كما قامت مصر بتوقيع اتفاقية مع الشركة الحكومية الروسية "روساتوم" لتشييد ٤ مفاعلات نووية بطاقة إجمالية تصل إلى ٤،٨ غيغاوات، ومن المتوقع أن يتم تسليمها على عدة مراحل خلال 12 عاماً المقبلة.
السعودية
السعودية تستعد وبجدية بالغة للحاق بالركب النووي. المملكة تخطط لبناء ١٦ مفاعلا نووياً بحلول ٢٠٣٢ على ان تكون الطاقة الاجمالية لها ١٧ غيغاوات. ووفق الخبراء من المتوقع أن تغطي تلك المفاعلات ١٥٪ من حاجة البلاد من الكهرباء، وبحسب المخطط الحالي من المفترض أن تبدأ الإنتاج عام ٢٠٢٢. وقد اعلنت السعودية انها ستقوم بمنح العقود لبناء اول محطاتها النووية نهاية العام الحالي على أن تبدأ عملية البناء بداية العام ٢٠١٩ بتمويل مشترك من الحكومة السعودية والشركة المنفذة.
الأردن
الأردن من الدول العربية التي تعمل وبجدية من أجل الإعتماد على الطاقة النووية لإنتاج الطاقة. وقعت الحكومة إتفاقية مع شركة روساتوم الروسية لبناء محطة نووية بطاقة ٢ غيغاوات ومن المتوقع أن تبدأ المحطة بإمداد الشبكة الوطنية بالكهرباء عام ٢٠٢٣ .
لكن الأردن كان قد بدأ منذ العام ٢٠٠٩ وبالتعاون مع شركة كورية جنوبية بالعمل على مشروع مفاعل نووي للأبحاث بقدرة ١٠ ميفاواط في جامعة الاردن للعلوم والتكنولوجيا. وفي العام ٢٠١٠ أعلن الادن عن خطة لإقامة محطة نووية لتوليد الكهرباء ستبدأ بالعمل عام ٢٠٢٠ بقدرة ١٠٠٠ ميغاواط وستوفر ٢٠٪ من الطلب على الطاقة الكهربائية على أن يتم البدء بالعمل بمحطة نووية اخرى عام ٢٠٣٠ تغطي ٣٠٪ من الطلب على الكهرباء.
الجزائر
الجزائر تنوي بناء عدة محطات لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية وسيبدأ العمل على بناء أول محطة عام ٢٠٢٠ على يليها بناء ٥ محطة واحدة كل خمس سنوات. الجزائر تملك حالياً مفاعلين للأبحاث، الاول هو مفاعل السلام وينتج طاقة قدرها ١٥ ميغاواط وهو يعمل بالماء الثقيل وخاضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. أما الثاني فهو مفاعل النور والذي ينتج طاقة ١ ميغاواط ويعمل بالماء الخفيف.