هكذا بدأت رحلة مؤسس كنتاكي
سلسلة مطاعم "كنتاكي" من بين الأشهر في العالم بكل تأكيد، وفيما يلي نذكر لكم قصة نجاج وكفاح مؤسس كنتاكي كولونيل ساندرز.
قصة حياة مؤسس كنتاكي
ولد هارلند دافيد ساندرز، مؤسس كنتاكي في سبتمبر 1890 وتوفي في ديسمبر 1980. وكانت اسرته تعاني من الفقر وتدني مستوى المعيشة، إذ توفي والده ولم يبلغ من العمر 6 سنوات بعد، فأصبح وامه وحيدين يصارعان الحياة ومتاعبها، فاضطرت والدته للعمل، وظل يرعى اخاه واخته ويعد لهما الطعام. إلا انه لم يكن يعلم بأن هذا العمل الشاق بالنسبة لمن في عمره كان يخبئ له في المستقبل مليارات الدولارات، فقد اتقن هارلند فن الطبخ وأصبح يعشقه وهذا سبب الخلطة الشهيرة التي اخترعها لاحقاً.
اقرأ أيضًا: لماذا تخلت مطاعم دجاج كنتاكي عن شعارها الشهير؟.. فيديو
رغم المصاعب التي ظلت تلاحق هارلند منذ وفاة والده، فقد أكمل دراسته الثانوية ثم التحق بالجامعة وتخصص في قسم المحاماة. وعلى الرغم من دراسته فقد عمل في خدمة السيارات والمزارع والإطفاء والجيش، ولم يترك عملا إلا ودخل فيه، بعدما تخرج من الجامعة عمل كمحامي في احدى الشركات، ثم اشترى محطة لخدمة السيارات في ولاية كنتاكي.
تاريخ كنتاكي
وعندما بلغ هارلند سن 39 قدم إليه أحد أصحابه وهو يتذمر من سوء الطبخ في المطاعم الموجودة بولاية كنتاكي فلمعت في فكر هارلند فكرة إنشاء مطعم يقدم الطعام لسكان المدينة، فبدأ بالعمل والتخطيط فحول احدى الغرف في المحطة التي كان يملكها إلى مطبخ لبيع الدجاج المقلي والبطاطس والخضار، فاشتهر المطعم خلال بضع شهور..
اقرأ أيضًا: فيديو كارثي.. دجاج نافق وحشرات مصاصة للدماء بمزرعة "كنتاكي"
فقام بإغلاق المحطة وتحويلها إلى مطعم تحت مسمى كافي ساندرز، بعد عشر سنوات اكتشف طريقة سرية لقلي الدجاج من دون الحاجة لاستخدام زيت الطبخ، لكن هارلند لم يعجبه الوضع فكان طموحه أكبر مما عليه في ذلك الوقت.
من هو مؤسس كنتاكي؟
وفي عام 1949 منح من قبل حاكم ولاية كنتاكي رتبة كولونيل تكريما له، وعرض عليه عام 1953 شراء المطعم مقابل 150 ألف دولار، ولكن هارلند رفض العرض واكمل مشواره، ولكن بعد فترة قصيرة اضطر لبيع المطعم بنصف المبلغ الذي عرض عليه من قبل حاكم ولاية كنتاكي وذلك بسبب إعادة تخطيط المدينة وابتعاد مطعمه عن الطرق السريعة مما قلل عدد زبائنه.
خيبة أمل
لم يستسلم مؤسس كنتاكي هارلند من الجولة الأولى فبدأ بتحضير خلطته السرية وعرضها على المطاعم، ولكنه اصيب بخيبة امل أخرى، فخلال سنتين لم يستطع إلا اقناع 5 مطاعم فقط، فكان خلالها يسافر من ولاية لأخرى من اجل بيع الخلطة الجاهزة. شيئا فشئيا استطاع تأسيس سلسلة مطاعم دجاج كنتاكي حتى وصل إلى 200 مطعم.
اقرأ أيضًا: كنتاكي تسحب دجاج المضادات الحيوية
وفي العام التالي قام مؤسس كنتاكي (ساندرز) بزيادة طاقة مطعمه القصوى ليتسع لـ142 عميلاً بدلاً من 45 فحسب، كما أضاف إلى جوار المطعم فندقاً صغيراً للمسافرين على الطريق السريع الذي كان المطعم ومحطة الوقود يقعان عليه.
قصة كفاح مؤسس دجاج كنتاكي
سباق مع الزمن
وكانت الطريقة الأولى التي يقوم مؤسس كنتاكي (ساندرز) بطهي وإعداد الدجاج بها تعتمد على القلي العميق لقطع الدجاج في مقلاة زيت معدنية تقليدية، وكانت طريقة الطهي تلك تستغرق ثلاثين دقيقة لإعداد الوجبة الواحدة..
اقرأ أيضًا: ظنّ أنه يتناول الكنتاكي، فعلامَ عثر؟
ورغم أن الطعام الذي كان مؤسس كنتاكي (ساندرز) يقدمه للمسافرين يتميز بجودة عالية ومذاق شهي مختلف عن طعم الدجاج في سائر المطاعم الأميركية المحيطة آنذاك، إلا أن طول المدة اللازمة لإعداد الوجبة كان يُضيع على (ساندرز) أرباحاً هائلة كان يمكن تحقيقها من خلال البيع للمسافرين المتعجلين الذين ليس لديهم ما يكفي من الوقت للانتظار لمدة نصف ساعة كي يحصلوا على وجبة طعام.
ولأن مؤسس كنتاكي (ساندرز) كان يملك حساً تجارياً رفيعاً، فسرعان ما فطن إلى أن تضاعف حجم شركته وتوسعها خارج ولاية كنتاكي لن يتحققا إلا إذا تم تطوير طريقة جديدة أسرع وأكثر عملية لطهي الدجاج، بشرط أن تحتفظ تلك الطريقة بنفس المذاق الشهي الذي فضله العملاء. ولذلك بدأ يستخدم مقلاة ضغط مبتكرة لقلي الدجاج نجح بها في تقصير مدة إعداد الوجبات بوضوح، وبذلك أصبح مطعم (ساندرز) مطعم وجبات سريعة بمعنى الكلمة.
الخلطة السرية
وتأكيداً لنجاحاته وريادته في عالم الوجبات السريعة في السنوات المبكرة نجح في العام 1940 في ابتكار ما أصبح يُعرف بعد ذلك بـ"الخلطة السرية" التي مازالت - على الأقل من الناحية النظرية - سراً صناعياً غير مكشوف إلى يومنا هذا، وهي عبارة عن خليط من 11 نوعاً مختلفاً من البهارات والتوابل الخاصة طوره (ساندرز) بنفسه في مطبخه.
وفي مطلع الخمسينيات تعرضت طموحات مؤسس كنتاكي (ساندرز) التجارية لضربة كبيرة حين تحول الطريق السريع الذي كان مطعمه يقع عليه إلى طريق فرعي حين جرى استبدال طريق آخر جديد أوسع به، الأمر الذي خفض مبيعات مطعمه بوضوح وجعله مجرد مطعم هامشي لا يكاد يلتفت إليه أحد.
وكان على مؤسس كنتاكي (ساندرز) أن يتصرف بسرعة وإلا فإن المستهلكين كانوا سينسون دجاجه وخلطته السرية بسرعة، ولذلك قرر البدء في بيع تراخيص لمطعمه ولخلطته السرية بنظام التوكيل التجاري أو "الفرانشايز"، وكان يحصل على عمولة قدرها خمسة سنتات عن كل قطعة دجاج يتم بيعها في المطاعم التي تعاقد معها بأسلوب الفرانشايز.
وقد حققت طريقة التوسع الجديدة تلك نجاحاً هائلاً بدون أن تكبد (ساندرز) أي تكاليف أو مخاطر تُذكر، باستثناء احتمالات فقدان "سر الخلطة". وبحلول العام 1960 كانت سلسلة مطاعم "دجاج كنتاكي المقلي" تملك أكثر من 600 فرع بالولايات المتحدة وكندا.
قطيعة مع مؤسس kfc
وانتهت علاقة الشركة بمؤسس كنتاكي (ساندرز) إلى الأبد في العام 1964 ، حيث باعها لأحد المستثمرين مقابل مليوني دولار. ومنذ ذلك الحين تم بيع سلسلة المطاعم ثلاث مرات إضافية، وكانت المرة الأخيرة في مطلع التسعينيات حين تم بيع الشركة لشركة بيبسيكو العالمية.
وفي العام 1997 بدأت بيبسيكو تطبق عملية تصغير حجم وترشيد نفقات كبيرة فقامت بضم مطاعم كنتاكي إلى شركة جديدة أنشأتها لإدارة سلاسل مطاعم الوجبات السريعة التي تمتلكها تحت اسم "يام براندز"، وهي الشركة الأم أو القابضة التي تملك الآن - إلى جانب دجاج كنتاكي - مطاعم مثل بيتزا هات وهارديز وغيرهما.
وفي أواخر التسعينيات تغير اسم مطاعم كنتاكي من Kentucky Fried Chicken أو "دجاج كنتاكي المقلي" إلى KFC، وكان هدف شركة يام براندز من تغيير الاسم على هذا النحو هو التركيز على تنامي الوعي الصحي لدى العملاء وعدم رغبتهم بالتالي في تناول أطعمة مقلية في الزيت عالي الكوليسترول، أو على الأقل عدم رغبتهم في رؤية الكلمة "مقلي" في اسم سلسلة الوجبات السريعة التي يتعاملون معها بانتظام.
وإلى يومنا هذا مازالت سلسلة مطاعم كنتاكي واحدة من أكبر وأنجح وأشهر سلاسل مطاعم الوجبات السريعة حول العالم، ويمكننا القول إنها من أكثر سلاسل الوجبات السريعة انتشاراً وتوسعاً حول العالم، حيث تعمل الآن في أكثر من تسعين دولة.
أزمة انفلونزا الطيور
استطاعت الشركة الأم لكنتاكي، ان تقدم نموذجاً على التصدي لأي مشاكل أو معوقات من خلال نجاحها في اجتياز أزمة انفلونزا الطيور على مستوى العالم بمنتهى الاقتدار، لدرجة أنها استغلت تلك الأزمة لتحقيق المزيد من التوسع الهادئ في دول إضافية لم تكن تعمل بها من قبل. فالجودة والنظافة وسرعة وخصوصية الخدمة، إلى جانب الخلطة السرية بالطبع، هي مفردات معادلة النجاح التي وضعها ساندرز قبل أكثر من ثمانين عاماً ومازالت قائمة إلى يومنا هذا.
البيان