نورة الكعبي: اللغة العربية الثامنة من حيث المحتوى على الانترنت
الرجل-دبي:
أكدت نورة الكعبي، الرئيس التنفيذي لـtwofour54 على ضرورة تطوير السبل والآليات الكفيلة بتجاوز الفجوة الهائلة بين العدد الكبير لمستخدمي الإنترنت ممن يتحدثون العربية والنسبة المئوية المتواضعة للمحتوى العربي على الانترنت خصوصا والمحتوى الرقمي بشكل عام، مشيرة أن الوجود العربي الرقمي هو أحد المؤشرات التي تعكس قوة الحضارة والثقافة العربية، ومكانتها الرقمية بين دول العالم.
واختارت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية الرئيسة التنفيذية لـ " تو فور54 " نورة الكعبي ضمن" قائمة أبرز مفكري العالم 2013" في إنجاز عالمي جديد لأبناء الإمارات ولتكون بذلك أول مرة يدخل فيها الإماراتيون إلى هذه القائمة العالمية المرموقة التي تصدرها ادوارد سنودن وشملت شخصيات عالمية بارزة مثل جون كيري،فلاديمير بوتين، حسن روحاني، انجيلا ميركل، الرئيسة البرازيلية "ديلما روسيف"، و"مارك زوكربيرج" مؤسس موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيس بوك" وغيرهم .
و أشارت الكعبي خلال ندوة بحثية إلى أن المنطقة العربية مليئة بفرص النمو، التي يدعمها توفر المواهب الشابة القادرة على الاستفادة من الثورة الرقمية وبما يدعم المحتوى العربي الرقمي، إلا أن الأمر ما زال بحاجة إلى دعم من كافة الأطراف المعنية سواء الحكومية او الخاصة.
وأشارت إلى تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة الناجحة من خلال اطلاق العديد من المبادرات التي من ضمنها twofour54 والتي تهدف بشكل اساسي لتعزيز المحتوى الرقمي العربي، والتي ساهمت في تحفيز المنظومة التقنية وجذبت المستخدمين وشجعت المواهب من مختلف أنحاء المنطقة للمشاركة في إثراء وتعزيز حجم المحتوى العربي على الإنترنت.
وشددت الكعبي على أن النمو الذي يشهده المحتوى العربي هو مؤشر جيد، خاصة بالنظر إلى أن اللغة العربية هي أسرع لغات العالم انتشارًا على الإنترنت، حيث زاد المحتوى العربي منذ مطلع الألفية وحتى الآن بنسبة 2500% وهو رقم هائل جدا لكنه ما زال لا يتناسب مع حجم المستخدمين العرب البالغ 141 مليون من اصل 350 مليون عربي. حيث تقبع اللغة العربية في المركز الثامن بين اللغات العالمية في كمية المحتوى متأخرة عن لغات لا يتجاوز عدد المتحدثين بها دولة واحدة مثل اللغة اليابانية التي حلت رابعة، وبعد كل من اللغة الألمانية والبرتغالية، فيما انفردت اللغة الإنجليزية بالصدارة تليها كل من الصينية والإسبانية. وعللت الكعبي وجود تلك الفجوة لعدة عوامل اهمها:
1-تأخر انتشار الانترنت في العديد من دول المنطقة العربية،
2-وعدم التفاعل الإيجابي مع التطورات والأدوات التقنية التي تساهم في تطوير المحتوى الرقمي، وذلك لأسباب اقتصادية واجتماعية.
علاوة على ذلك، فإن استخدام العرب أنفسهم للغات اخرى على حساب العربية قد حد من انتشار المحتوى العربي خاصة بين الشباب. واضافت بأن قلة المحتوى العربي الرقمي يؤثر بشكل مباشر على حياتنا اليومية، خاصة أن الدراسات تشير إلى الإنترنت أصبح هو الرافد الأساسي للمعلومات في جميع مجالات الحياة، وأن الشباب باتوا يعتبرون الانترنت هو من مصادر المعلومات الموثوقة على حساب وسائل الاعلام التقليدية، وهو امر ينطوي على مخاطر تتعلق بمصداقية المعلومات اذا ما لم يتم تطوير محتوى عربي اصلي يعكس الهوية والتراث والحضارة العربية،
ويشكل مصدرا موثوقا للمعلومة، بعيدا عن النسخ المكرر على مئات الصفحات الإلكترونية لمعلومة يتيمة.