خسر 70 مليار دولار.. كيف تعافت ثروة رجل الأعمال الياباني ماسايوشي سون؟
يعتبر الياباني ماسايوشي سون من أكثر رجل الأعمال إثارة للإعجاب في العالم فهو لم يهزم حتى بعد خسارته 70 مليار دولاراً أمريكياً من صافي ثروته التي تقدر بحوالي 78 مليار دولار وبقي ثاني أغنى شخص في اليابان.
ولكن هذه الخسارة لم تمنعه من مضاعفة العمل لترتفع أرباح سوفتبنك في السنوات القليلة الماضية التي أسسها ويشغل منصب الرئيس النفيذي فيها وارتفعت قيمة ثروته مجدداً لتصبح 21.2 مليار دولار أمريكي ويحتل المرتبة 34 على قائمة فوربس لأغنى رجال الأعمال في العالم لعام 2017.
هاجرت عائلة سون من كوريا إلى اليابان حيث ولد ماسيوشي سون في 11 أغسطس من عام 1957 بمدينة توسو اليابانية، واعتمدت العائلة الثقافة اليابانية وحملت لقب ياسوموتو. وقد بدأ اهتمامه بالأعمال التجارية في سن صغيرة والتقى مع رئيس شركة ماكدونالدز في اليابان دين فوجيتا الذي نصحه بمتابعة دارسته.
تابع سون دراسة اللغة الإنكليزية وعلوم الكمبيوتر وفي سن 16 انتقل إلى ولاية كاليفورنيا الأمريكية وانهى دراسته الثانوية فيها ثم التحق بجامعة هولي نيمز لمدة سنتين ثم انتقل إلى جامعة كاليفورنيا في بيركلي حيث تخصص بالإقتصاد وعلوم الكمبيوتر وحاز منها على درجة البكالوريوس في الإقتصاد عام 1980، وكان مقتنعاً بأن الحواسيب سوف تحدث ثورة في القطاع التجاري.
عاد سون إلى اليابان وأنشأ شركته الخاصة في عام 1981 وأطلق عليها اسم سوفتبنك لخدمات الإنترنت والإتصالات ومقرها في طوكيو، ولديها عمليات في النطاق العريض والإتصالات الثابتة والتجارة الإلكترونية والإنترنت وخدمات التكنولوجيا والتمويل والإعلام والتسويق وتصميم أشباه المواصلات وغيرها من الأعمال التجارية.
أصبح سون رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لسوفتبنك في عام 1986، وقد حققت الشركة نجاحات كبيرة وأصبحت من أكبر الشركات المتعددة الجنسيات في العالم بحسب تصنيف فوربس لعام 2000، وهي ثالث أكبر شركة عامة في اليابان بعد تويوتا وميتسوبيشي.
عمل ماسايوشي بعد تأسيس سوفتبنك مع الكثير من الشركات والمؤسسات العالمية مثل ياهو اليابان حيث قاد الشركة رئيساً ومديراً تنفيذياً عام 2000، وأنشأ ياهو BroadBand في عام 2001، ثم انضم إلى شركة BB للتكنولوجيا والتي تعرف اليوم باسم سوفتبنك BB. وبعد الإنخفاض الحاد في أسهم سوفتبنك، اضطر سون إلى التركيز على ياهو BB وهواتف BB، واستحوذت شركة BB على شركة "جابان تيلكوم" التي تعد ثالث أكبر مزود لخدمات الإنترنت ذات النطاق العريض ومزود خدمات الهاتف الثابت مع أكثر من 770 ألف مشترك، والتي أصبحت اليوم من الشركات الرائدة في اليابان.
وفي عام 2006، اشترى سون شركة فودافون لصالح سوفتبنك وأصبح ماسايوشي الرئيس التنفيذي لشركة فودافون K. K. وتمكن سون من شراء حصة 76% في سبرينت والتي ازدادت حتى وصلت إلى 80%، ويرأس سون حالياً شركة سبرينت التي تعمل في قطاع الإتصالات والهواتف المحمولة. بالإضافة إلى مشاركته عام 2011 في الإستثمار بالطاقة الشمسية في المجال الصناعي بعد كارثة فوكوشيما النووية، وقد تعهد في العام نفسه بالتبرع بمبلغ 120 مليون دولار وراتبه الشخصي حتى التقاعد للمساعدة في دعم ضحايا زلزال وتوهونامي.