النماص مدينة الضباب.. لمسة من الجمال الساحر والطبيعة الخلابة
لطالما عرفت محافظة النماص بأنها إحدى أهم المحطات السياحية بمنطقة عسير حيث تتعدد بها الأماكن الطبيعية والجو العليل وكرم ضيافة أهل المحافظة هذا فضلا عما تملكه من جميع مقومات الجذب السياحي بما حباها الله من طبيعة خلابة ساحرة ومعطيات جمالية ومناخ معتدل لطيف.
وتقع مدينة النماص على بعد 140كم إلى الشمال من أبها و 420كم جنوب الطائف ويحدها من الجهة الجنوبية مركز تنومة، ومن الشرق يحدها محافظة بيشة ومن الجهة الغربية السفوح المطلة على تهامة والتي تنحدر بشدة تجاه الغرب، حيث محافظة المجاردة.
تمتاز النماص بكثافة الغطاء النباتي، واعتدال المناخ صيفاً، وتكثر بها شلالات المياه والوديان والجبال الشاهقة التي تتمازج مع حالة الاخضرار الدائمة لجمال غاباتها، مما ينتج عنها صورة جمالية من بديع صنع الخالق.
ويتجلى جمال الطقس في محافظة النماص أثناء فترة هبوب الرياح الموسمية الصيفية، حيث تنخفض درجة الحرارة وتهب نسمات الهواء الباردة فتدثرت المحافظة بثوب أخضر ملفوفاً بطوق من الضباب والسحب، حيث يأتي الضباب بين الحين والآخر فيضفي نوعاً من العناق البديع بين بياضة وخضرة الأشجار المتعانقة وتدب الحياة في ينابيع المياه والشلالات المائية مصدرة هديراً وتدفقاً للمياه مصحوباً بتغريد الطيور المهاجرة والمستوطنة فمع رياح النسيم، تغازلك السحب وهي تلامس قمم جبالها، في مشهد يأسر النفس ويبعث فيها الهدوء، وعند قطرات المطر، تميل أراضيها للبياض إثر هطول الثلوج عليها، لتحكي قصة جمال جديدة.
شاهد| أول غرفة فندقية عائمة في مواجهة الأمواج المتلاطمة
أما في فصل الصيف، فيضفي الضباب الذي يعانق قمم الجبال لمسة من الجمال الساحر على طبيعة المنطقة، ما يجذب كثيرا من السياح للاستمتاع بهذه المناظر الخلابة فتصبح محافظة النماص في هذا الوقت مصدر جذب سياحي لكافة المواطنين والوافدين من دول الخليج العربي.
المدينة الأكثر جمالاً وبرودة في المنطقة الجنوبية، يطلق عليها السعوديون "مدينة الضباب"، حيث تنتشر ظاهرة الضباب الكثيف الملامس لسطح الأرض في المنطقة، وتستمر أحياناً بضعة أشهر، خصوصاً فترات الشتاء والربيع، حيث لا تتجاوز الرؤية الأفقية بضعة أمتار.
كما عرفت النماص بتاريخها العريق في هجرات القبائل العربية القحطانية اليمنية القديمة إلى مناطق الجزيرة العربية المختلفة. وقد بنيت على أنقاض مدينة الجهوة العظيمة، التي ورد ذكرها في أكثر من مصدر تاريخي.
شاهد| أول غرفة فندقية عائمة في مواجهة الأمواج المتلاطمة
وتعتبر هذه المدينة المركز الرئيسي لقبائل رجال الحجر قديماً وحديثاً، ومعروفة بمناخها المعتدل صيفاً والبارد شتاء، وهي من أجمل المناطق السياحية بالمملكة، لوقوعها على قمم جبال السروات ووجود الغابات ذات الغطاء النباتي الكثيف والمتوسط، إضافة إلى وجود الأعشاب والنباتات العلاجية وإطلالها على منحدرات جبال السروات، وسهول وأودية تهامة، كما يوجد بها الآثار الجاهلية والإسلامية والمخطوطات المنقوشة على الصخور والقصور الأثرية، ذات الطوابق المتعددة.
وتضم النماص عددا من المواقع الهامة منها متنزه شفا النماص آل وليد، ومتنزه جبل ناصر، وعقبة تلاع، وشفا بني عمرو، وجبل حرفة، وجبل مرير وهو جبل ضخم مرتفع، يقع شمال محافظة النماص، وهو أعلى جبالها، ويبلغ ارتفاعه ألفين وسبع مئة متر عن سطح البحر، حيث يمتاز بالغابات المتصلة والكثيفة وهناك شعف الكلاثمة، وقصر المقر التراثي السياحي، والذي يحتوي على عدد من المخطوطات والقطع الأثرية النادرة، ويضم حديقة حيوان مصغرة تحتوي على عدد من الحيوانات شبه المنقرضة والنادرة، والتي كانت تقطن النماص.
هذا هو سر ترك فتحات وسط ناطحات سحاب هونغ كونغ
علاوة على ذلك يوجد في المنطقة بعض المتاحف الأثرية ومنها قرية المقر السياحية الواقعة غرب المحافظة المطلة على سهول تهامة وهي فريدة من نوعها وتعتبر أحدث قرية سياحية من حيث الفكرة والتصميم، وتحتل مساحة 1300متر مربع فوق جبال السروات، وتشتمل على القصر الأندلسي والقرية التهامية التراثية ومبنى الاسكان السياحي بجانب مطاعم واستراحات ومطلات خارجية وحديقة للحيوانات. إضافة الى متحف قصر بني عمرو الأثري ومتحف إدارة التعليم بمحافظة النماص وغيرها من المتاحف الشخصية وتحتوي تلك المتاحف على بعض رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض الأدوات الزراعية والحلي والأسلحة القديمة والملابس والأدوات المنزلية والكثير من الأشياء التي كانت في الماضي.