ستيفان شميدهيني.. المحامي الذي غيّر وجه الصناعة في سويسرا
قام رجل الأعمال والملياردير ستيفان شميدهيني بكتابة التاريخ الصناعي في سويسرا بحروف من ذهب بعد أن تولى أعمال مجموعة إترنيت السويسرية "Swiss Eternit Group" المملوكة لعائلته في عام 1976، بدأ عمله في طلب وضع حد لمعالجة مادة الأسبستوس "الحرير الصخري" ممهدا الطريق أمام باقي دول العالم في هذا المجال. لعب دوراً رئيساً في إنقاذ صناعة الساعات السويسرية، وشكل مجموعة صناعية لمساعدة أمريكا اللاتينية، وبحسب مجلة فوربس للأغنياء فإن صافي ثروته تقدر بأكثر من 3.3 مليار دولار أمريكي، وهو في المرتبة 11 بين أغنى الشخصيات السويسرية.
ولد ستيفان إرنست شميدهيني في بلغاش بمدينة سانت غالن السويسرية في 29 أكتوبر من عام 1947، وهوعضو في الجيل الرابع من إحدى الأسر الصناعية الرئيسة في سويسرا. التحق بجامعة زويرخ وحاز منها على درجة الدكتوراه في الدراسات القانونية في عام 1972.
عمِل بعد تخرجه في شركة الأسرة التي تختص في تصنيع مواد البناء ، وفي عام 1976 عندما كان يبلغ 29 عاماً من عمره تولى منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة إترنيت السويسرية، ووفقاً لأخيه توماس شميدهيني، فقد قرر والدهما تقسيم إمبراطوريته الصناعية إلى نصفين؛ حيث يحصل ستيفان على صناعة الأسبستوس، ويحصل توماس على صناعة الإسمنت، وكنتيجة لهذا الانقسام ورث ستيفان اسم المجموعة إترنيت.
أعلن ستيفان رئيس مجلس إدارة الشركة في عام 1981 نيته عن إنهاء استخدام الشركة لمادة الأسبستوس والامتناع بشكل كامل عن إنتاجه وتوزيعه، وأنهى هذه المهمة بشكل كامل في عام 1986، وقد سبق بذلك أوروبا التي حظرت استخدام هذه المادة في عام 2005. وبدأ في تطوير وتمويل البحوث العلمية للوصول إلى مزيج جديد من الألياف لتحل محل الأسبستوس، وتم تصنيع أولى منتجات إترنيت الخالية تقريباً من هذه المادة في عام 1984.
شاهد| 10 معلومات عن العالم الراحل ستيفن هوكينج.. أمن بوجود الكائنات الفضائية وكان قائدا لفريق التجديف بالجامعة (إنفوجراف)
باع حصته في إترنيت في نهاية الثمانينيات واستثمر ستيفان في مختلف الصناعات الأخرى التي شملت الأعمال المصرفية، والغابات، والسلع الاستهلاكية، والمعدات البصرية وتوليد الطاقة. وكان يشغل مناصب مختلفة في العديد من الشركات الرائدة منها يو بي إس أيه جي "UBS AG"، نستله "Nestle"، سواتش "Swatch" وأيه بي بي براون بوفيري "ABB Asea Brown Boveri"، كما لعب دوراً رئيساً في تأسيس مؤسسة أفينا "AVINA" في التسعينات والتي تساهم في مساعدة أمريكا اللاتينية في الأنشطة الاجتماعية والتجارية.
وفي عام 2001، بدأ ستيفان بالانسحاب من وظائفه التجارية المتبقية ومن الحياة العامة، وفي عام 2003 تبرع بجميع أسهم شركته الحرجية جروبو نويفا إلى صندوقه الائتماني فيفا، الأمر الذي لا رجعة فيه، والذي تستخدم أرباحه لتعزيز الأسباب المتعلقة بالاستدامة والتعليم.
عمل ستيفان مستشاراً للأمم المتحدة ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، وأنشأ مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة، إلى جانب العديد من المنظمات التي تعزز الاستدامة. وباعتباره خبيراً ومؤلفاً، وبصفته الشخص الذي صاغ مصطلح "الكفاءة الإيكولوجية"، فقد أعطى زخماً كبيراً في النقاش المتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المستدامة في جميع أنحاء العالم.