الرجل العربي بين الطموح والكسل.. «#ماذا_يحتاج _الشباب»؟
نسبة الشباب في العالم العربي تقدر بحدود 20% من مجل سكان العالم العربي، أي قرابة 50 مليون شاب وشابة، إن هذا العدد الكبير يتطلب منا دراسة أوضاعه والوقوف عند همومه وطموحاته باعتبار الشباب هم الرصيد الاستراتيجي وهم الثروة الحقيقية لذلك فالحديث عنهم حديث عن المستقبل والتحديات المقبلة.
إن مشكلة الشباب تنبع بالأساس من خلل في سياسات التنمية والإعلام والتشغيل والتربية والتعليم والتنشئة الاجتماعية والسياسية، الأمر الذي يفرض ضرورة مشاركة عدد كبير من العلماء والباحثين والكتاب والمفكرين وعلماء النفس والاجتماع على التربية والتعليم في وضع استراتيجية مستقبلية تتبنى جيل الشباب وتساعده على تجاوز الصعوبات والمعوقات التي تعترض سبيله وتساهم في ذلك الحكومات العربية، ومختلف مؤسساتها الشعبية والرسمية والنقابية والأسر.
فيديو| «#ادعم_فايز_المالكي».. كيف استغل الفنان السعودي شهرتة فى مساعدة المحتاجين؟
وفي سياق متصل، يبحث رواد مواقع التواصل الاجتماعى، لاسيما تويتر، حول ما يحتاجه الشباب، وفي هذا الاطار أقبل نشطاء الموقع على تدشين وسما بعنوان: "#ماذا_يحتاج_الشباب" وذلك للوقوف على بعض احتياجات الشباب سواء الفكرية أو المادية، وتداول الوسم آلاف المغردين، حيث انطلق في قائمة الاكثر تداولا، وهذا جانب من التعليقات:
مشاهد بشعة.. يقتل قطط الشوارع بلا رحمة.. وتويتر: «#نريد_محاسبه_سفاح_القطط»
التجنيد الإجباري، كان المطلب الذى رآى أحمد، احد رواد تويتر، ان الشباب في حاجة أليه، مؤكدا أن ذلك لبناء جيل قوي يمكن الإعتماد عليه، ويكون لديه القدرية على المساهمة في البناء، قائلا: "#ماذا_يحتاج_الشباب. التجنيد الإجباري هو المطلب، كي نبني جيل قوي يعتمد علية، قادر على المساهمة في البناء، محصن من وباء التطرّف".
#ماذا_يحتاج_الشباب. التجنيد الإجباري هو المطلب ، كي نبني جيل قوي يعتمد علية ، قادر على المساهمة في البناء ، محصن من وباء التطرّف .
— احمد (@yeswaryeswar) August 3, 2017
فيما رأي عاشق حبيبتة، احد رواد تويتر، أن ما يحتاجه الشباب في هذه الفترة هو التوجيه والنصح بطريقة لطيفة، وأن يشغلوا أوقاتهم بما ينفعهم، مشددا على ضرورة الابتعاد عن اصدقاء السوء، قائلا: "يحتاجون للتوجيه والنصح باللين واللطف وإشغال أوقات فراغهم بماينفعهم وإبعادهم عن رفقاء السوء فالاسرة تلعب دورك بهالشي".
#ماذا_يحتاج_الشباب
— عاشق حبيبته (@AA9AAAA) August 3, 2017
يحتاجون للتوجيه والنصح باللين واللطف وإشغال أوقات فراغهم بماينفعهم وإبعادهم عن رفقاء السوء فالاسرة تلعب دوركبيربهالشي
وبشكل عام فإن واقع الشباب في العالم العربي يعاني من جملة أزمات، فقد أدت المتغيرات الاجتماعية في العصر الحديث إلى خلل في الأسرة العربية والإسلامية، بعد أن غزت الثقافات الوافدة من خارج الإسلام إلى أبناء الإسلام فأدت إلى بعض التصدعات داخل الأسرة، الأمر الذي غير من شكل العلاقات الأسرية والاجتماعية حيث اهتزت بعض القيم والمبادئ لدى الشباب وظهرت هموم ومشكلات نبرز من أهمها مايلي:
1- الفراغ التربوي:
أصبحت العلاقات بين الأسرة الواحدة مثل العلاقات بين ساكن فندق وعليه يتحدد المستوى الاجتماعي رقياً وضعفاً، مشيراً إلى أن العلاقة بين الأسر وأعضائها أصبحت علاقة جوار وقتي عند النوم، وأحياناً عند الطعام، فمثلاً توجد علاقة تربط الأبناء بالآباء والأزواج بالزوجات كما رسمها الدين الإسلامي، فقد نقلنا عن الغرب كل مايهدد الأسرة المسلمة، والشباب هم أكثر فئات المجتمع العربي تأثيراً بالفراغ التربوي مما انعكس على بناهم النفسية والعقلية وتوجيهاتهم الثقافية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية والقومية، ولعل من مظاهر الفراغ التربوي لدى الشباب.
2- أزمة التعليم مظاهرة الأمية الحضارية:
ويقدر عدد الطلاب في العالم العربي لكافة المراحل بأكثر من 60 مليون طالب عام 1990م، وقد يتجاوز العدد 75 مليون، إن هذا العدد الضخم سلاح ذو حدين فإن استطعنا أن نحقق تعليماً فعالاً ينسجم مع حاجات المجتمع ويلبي طموحات خطط التنمية، ويواكب التغيرات والتطورات العالمية، فإن كل ذلك سيحدث ثورة اجتماعية واقتصادية في غضون سنوات محددة، بشرط أن لا يبقى حال التعليم في العالم العربي على وضعه الراهن، فالعالم العربي يعيش تراجعاً مستمراً في دخله القومي، ويتوقع له مزيداً من التراجع بسبب عوامل عديدة داخلية وخارجية، اذ أن خريجي التعليم على مختلف مستوياتهم سيشكلون مزيداً من العبء على المجتمع بكامله، وبدلاً من أن يقودوه إلى الأمام فإنهم سيكونون قوة كابحة لتقدمه وتطوره وبخاصة فإن عدد خريجي الجامعات يزداد بصورة كبيرة ويبلغ عدد الجامعات 93 جامعة عدد طلابها أكثر من ربع مليون طالب.
والسؤال أي المشاريع العربية القادرة على استيعاب هؤلاء وغيرهم من خريجي الثانويات والمدارس والمعاهد المتوسطة، إن أهم مايعيق التعليم هو ضعف الإنفاق عليه في العالم العربي، حيث لا يتجاوز 30 مليار دولار سنوياً ، لذلك لابد من إعادة ترتيب الأولويات في الإنفاق ووضع العملية التعليمية في المراتب الأولى حتى يصبح للتعليم دلالته القيمية إذا أصبح هو هدف الشباب في ظل الفراغ التربوي، هو الحصول على الشهادة، وبالتالي وبذلك أصبح الأسلوب السائد هو أسلوب الحفظ والتلقين، وتغيب النقاش والحوار ، ومن هنا ظهرت أمية الحضارة إن لم يكن التخلف الحضاري.
وفى سياق احتياجات الشباب، فإن عبدالرحمن العتيبي، يرى أن كل إنسان لديه نبته صالحة بداخلة إن سقاها بالخير نبتت بالخير وإن سقاها بالشر فسدت وأفسدت من حولها، قائلا: "في قلبِ كلّ إنسان نبتة صَالحَة. إن سقاها بالخير تفرّعت وصنعَت له بستُاناً، وإن سقاها بالشر فسَدت وأفسدت أرضُه.. #ماذا_يحتاج_الشباب".
في قلبِ كلّ إنسان نبتة صَالحَة. إن سقاها بالخير تفرّعت وصنعَت له بستُاناً، وإن سقاها بالشر فسَدت وأفسدت أرضُه #ماذا_يحتاج_الشباب
— عبدالرحمن العتيبي (@abdlurhmain) August 3, 2017
اما أم عمورى، احدى رواد تويتر في السعودية، فكان رآيها في ما يحتاجه الشباب هو أن ينصحهم الكبار، ويعاونهم على بناء ثقتهم في انفسهم، وأن يقدموا مخافة الله على كل شيئ، قائلة: "#ماذا_يحتاج_الشباب يحتاج الشباب النصيحه والثقه ومخافه الله في السر والعلن ومراقبه الله دايما".
#ماذا_يحتاج_الشباب يحتاج الشباب النصيحه والثقه ومخافه الله في السر والعلن ومراقبه الله دايما
— ام عموري (@mAnpUAKDlNRRNm9) August 3, 2017
وينقسم الشباب إلى ثلاث أنواع داخل الوطن العربي وعلى الأخص داخل المملكة العربية السعودية.
أولاً: الشباب يعيش في عالم الخيال:
شباب يحلم بمستقبل مزدهر وعالم كله ورود وحياة مملوءة بالسعادة ومكانة اجتماعية مرموقعة وحالة اقتصادية لا يدنو منها غيره ، لكنه يعيش في واقع أليم فهو لا يحمل شهادات علمية ولا يحمل أي صفات اجتماعية أو اقتصادية تؤهله لهذا الحلم الرومانسي ، ومن هنا يحدث تصادم بين الواقع والخيال ومع ذلك يصدق الخيال ويكذب الواقع، ويصف المجتمع بالظلم وبأن حقه مهضوم، وربما إذا سألته عن أحواله لقال لك "أنني مثل الشمعة تضيء لغيرها وتحرق نفسها"، وربما إذا سألته عن ماذا قدم للمجتمع أو لنفسه لا يدرك هذا المعنى ولكن ما هي إلا عبارات اعتاد عليها اللسان "نحن مظلومين – نحن غرباء في بلادنا – نحن الفئة المسكينة – نحن .. نحن .. وغيرها من العبارات".
ماذا تفعل هذه الفئة:
- تحمل مجموعة من الأوراق تحتوي على مايلي:
1- شهادة المتوسطة أو أدنى من ذلك.
2- شهادات عديدة من مراكز مختلفة تحمل اسم دورات.
3- لا يفهم ولا يدرك معنى أي دورة قد حصل عليها لكنها شهادة.
- يسعى للحصول على وظيفة بالشروط الآتية:
1- حكومية.
2- مرتب مغري ومجزي لأنه خبير !!
3- نصف دوام ، أي "ساعة أو ساعتين أو تكون نصف ساعة أفضل".
4- إجازة الأربعاء والخميس والجمعة ويوم في نصف الأسبوع.
ثانياً: الشباب الاعتمادي على الآخرين:
هم فئة من الشباب تحتاج إلى تلقي الرعاية دائماً من الوالدين والتعلق بهما والالتصاق بالآخرين والخوف الشديد من الانفصال وصعبة في اتخاذ القرارات ، وإلقاء مسئولية أعماله والأشياء التي تخصه على الآخرين والافتقار إلى الثقة بالنفس والانشغال غير الواقعي بالخوف من غياب مساندة الآخرين وأن تترك له مسئولية الاعتناء بنفسه أو تحمل المسئولية .
ثالثاً: الشباب الحقيقيون والذين يشرفون المجتمع:
هم الفئة التي يشرّف بها المجتمع وكل من يتعامل معهم، شباب يعرف دوره ومسئولياته، دائماً يبحث عن ذاته محاولاً تفجير طاقاته العلمية ليضع بصمة في طريق مستقبل منير، يواجهه الصعوبات ليكتشف فيها اليسر، يبحث عن المعلوم يرى منه المجهول، ينادي في محرابه بأن ليس هناك شيء مستحيل أمام العمل والطموح، مؤمن بالله وواثق في قدراته التي وهبه الله إياها، نغوص في أبحار هذه الفئة لنتعلم منها كيف نطمح وكيف نتعلم وكيف نبني مستقبلنا.