كي لا تستيقظ منهكاً.. كيف تحول قيلولة رمضان إلى مصدر للطاقة؟
قيلولة رمضان ضرورية خصوصاً وأن ساعات الصيام طويلة ومنهكة وسط إرتفاع كبير في درجات الحرارة.
ولكن مشكلة قيلولة شهر رمضان هي أن تأثيرها يكون سلبياً أحياناً وعوض أن يستيقظ الشخص وهو يشعر بالنشاط والحيوية يستيقظ بشعور شديد بالتعب وبالكاد يمكنه جر نفسه خارج السرير وقد يحتاج لبعض الوقت لإستعادة الحد الأدنى من نشاطه.
الأسباب التي تسفر عن هكذا نتيجة عديدة وسنقوم بالتطرق اليها في موضوعنا هذا كي نساعدك على تحويل القيلولة الى مصدر للطاقة والنشاط.
مدة القيلولة
المدة المثالية للقيلولة هي ٢٠ دقيقة لا أكثر إن كان هدفك الإستيقاظ بمزاج جيد وبنشاط وحيوية. خلافاً لهدف النوم خلال ساعات الليل والذي هو قائم على الإستفادة من مرحلة نوم حركة العين السريعة فإن الهدف من قيلولة النهار هو عدم الدخول في هذه المرحلة.
أسوأ خيار ممكن هو قيلولة تتراوح مدتها بين ٣٠ الى ٦٠ دقيقة لانك ستستيقظ بحالة يرثى لها وبمزاج عكر.
ولكن في حال كنت تملك الوقت فحينها يمكنك إعتماد قيلولة الـ ٩٠ دقيقة .. من دون دقيقة واحدة إضافية لان ذلك سيدخل في دورة نوم جديدة وبالتالي تفسد الهدف منها.
الخلود للنوم مباشرة
عندما تشعر بالإنهاك وتريد النوم لا تطالع ولا تشاهد التلفزيون ولا تقم بأي شيء آخر سوى الإستلقاء على السرير والخلود الى النوم مباشرة. كما أن الغرفة يجب أن تكون مظلمة وهادئة. لا تحاول أن تنام خلال وضعية الجلوس لان أي وضعية بإستثناء وضعية الإستلقاء تتطلب ضعف الوقت للخلود الى النوم. إعتمد وضعية نوم تجعلك تشعر بالإسترخاء والراحة، لأن ذلك سيمهد لنوم أسرع.
موعد القيلولة
حين تشعر بالإنهاك والتعب هذا يعني أنه حان الوقت للقيلولة. بشكل عام فترة بعد الظهر هي المثالية لان معدلات السكر في الدم تكون قد انخفضت بشكل كبير وبالتالي يحتاج جسدك الى الراحة كي يتمكن من إستعادة النشاط. في المقابل بعض الخبراء ينصحون بإتباع جدول واحد طوال الشهر، أي إن كنت تنام عند الساعة الثالثة فعليك القيام بذلك طوال الشهر. ولكن الأمر هذا قد يكون صعب التنفيذ خصوصاً وأن يوميات الشخص قد تختلف بين يوم وآخر.
لكن في حال كان بإمكانك الإلتزام بموعد واحد للقيلولة طوال الشهر فهذا سيقلص المدة الزمينة التي تحتاج اليها للخلود الى النوم لان جسدك سيعتاد على التوقيت وبالتالي بمجرد وضعك لرأسك على الوسادة ستجد نفسك تخلد الى النوم مباشرة.
لا تقم تحت أي ظرف من الظروف بالنوم قبل وقت قصير من موعد الإفطار فهذه خطوة سيئة للغاية ستنعكس سلباً على موعد نومك ونوعيته خلال ساعات الليل. لذلك بغض النظر عن جدولك اليومي النقطة الأهم هي أن يكون موعد القيلولة خلال ساعات بعد الظهر وقبل ساعات العصر.
حرارة الجسد
خلال النوم تنخفض درجة حرارة جسمك ما يعني أنك ستحتاج الى ما يبقيك دافئاً الى حد ما. ندرك بان درجات الحرارة مرتفعة والغالبية تنام في غرف مكيفة بدرجات حرارة منخفضة لكن هذا لن يعود عليك بالفائدة. عليك أن تحرص على أن تكون حرارة جسدك ضمن المعدل الطبيعي كي لا تشغل جسدك خلال تلك القيلولة بمحاولة تعديل حرارته.. فما تقوم به هو إنهاكه في الوقت الذي عليك منحه. حلقة مفرغة يمكنك حلها بجعل حرارة الغرفة معتدلة واعتماد غطاء خفيف لا يزعجك ولكنه في الوقت عينه يضمن لك النشاط بعد القيلولة.
بعد القيلولة
بعد قيلولة الـ ٢٠ دقيقة أو الـ ٩٠ عليك النهوض فوراً وعدم التكاسل في الفراش. قم بالتوجه الى نافذة منزلك وعرض نفسك لأشعة الشمس وإن كان بإمكانك القيام بنزهة قصيرة خارج المنزل فهذا أفضل. أهمية تعريض نفسك لأشعة الشمس هو أنك تقوم بإبلاغ جسدك بانه حان وقت الإستيقاظ.. وبالتالي ستعمل ساعتك البيولوجية بتناغم مجدداً ولن تجد نفسك تعاني من ضبابية دماغية أو انهاك بدني. في حال لم تكن أي من هذه الاحتمالات متاحة يمكنك إستبدال اشعة الشمس بغسل وجهك بالماء البارد.
لا تشعر بالذنب
القيلولة ليست رفاهية أو تدليل للنفس أو إضاعة للوقت أو تفضيل للراحة الشخصية على حساب الواجبات الدينية. القيلولة ضرورية خصوصاً وأن ساعات النوم خلال رمضان تصبح أقل. جسدك أصلاً يصل الى مرحلة لا يتمكن فيها من العمل بفعالية وذلك بسبب إنخفاض معدلات السكر والماء في الجسم وعليه فهو أشبه بسيارة فارغة من الوقود.. وقودك خلال ساعات الصيام هي القيلولة. القيلولة أيضاً تعود عليك بالفائدة البدنية و النفسية كما أنها تحسن قدراتك الذهنية وتجعلك أكثر قدرة على إنجاز عملك بفعالية أكبر . حين تقاربها بمشاعر سلبية فستستيقظ بمشاعر سلبية ما يعني أن الهدف منها سيضيع. هي ٢٠ دقيقة لا أكثر لكنها ستبدل نهارك ومزاجك وستمنحك الطاقة، فلماذا تفسدها بمشاعر ذنب غير مبررة.