كيف تنقذ الهرمونات الإنسان من الموت في أوقات التوتر ؟
قام العديد من الباحثين على مدى السنين الماضية بإجراء دراسات تتعلق بالتوتر، وتوصل العديد منهم إلى تعريف التوتر.
وقام هانز سيلي أحد المؤسسين الأوائل لأبحاث التوتر في عام 1956 بتعريف القلق على أنه: "التوتر ليس شيئاً سيئاً بالمطلق، وهذا يعتمد على نظرتك الخاصة له. ويعتبر التوتر من السعادة، والعمل الناجح شيئاً مفيداً، إلا أنه يعتبر مدمراً في حال ترافق مع حالات الفشل والتعاسة".
وفي وقتنا الحالي، يعد التوتر أمراً يؤثر على صحة الإنسان وحياته بشكل سلبي وقد يكون خطراً في بعض الأحيان. أما التعريف الذي حاز على الاتفاق العديد من الأطباء كان للباحث ريتشارد لازاروس الذي عرّف التوتر على أنه الحالة أو الشعور الذي يختبره الإنسان عندما تتفوق متطلباته على الموارد الشخصية والإجتماعية للشخص، أي ما يشعر به الإنسان عندما يعتقد أنه فقد السيطرة على حياته.
المواجهة أو الهروب
وجدت بعض الأبحاث التي أجريت من قبل الباحث والتر كانون في عام 1932 وجود استجابة يطلقها جسم الإنسان تدعى "المواجهة أو الهروب".
حيث أظهرت التجارب التي أجراها كانون أن الإنسان يطلق هرمونات تساعد على البقاء حياً عند تعرضه لأي صدمة أو تهديد، كما في حالة إصابة الإنسان بالتوتر والقلق.
وتساعد هذه الهرمونات على المواجهة لمدة أطول والجري بسرعة أكبر، كما أنها تزيد من معدل ضربات القلب وترفع من ضغط الدم في جسم الإنسان، وبالإضافة إلى ذلك فإنها توفر الأوكسجين بكميات كبيرة وترفع من مستوى السكر في الدم لتحولها إلى طاقة هائلة في العضلات.
وترفع هذه الهرمونات من تركيز وانتباه الإنسان على التهديد أو على الصدمة التي يتعرض لها، الأمر الذي يؤثر بشكل فعال على تحسين قدرة الإنسان على البقاء.