المضادات الحيوية.. هل تعزز مقاومة الجسم للأدوية؟
شكك خبراء بريطانيون بالقاعدة الموصى بها بضرورة إكمال العلاجات بالمضادات الحيوية حتى النهاية، معتبرين أن هذا الامر يرتد سلبا على الصحة، إذ يعزز مقاومة الجسم للأدوية.
جاء في الدراسة التي أجراها الاختصاصي في الأمراض المعدية مارتن ليويلين، وتسعة أطباء أو خبراء صحيين آخرين ونشرت نتائجها مجلة "بي أم جي" الطبية: "يمكننا أن نوصي المرضى بالتوقف عن العلاج عندما يشعرون بتحسن، خلافا لرأي منظمة الصحة العالمية".
المضادات الحيوية ترمي الى مكافحة الجراثيم وغالبا ما توصف لمدة تتراوح بين 10 أيام الى 15 يوما.
ويزيد الاستخدام المفرط لهذه المضادات، مقاومة الجراثيم للأمراض رغم أنها معدة لمكافحتها، ويجعل من هذه الأدوية أقل فاعلية. في الوقت نفسه، توصي الإرشادات الرسمية بأن يتابع المريض علاجه حتى النهاية حتى في حال تحسن حالته الصحية، خشية تطوير مقاومة الأدوية.
اعتبر موقعو الدراسة أن "هذه الفكرة غير مدعمة بأي دليل وتناول مضادات حيوية فترة أطول من اللازم يزيد خطر المقاومة"، مؤكدين ضرورة إجراء دراسات إضافية لتحسين التوصيات.
أضاف الباحثون: "نطلب من السياسيين والأطباء وقف الترويج للرسالة القائلة بضرورة متابعة العلاج حتى النهاية".
لفت هؤلاء إلى أن هذه الفكرة "غير الدقيقة" ظهرت في مرحلة بداية تطوير المضادات الحيوية في الأربعينيات واستمرت لأنها "بسيطة وسهلة التطبيق".
ترحيب بالنتائج
قوبلت هذه النتائج بترحيب من خبراء مستقلين.
في هذا الاطار، قال رئيس الجمعية البريطانية لعلم المناعة بيتر أوبنشاو في تصريحات أوردها مركز "ساينس ميديا سنتر": "لطالما اعتبرت أن من غير المنطقي القول إن وقف العلاج بالمضادات الحيوية في وقت مبكر يساعد في ظهور الجراثيم المقاومة".
لفت إلى أن أحد الحلول يكمن في "استخدام المضادات الحيوية حصرا لتقليص الإصابة الجرثومية إلى مستوى يمكن فيه مكافحتها من جانب جهاز المناعة لدى المريض".
كذلك، أشار إلى أن "العلاجات الطويلة الأمد بالمضادات الحيوية لازمة في حالات محددة، عندما يكون جهاز المناعة لدى المريض في وضع سيئ أو عندما تكون البكتيريا كامنة قبل أن تفتك بالجسم كما هي الحال في مرض السل".