كل ما تريد معرفته عن «القمة السعودية الأردنية» في الرياض
اعاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، التأكيد على ضرورة تكثيف وتنسيق الجهود العربية والإسلامية والدولية لحماية الحقوق التاريخية والثابتة للشعب الفلسطيني في القدس، وأهمية إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام.
وجاءت تأكيدات الزعيمين خلال الاجتماع الذي عقد يوم أمس في قصر الملك سلمان بمدينة الرياض التي وصل إليها ملك الأردن في وقت سابق من يوم أمس، فيما تناولت جلسة المباحثات، مجمل الأحداث والتطورات التي تشهدها المنطقة، خاصة التطورات المتصلة بموضوع القدس والتداعيات الخطيرة لقرار الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها: "الأمر الذي سيضفي مزيداً من التعقيد على النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ويؤثر على أمن واستقرار المنطقة".
كما استعرض اللقاء، العلاقات السعودية - الأردنية في مختلف المجالات، والسبل الكفيلة لتطويرها، بالإضافة إلى تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب.
من جانبه، التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي أمس في العاصمة الرياض، الملك عبد الله الثاني، وتناول اللقاء، مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، والتداعيات السلبية الكبيرة لهذا القرار الذي يعد تراجعاً كبيراً في جهود الدفع بعملية السلام، كما تم التأكيد على الحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني في القدس وغيرها من الأراضي المحتلة والتي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة.
كما تم خلال اللقاء تبادل الأحاديث حول العلاقات الثنائية والفرص الواعدة لمواصلة تنميتها في شتى الجوانب، بالإضافة إلى التطرق للجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب.
وقال علي الكايد، السفير الأردني لدى السعودية لـ"الشرق الأوسط"، إن "زيارة الملك عبد الله الثاني إلى الرياض، تعد مؤشر أمان لتعزيز التعاون الشامل العربي عامة وبين السعودية والأردن على وجه الخصوص، وستوفرّ إرادة سياسية لتعظيم التعاون السياسي والأمني والاقتصادي في مجال التجارة والاستثمارات المشتركة".
وتوقع الكايد، أن تثمر القمة الأردنية السعودية نتائج مهمة لصالح القضايا ذات الاهتمام المشترك، تأكيداً على أن العلاقات السعودية الأردنية تستند إلى قاعدة مؤسسية متينة، الاتفاقيات السياسية والتجارية والاستثمارية الموقعة بين البلدين في مختلف المجالات نحو الأمام، والتي من بينها إنشاء مجلس التنسيق السعودي الأردني في أبريل (نيسان) 2016 لتحقيق التكامل الفاعل بين البلدين.
حضر جلسة مباحثات خادم الحرمين الشريفين وملك الأردن، الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير خالد بن فيصل بن تركي سفير السعودية لدى الأردن، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء "الوزير المرافق"، ومحمد الجدعان وزير المالية.
ومن الجانب الأردني، خضر اللقاء الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب الملك جعفر حسان، والمستشار الخاص للملك علي الفزاع، والممثل الشخصي للملك المبعوث الخاص لدى السعودية باسم عوض الله، والسفير الأردني لدى السعودية علي الكايد، فيما حضر لقاء ملك الأردن وولي العهد السعودي عدد من المسؤولين من الجانبين.
وكان خادم الحرمين الشريفين استقبل في وقت سابق من يوم أمس في قصره الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وأقام له والوفد الرسمي المرافق مأدبة غداء تكريماً له ومرافقيه.
وحول الموقف الرسمي للأردن، فيما يخص قرار ترامب الأخير، أكد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي لنظيره الأمريكي ريكس تيلرسون في اتصال هاتفي، أمس الثلاثاء، أن قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يشكل "خرقاً للقانون الدولي وبلا أثر قانوني".
وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان الثلاثاء، إن الصفدي أكد لتيلرسون في اتصال هاتفي، مساء الإثنين، أن المملكة تعتبر قرار ترامب "خرقاً للقانون الدولي وأنه بلا أثر قانوني".
وأبلغ الصفدي تيلرسون بنتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي اختتم أعماله في القاهرة فجر الأحد، والذي أكد موقفاً عربياً موحداً لمواجهة تبعات القرار، وطالب بإلغائه.
وأكد الوزير الأردني أن "غياب الآفاق السياسية وازدياد التوتر والإحباط لا يخدم إلا المتطرفين وأجنداتهم".
وحض الوزير على "إيجاد أفق سياسي عبر إطلاق جهد فاعل لتحقيق حل الدولتين وفق المرجعيات المعتمدة ومبادرة السلام العربية، بما يضمن قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس المحتلة على خطوط 4 يونيو 1967".
وأشار الصفدي إلى أن ذلك يشكل "سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة".
وأثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء الماضي الاعتراف بمدينة القدس عاصمةً لإسرائيل، إدانات دولية واسعة.
وكانت القدس الشرقية تتبع المملكة إدارياً قبل أن تحتلها إسرائيل في 1967.
وتعترف إسرائيل، التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف الأردن على المقدسات الإسلامية في المدينة.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في 1967، وأعلنت القدس عاصمتها الأبدية والموحدة في 1980، في خطوة رفضها المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وكان الديوان الملكي السعودي أصدر بيانا بخصوص قرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها في دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى القدس المحتلة، بحسب موقع «العربية.نت».
وذكر بيان الديوان الملكي: تابعت المملكة بأسف إعلان ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وسبق لحكومة المملكة أن حذرت من العواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة وغير المسؤولة.
وأضاف البيان: «المملكة تعرب عن استنكارها وأسفها الشديد للقرار الأمريكي بشأن القدس لما تمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس».
وتابع: «حقوق الشعب الفلسطيني كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي».
وذكر بيان الديوان الملكي: «إن هذه الخطوة وإن كانت لن تغير أو تمس الحقوق الثابتة والمصانة للشعب الفلسطيني في القدس وغيرها من الأراضي المحتلة ولن تتمكن من فرض واقع جديد عليها إلا أنها تمثل تراجعا كبيرا في جهود الدفع بعملية السلام».