إنفوجراف| 6 وظائف بشرية سيزداد عليها الطلب مع تطور الاعتماد على الذكاء الصناعي
شهد مجال العمل الكثير من التغيرات في بنيته الأساسية المتمثلة في تواجد العنصر البشري وبقوة عبر ملايين البشر العاملين في مختلف قطاعات الأعمال حول العالم فالأمور بدأت بالتغير .
فمع نية الكثير من الكيانات الاقتصادية والمؤسسات الكبرى التي تحتوي أقسامها وإداراتها المختلفة على آلاف العاملين من البشر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في العمل بشكل أكبر وأوسع تنامت المخاوف من الاستغناء تدريجياً عن واحد من أهم عناصر عالم الأعمال وهو العنصر البشري .
ولكن وعلى الرغم من أن الاعتماد على التكنولوجيا ووسائل الذكاء الاصطناعي يبدو أمراً قاسياً حيث سيتسبب بتخفيض أعداد العاملين في جميع أنواع الصناعات حول العالم إلا أن الأمر ليس في غاية السوء فدائماً من رحم الأزمات تولد الفرص الجديدة .
فبحسب تقرير أعدته غارتنر الأمريكية -وهي شركة أبحاث واستشارات أمريكية توفر معلومات تقنية ذات صلة بتكنولوجيا المعلومات ومجالات الأعمال الأخرى الموجودة في جميع أنحاء العالم- فإن زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي داخل قلاع الأعمال المختلفة سوف توفر ما يقارب الـ 2.3 وظيفة للبشر بحلول عام 2020 وهو بالتأكيد عدد ضخم للغاية من العاملين البشريين .
ولكن لن ينجو من مقصلة استخدام الروبوتات ووسائل الذكاء الاصطناعي الأخرى في الأعمال سوى البشر القادرين على التعلم بسرعة واكتساب مهارات جديدة تتناسب مع متطلبات بيئة العمل الجديدة التي فرضت على العنصر البشري التطور وشغل وظائف جديدة .
وهناك 6 وظائف بشرية يعتقد خبراء المال والأعمال أنها سوف تكون الأكثر طلباً بحلول عام 2020 لتعمل جنباً إلى جنب مع موظفي الذكاء الاصطناعي من الروبوتات وهي :-
1- مدربي الآلات
لن تكون الآلات الذكية اصطناعياً دون وجود العامل البشري بجانبها فعلى سبيل المثال لن تستطيع الروبوتات في المجال الطبي التعرف على الأمراض أو إجراء الأشعة دون أن يتم تزويدها ببيانات ومعلومات عن تلك الأمراض التي سوف تبحث عن وجودها وتكتشفها وبالطبع عملية تغذية الروبوتات بتلك المعلومات لن تتم سوى عن طريق البشر .
وبجانب وظيفة مزودي الروبوتات بالمعلومات هناك تخصص بشري أكبر وأكثر احترافية والمتمثل في إشراف متخصصين من البشر في جميع المجالات العملية على عمل وسائل الذكاء الاصطناعي من الروبوتات ومعرفة كيفية تزويدها وبرمجتها بمعلومات فنية واحترافية عن طبيعة العمل التي تقوم به تلك الآلات .
والحقيقة أن حتى "غوغل" العملاقة تدرك جيداً أهمية وجود العامل البشري بجانب وسائل الذكاء الاصطناعي حيث يتواجد حالياً داخل الشركة نجو 10000 عامل بشري يقومون بتغذية الآلات الذكاء الاصطناعي بكل ما هو جديد من معلومات حتى تتمكن تلك الأجهزة من القيام بوظائفها بشكل مثالي .
وبالطبع مع تطور التكنولوجيا يوم بعد يوم وزيادة المعلومات فإن تلك الأجهزة سوف تحتاج البشر بشكل متزايد من أجل تغذيتها أنظمتها دورياً بالمعلومات الجديدة في مختلف مجالات الأعمال.
أهمية حصولك على شهادة علمية قبل العمل موظفا للموارد البشرية !
2- مهندسي الذكاء الاصطناعي
إذا كنت تبحث عن مهنة مثيرة في مجال التكنولوجيا الناشئة فيجب عليك أن تأخذ تخصص الهندسة في مجال الذكاء الاصطناعي بعين الاعتبار فبسبب النقص الحاد والكبير في المواهب الهندسية في مجال الذكاء الاصطناعي تنامت متوسطات أجور المهندسين في هذا المجال داخل الولايات المتحدة الأمريكية إلى نحو 345،000 وهو بالتأكيد رقم مثير للاهتمام .
فالحقيقة المستقبل يبدو مشرقاً للغاية لمن يرغب أو لديه المواهب والمهارات اللازمة للتخصص في مجال هندسة المجال الاصطناعي .
وبحسب شركة غارتنر الأمريكية فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي سوف تتداخل وبشده مع أي تطبيق أو برنامج لأنطمة برمجة الأجهزة الذكية الغير ملموسة "SoftWare" وفي ظل انتشار الحواسيب والأجهزة الذكية في كل بقاع الأرض يبدو أن ثروات مهندسي الذكاء الاصطناعي سوف تتنامى بشدة بحلول عام 2020 .
3- المشرفين
وهم فرق التطوير والمشرفين المسؤولين عن إخضاع أجهزة الذكاء الاصطناعي المختلفة تحت إشراف ومتابعة دقيقة للوقوف على مدى النجاح في تطبيق العمل وتقييم دقة عمل أجهزة وروبوتات الذكاء الاصطناعي واكتشاف الأخطاء أو الأعطال الفنية والنواقص في وقت مبكر قبل التسبب بالمشاكل في سير العمل .
فعلى الرغم من التطور التكنولوجي الكبير لوسائل وأجهزة الذكاء الاصطناعي إلا أنها سوف تظل بحاجة دائماً إلى البشر لاختبار دقتها وجودة الأعمال التي تقوم بها .
مايكل كراسني.. بدأ بثلاث دولارات واقتحم عالم فوربس للأغنياء !
فالمشرفي ومختبري دقة عمل الآلات يتحملون مسؤولية كبيرة في رصد نسبة تحقيق الأهداف والعمل دائماً على تحقيق التقدم والتطور في تنفيذها .
4- القائمين على الرعاية الطبية والأخصائيين الاجتماعيين
من المجالات الأساسية في حياة البشر فالحصول على الرعاية الطبية واكتشاف ومعاجلة الأمراض هو جوهر استمرار البشرية كما أن الرعاية والتكافل الاجتماعي مكون أساسي من الشخصية البشرية ومزج العنصر البشري مع وسائل الذكاء الاصطناعي دون الاستغناء عن العامل البشري سوف تزيد من تحسن الخدمة المقدمة في المجال الطبي والاجتماعي خصوصاً في الدولة النامية .
فاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي سوف يوفر الرعاية للجميع وسوف يؤدي إلى تشخيص أسرع وأكثر فاعلية للأمراض خصوصاً مرض السرطان .
بينما في المجال الاجتماعي وفي ظل توقع الأمم المتحدة بأن يرتفع متوسط عمر البشر بحلول عام 2100 ليصبح 81 عاماً فإن الطلب على رعاية المسنين سوف تزداد حول العالم ولعل توفير الكوادر البشرية بمفردها للعناية بالمسنين والضعفاء سوف تتزايد وهو ما يوفر الكثير من فرص العمل بالنسبة للبشر .
5- مديري المبيعات والتسويق
لأن أجهزة الكمبيوتر ووسائل الذكاء الاصطناعي تفتقر إلى التمتع بالمشاعر والقدرة على الإقناع والتأثير على العملاء لشراء المنتجات المختلفة للشركات والمؤسسات فإن وظائف موظفي و مديري أقسام المبيعات والتسويق في مأمن بل إن استخدام وسائل الذكاء الاصطناعي من قبل موظفي ومديري المبيعات والتسويق سوف يرفع من كفاءة الأعمال في هذا المجال .
6- أصحاب الأعمال الناشئة
سواء رجال الأعمال أو أصحاب الشركات الناتجة فبعد انخفاض افتتاح المشاريع والشركات الصغيرة الناشئة داخل الولايات المتحدة الأمريكية في العقد الماضي بنحو 36% بدأت الأوضاع في التحسن من جديد وتم افتتاح العديد من الشركات الناشئة والأعمال الصغيرة المعتمدة تقدم خدمات البرمجيات ووسائل الذكاء الاصطناعي .
فالتكنولوجيا أصبحت مجال خصب للاستثمار وتحقيق مكاسب مادية ضخمة بالنسبة للكثير من البشر وهو ما جعل الكثير منهم يتحولوا إلى رواد للأعمال في المجال التكنولوجي .
وبحسب مجلة إنك المتخصصة في عالم الأعمال فإن الكثير من رواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة يعتمدون على وسائل الذكاء الاصطناعي في العديد من الأقسام داخل شركاتهم لتحقيق المزيد من النجاح والتوسع .
- ولعل الخلاصة من الموضوع هي تلك التي المعلومات القيمة التي منحها لنا ماريوس كيرسكي -الرئيس التنفيذي والشريك الإداري في سيغمودال- وهي شركة حائزة على جوائز عدة في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي حين أشار إلى أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لم تنشئ إدارات ووظائف داخل الشركات فحسب بل أنشأت أيضاً مجالات عملية جديدة تعتمد على التقنية ومع توفير فرص عمل للبشر تعتمد على دعم وإصلاح الأعطال الفنية التي تهاجم عمل أجهزة الذكاء الاصطناعي تماماً كما هي الحال في السيارات ذاتية القيادة التي وعلى الرغم من التكنولوجيا إلا أنها لاتزال بحاجة إلى متخصص بشري في ميكانيكا السيارات .