الصداع الناجم عن الحمية.. هكذا تتعامل معه
المعاناة خلال إعتماد الحمية أو تبديل النظام الغذائي معروفة وواقعية ولا مبالغة فيها.
فالعقل يلعب دور جبهة العدو في هذ المعادلة بحيث يحاول كل ما بوسعه حث الشخص على العودة الى نظامه القديم. ولكن هناك معاناة من نوع آخر خلال الحمية الا وهي الصداع.
إصابة الذين يعتمدون الحميات بالصداع منتشر على نطاق واسع، ورغم أن البعض يحصرها فقط بالحميات القاسية ولكن الواقع يؤكد عكس ذلك. غالبية الذين يعتمدون الحمية يعانون منه هذا الألم .
عند إدخال التعديلات على أي نظام غذائي فإن الجسم يقوم بردة فعل تجعل الشخص أكثر عصبية من ذي قبل سواء كانت هذه التبديلات قاسية أو معتدلة. في الواقع وفق الدراسات فإن الحميات مسؤولة عن ٣٠٪ من نوبات الصداع النصفي، كما أنها تؤثر وبشكل كبير على أنواع مختلفة من الصداع.
فما الذي يمكنك فعله كي تتجنب الإصابة به أو تخفف من حدته ؟
التعامل مع السعرات الحرارية بإعتدال
لخسارة الوزن يجب الحد من إستهلاك السعرات الحرارية أو حرق سعرات حرارية أكثر من تلك التي يتم إستهلاكها. الحميات القاسية بطبيعة الحال قائمة على مبدأ الحرمان وبالتالي لا تنفع وتؤدي الى الصداع ولكن بعض الحميات غير القاسية تحصر الأطعمة بالوجبات الرئيسية أو تحدد مواعيد متباعدة لتناول الوجبات. هذا الأمر يجعل معدل السكر في الدم ينخفض وبالتالي يدخل العقل مرحلة «المجاعة» لانه مبرمج على ذلك وبالتالي يبدأ بإفراز هرمونات ومواد كيميائية تجعل الشخص يشعر بالتوتر والإنزعاج والقلق والنتيجة هي الصداع. الصداع هنا عادة يترافق مع الشعور بالوهن وقلة النشاط وقد تختفي هذه الأعراض بعد تناول الطعام. لذلك ما عليك القيام به تناول الأطعمة كل ٤ ساعات، بطبيعة الحال نحن لا نتحدث عنها عن وجبات رئيسية بل عن وجبات خفيفة قائمة على المكسرات والفواكه.
ترطيب الجسم
الجفاف هو سبب أساسي لصداع الحمية ولفشلها في الوقت عينه. الجسم يترجم إشارات العطش على انها جوع وبالتالي عوض أن يبلغك بانه عليك شرب الماء و السوائل يقوم بإبلاغك بانه حان وقت تناول المزيد من الطعام.
العلماء لا يعرفون السبب الفعلي الذي يجعل الجفاف يتسبب بالصداع ولكنهم يشيرون الى أن الجفاف يؤدي الى تقلص الأوعية الدموية في الدماغ ما يؤثر وبشكل سلبي على الدورة الدموية وبالتالي كمية الأوكسجين التي تصل اليه. ما عليك إدراكه هو أنه في الوقت الذي تبدأ فيه بالشعور بالعطش فأنت عملياً مصاب بالجفاف ولست تعاني من عطش عابر. لذلك أكثر من شرب السوائل وإحرص على شرب الماء مع كل وجبة وبين الوجبات وإبتعد عن المشروبات الغازية والقهوة لأنها تضاعف نسبة إصابتك بالجفاف.
دليلك للحفاظ على صحة الكليتين.. ابدأوا الآن لكي لا تندموا غداً
تجنب المحليات الصناعية
معظم الذين يقررون إعتماد حمية يلجأون الى المحليات الإصطناعية كبديل عن السكر بحكم أن ذلك سيساعدهم على خسارة الوزن. ولكن الأسبارتام والذي يتم إستخدمه في المحليات الصناعية يتسبب بالصداع. المادة هذه موجودة أيضاً في المشروبات الغازية وفي بعض الأطعمة لذلك أحرص على الإطلاع على المكونات قبل تناول أي أطعمة جاهزة وخصوصاً الحلويات.
وبما أنه يصعب معرفة ما إن كانت المحليات الإصطناعية هي سبب صداعك الفعلي أم لا، لذلك تجنب المعمعمة وإعتمد على العسل كبديل عن السكر الأبيض وهكذا تتجنب الصداع وتحصل على الفوائد المذهلة للعسل. أو يمكنك الإعتماد على بدائل كسكر الفواكه وسكر جوز الهند وغيرها.
معضلة الإنقطاع عن الكافيين
الكافيين ليس حكراً على القهوة فحسب، فهناك الحلويات والمشروبات التي نتناولها والتي تعج بها وخصوصاً المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة. لذلك إن كان الهدف هو الإمتناع عن تناولها يجب القيام بذلك بشكل تدريجي، لان صداع الإنقطاع المفاجئ عن الكافيين مريع بكل ما للكلمة من معنى كما انه يترافق مع أعراض أخرى مزعجة.
الكافيين ليست عدو الحميات، بل ما يضاف اليها هو الذي يؤدي الى السمنة. اما فيما يتعلق بالقهوة نفسها فهناك جدل حول دورها في الحميات البعض يعتبر بأنها تلعب دوراً إيجابياً والبعض الاخر يعتبر ان دورها سلبي. ولكن بعض النظر عن دورها فإن الاعتدال في تناولها هو الحل، وفي حال كان القرار التخلي عنها كلياً فيجب ان يتم ذلك بالتدرج.
العقلية التي تتعامل بها مع الحمية
إن كنت تقارب حميتك من مبدأ أنها عقاب قاسٍ فأنت ستشعر بالتوتر والقلق والإنزعاج وحتى الإكتئاب.. هذه المشاعر تحفز الرغبة بتناول الطعام والصداع على حد السواء. وفي حال قررت الإستسلام حينها ستشعر بالإحباط والتوتر ما يعني صداعاً في الحالتين. لذلك لتجنب الحلقة المفرغة هذه ما عليك القيام به هو مقاربتها بعقلية إيجابية وبأنها خطوة نحو حياة أفضل. تعلم الإسترخاء يمنع جسمك من إفراز هرمونات التوتر والتي بدروها تتلاعب بكيمياء العقل وبالتالي تؤدي الى الصداع.
تجنب التوتر من خلال الابتعاد عن المواقف التي تثيره وإمنح جسدك الراحة التي يستحقها سواء لناحية القيلولة أو الإسترخاء أو حتى تدليل النفس. وما عليك بالتأكيد فعله هو التوقف عن القلق والتوتر حول الوزن الذي تخسره لان ذلك هو أسوأ ما يمكن فعله. لا تراقب وزنك بشكل دائم ولا تشعر بالإحباط بل قم بتهنئة نفسك على كل غرام تخسره فهذا إنجاز كبير.