موعد يوم عرفة.. تعرف علي تاريخ يوم عرفة 2018 / 1439
يعد يوم عرفة أحد أهم مناسك الحج، حيث إنه إن لم يتواجد في هذا اليوم الحجاج المتوافدون من كل العالم على هذا الجبل وفي حدوده يعدّ حجهم باطلاً، وذلك لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه».
تاريخ يوم عرفة
ويوافق يوم عرفة اليوم التاسع من شهر ذي الحجة القمريّ، وبذلك يوافق 22 من شهر أغسطس حسب التقويم الميلادي 2018، فمع شروق شمس اليوم التاسع من ذي الحجة يخرج الحجاج من منى متوجهين نحو عرفة لأداء هذا النسك، ويُفسد الحج لمن لم يقف داخل حدود عرفة المعروفة.
ويوم عرفة هو اسم مركب من كلمتين مضافتين هما: يوم، وعرفة، واليوم هو جزء محدود من الزمن، بينما عرفة هو مكان محدد ومخصص، وأُطلق على الجزء من هذا المكان في الماضي اسم عرفات، أو عرفة، وهو جبلٌ يقع شرقي مكة المكرمة على الطريق بينها وبين الطائف على بعد 22 كم.
وعرفة عبارة عن سهل واسع مستو على شكل قوس كبير، تحيط الجبال بأطراف هذا القوس، ووتر هذا القوس هو وادي عرنة. يحدها من الشمال الشرقي جبل سعد، ومن الشرق جبل أمغر، ومن الجنوب سلسلة جبيلة سوداء اللون، أما في الغرب والشمال الغربي فيوجد وادي عرنة والطريق الرابط بين مكة والطائف.
وقد اختلفت الروايات حول تسمية هذا الجبل بهذا الاسم، فهناك من يرى أن سبب تسمية عرفة بهذا الاسم هو ما حصل من أحداث في ذلك المكان؛ لذا سمّي بعرفة، ومن هذه الأحداث عندما هبط آدم وحواء من الجنة؛ حيث نزل كل منهما في منطقة معينة من الأرض، ثم شاءت قدرة الله بأن جمعهما في عرفة؛ حيث اجتمعا في هذا المكان، وتعارفا، ولهذا سُمّي المكان بعرفة.
ويقال أيضا إن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: "أعرفت أعرفت؟" فيقول إبراهيم: "عرفت عرفت" ولهذا سميت عرفة.
فيما يرى آخرون أنّ عرفة مشتق من الاعتراف، وهو عكس الإنكار والجحود؛ ففي عرفات يقوم الحجاج بتلبية نداء الله، ويهللون، ويُكبّرون، وهم بذلك متضرعين لله، ومعترفين بخطاياهم، وذنوبهم، ومرددين: "ربنا اغفر لنا ذنوبنا، وكفّر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت يا غفار".
ما هو يوم عرفة
ومن المعروف أن يوم عرفة يوم إكمال الدين، وإتمام النعمة على المسلمين؛ إذ يقول الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)؛ وقد نزلت هذه الآية على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة وهو بعرفة.
ويعتبر يوم عرفة من أفضل الأيام عند المسلمين إذ إنه أحد الأيام العشر من شهر ذي الحجة، وهو يوم تضاعف أجور أعماله على غيره من أيام السنة ففيه تغفر الذنوب والخطايا، وتُستجاب الدعوات، ويباهي الله أهل السماء بعباده، كما أنه يوم العتق من النار، وبالتالي فإن يوم عرفة من أعظم الأيام وأجلّها، حيث يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟".
مناسك يوم عرفة
يتوجه الحُجّاج في اليوم التاسع من ذي الحجة من مِنى إلى عرفة للوقف على الجبل، ويتحقّق هذا بوجود الحاجّ في أيّ جزء من جبل عرفة سواء أكان في قمته أو في أسفله، وسواء كان واقفاً للدعاء أو جالساً، وإن لم تتم مناسك هذا اليوم يعتبر الحج فاسداً، ويستدلّ على أهمية هذا اليوم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه".
ويبدأ الوقوف بعرفة من وقت زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر اليوم التالي وهو أول أيام عيد الأضحى ويصلي الحاج صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين. ويستحب للحاج في يوم عرفة أن يكثر من الدعاء والتلبية وذلك لقول النبي محمد: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"، ويبقى الحجاج في عرفة حتى غروب الشمس، فإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها.