كيف أدى سوء التسويق للذكاء الاصطناعي إلى اتخاذ البشر لوظائف الروبوت؟
ركزت صحيفة وول ستريت جورنال مؤخرًا على شرح مفصل لكيفية قيام الشركات التي تقدم خدمات تستند إلى البريد الإلكتروني بفحص صناديق البريد الوارد لملايين مستخدمي هذه الخدمات، ومنها جي ميل المملوكة لشركة جوجل وهذا ليس في الواقع سرا.
توضح اتفاقيات الخدمة أنها تتطلب الوصول إلى بريدك الإلكتروني حتى تتمكن خوارزميات الذكاء الاصطناعي من تزويدك بميزات ذكية مثل مقارنات الأسعار وجدولة التقويم التلقائية والمزيد.
ما لا يخبرونك به هو أن موظفيهم يقرأون رسائلك الإلكترونية في بعض الحالات أيضًا، نظرًا لأن الذكاء الإصطناعي الخاص بهم لا يمكن أن يؤدي عمله كما هو موعود، ويحتاج إلى أن يملأ البشر الفجوة الموجودة في تلك البرمجيات.
حوالي 5000 حساب على الشبكات الإجتماعية تم اغلاقها في الإمارات: لماذا وماذا يعني ذلك للمسوقين؟
تستخدم إحدى الشركات المعروضة في مقالة وول ستريت جورنال الذكاء الإصطناعي لإضافة ميزة "الرد الذكي" إلى بريدك الإلكتروني، الأمر الذي قد يحدث فرقًا كبيرًا إذا كنت تدير حسابك من جهاز جوّال.
ومع ذلك فإن المشكلة هي أن الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يفهم سياق المحادثات ويخرج بالإجابات ذات الصلة قد لا ينجح دائما في فهم ذلك.
كل ما تحتاج إليه هو إلقاء نظرة على ميزة الرد الذكي التي أضافتها سكايب من مايكروسوفت مؤخراً لمعرفة مدى صعوبة أن يصبح الذكاء الإصطناعي مفيدا في حوار الإنسان، خاصة عندما لا تركز على موضوع ضيق.
حتى ميزة الرد الذكي الخاصة بخدمة جي ميل، والتي تدعمها مخازن البيانات الضخمة من جوجل وقدرات الذكاء الإصطناعي، تواجه صعوبات مشابهة.
خطوة مثيرة للجدل.. فيسبوك يطالب البنوك ببيانات مالية للمستخدمين !
هذا هو السبب في أن الشركة المذكورة في المقالة التي نشرتها الجريدة العالمية تستخدم البشر في لدعم الذكاء الإصطناعي، وهذا يعني أن مهندسوها يطلعون على رسائل البريد الإلكتروني للعملاء وهذا لتصحيح الذكاء الاصطناعي عندما تكون ردوده غير ذات صلة بالمحادثة.
هذه العملية التي تسمى التعلم تحت الإشراف، تساعد الذكاء الإصطناعي على فهم وتصحيح أخطائه. ومن الشائع جدًا استخدام التعلم تحت الإشراف في مراحل التطوير والاختبار لإنشاء تقنيات الذكاء الإصطناعي، ولكن استخدام ذلك في الوقت الفعلي مع البيانات البشرية الحية هو سؤال آخر.
في مقابلة أجرتها معه الصحيفة، أوضح مهندسو الشركة أنهم قد وقعوا اتفاقيات على عدم مشاركة أي شيء يقرؤونه، وأنهم يعملون على أجهزة تمنعهم من تنزيل أي شيء من تلك المحادثات والرسائل التي يطلعون عليها.
-
سوء التسويق للذكاء الإصطناعي على مدار سنوات طويلة
على مدار سنوات كنا نسمع بالذكاء الإصطناعي ومميزاته وكيف سيسهل حياة البشر، وبالطبع ظهرت المئات من الشركات الناشئة في هذا المجال والتي تقدم خدمات وتقنيات تندرج تحث نفس التكنولوجيا وتقدم المميزات والخدمات المطلوبة سواء مباشرة للأفراد أو للشركات.
يقال بأن الذكاء الإصطناعي ماهر وجيد ودقيق ولا يحتاج إلى تدخل البشر، هذا ما تم التسويق له وصدقته الشركات العملاقة والمجتمعات والجميع، وبالطبع عندما توجه شركات مثل جوجل و فيس بوك و مايكروسوفت إلى تبني التقنية وجدت أنها تحتاج دائما إلى البشر، على الأقل في هذه السنوات وهذه المرحلة.
اكتشف هؤلاء أن الذكاء الإصطناعي لا يقدم المطلوب منه دون التعلم تحت الإشراف من البشر ودون توظيف أشخاص يملؤون الفجوات التي يتركها.
وهذا ما سلطت الصحيفة العالمية الضوء عليه، وكشفت على أن الرد الذكي ومختلف المزايا الذكية الأخرى لا تعمل من تلقاء نفسها، بل هناك تدخل بشري دائما لإصلاحها وتطويرها.
-
الحاجة إلى الشفافية
المشكلة أنه حتى بعد اكتشاف الشركات العملاقة والمهندين والمتخصصين لهذه الحقيقة، غالبا لن تكون قد سمعت بهذه الحقيقة التي تطرقنا إليها هنا.
هذا يعني أن هناك غياب للشفافية في الواقع، فالشركات المختلفة لا تخبر المستخدمين بالحقيقة ولا تكشف لهم عن كيفية عمل الذكاء الإصطناعي هذه الأيام والتدخل البشري في ذلك.
يجب على الشركات إبلاغ المستخدمين صراحة أنهم يتفاعلون مع وكيل الذكاء الإصطناعي في الإعدادات حيث يتوقعون بطبيعة الحال أن يتحدثوا أو يتعاملون مع مشغل بشري، لأن عدم القيام بذلك من شأنه أن يسبب الإحباط، خاصة إذا بدأ عميل الذكاء الإصطناعي يتصرف بطرق مشكوك فيها.
كل ما تريد معرفته عن منصة عربي لاندر لتصميم صفحات الهبوط للمسوقين والشركات
العكس هو الصحيح أيضا. إذا كان المستخدمون يتوقعون التفاعل مع وكيل الذكاء الإصطناعي، فيجب على الشركات أن تخبرهم بوضوح عما إذا كان هناك شخص وراء التطبيق.
يميل البشر إلى الكشف عن المعلومات، بما في ذلك تفاصيل عامة وحميمية حول أنفسهم، عندما يعتقدون أنهم يتفاعلون مع جهاز بدلاً من إنسان، لذا يجب على الشركات عدم إساءة استغلال تلك الثقة.
نحتاج أيضًا إلى إدراك نقاط القوة والضعف في تقنياتنا، الذكاء الاصطناعي هو زيادة الذكاء البشري وليس استبداله.