كيف تتخلص من الجلد المترهل؟ دليلك لتجنب خيبة الأمل بعد خسارة الوزن
حين تعمل جاهداً لخسارة الوزن، فإن حلمك هو جسد مشدود بلا الدهون المتراكمة هنا وهناك. ولكنك لا تتخيل الصورة الأخرى والتي هي ستفرض نفسها ..الجلد المترهل.
الزوائد الجلدية لن تفسد عليك سعادتك فحسب بل ستؤثر سلباً على ثقتك بنفسك. بلا شك الامر مثير للإحباط فكل العناء والجهد من أجل جسد صحي تركتك مع زوائد جلدية لا تعكس بأي شكل من الاشكال ذلك الجهد. الجلد الزائد بالنسبة لكل من عانى منه هو أشبه بالدهون المتراكمة سابقاً ولكن الفارق الوحيد هو أنه لا يمكنهم التخلص منه.
الأمر لا يتعلق بشكل غير جميل أو مزعج أو واقع محبط فحسب بل بمخاطر صحية أيضاً.
لماذا يترهل الجلد بعد خسارة الوزن ؟
جلد الإنسان هو الغلاف الخارجي وهو أكبر عضو من أعضاء الجسم. يتألف من عدة طبقات هي البشرة وهي الطبقة الخارجية، الادمة وطبقتي القرنية والأمباد. طبقات الجلد مكونة من الأنسجة الضامة المرنة، الألياف والاوعية الدموية وغيرها من المكونات المرنة.
كل واحدة من هذه الطبقات تملك أنواعاً مختلفة من الخلايا ورغم أن الخلايا في الطبقة الخارجية، أي البشرة، يتم إستبدالها بأخرى جديدة طوال الوقت فإن الحال ليس كذلك بالنسبة للطبقات الأخرى.
عند خسارة الوزن بشكل سريع فإن المكونات المرنة لا تخسر فقط طبقات الدهون التي تجعلها تتمدد في جميع أنحاء جسدك، ولكنها أيضاً لا تمنح الوقت الضروري لتتأقلم وتتقلص لتتناسب مع الحجم الجديد. سرعة التقلص هذه ترتبط بعوامل أخرى ترتبط بنمط الحياة ومنها التدخين، التعرض المفرط للشمس، السن، والجفاف.
ولكن في المقابل الزوائد الجلدية هذه لا ترتبط بخسارة الوزن بسرعة بل بالمدة الزمنية التي عانى خلال الفرد من السمنة. فكلما كان الشخص قد عانى من السمنة لفترة طويلة كلما كان الجلد ممدوداً لفترة أطول ما يقلل فرص تقصله . الأمر أشبه بالبالون فحين تنفخه سيتمدد ولكن حين تفرغه من الهواء فهو سيتقلص ولكنه لن يعود الى شكله الاساسي.
مشاكل صحية
الجلد المترهل ليس فقط شكلاً خارجياً غير محبب فقط ولكن يمكنه أن يخلق مشاكل صحية لم يكن الشخص يعاني منها من قبل وهي الطفح الجلدي والإلتهابات والإصابات بعدوى فطرية وذلك بسبب الاحتكاك. وبما أن ترهل الجلد يصعب تنظيفه والتعرق يعلق بين ثنايا الجلد المترهل، فإن ذلك يزيد أيضا من مخاطر التعرض لأنواع مختلفة من البكتيريا أيضاً.
لا حلول سحرية.. الجراحة تفرض نفسها
من الأهمية بمكان معرفة بأنه لا يوجد حل سحري وسريع لهذه المشكلة. بناء العضلات قد يساعد بشكل طفيف ولكن لا يوجد كريم أو دواء يمكنه أن يخلصك من هذه الزوائد. الحل هو جراحي، ولكن قلة تخضع للعمليات الجراحية لكونها مكلفة خصوصاً وأن المعني سيخضع لعملية شد للجسم كله. شركات التأمين بشكل عام، رغم أن الواقع قد يختلف من شركة لأخرى، تغطي عملية شد البطن في حالات الجلد المترهل لكونها يمكنها ان تؤدي الى المشاكل التي قمنا بذكرها اعلاه. ولكن بشكل عام شركات التأمين تعتبر الإجراء هذا تجميلياً وبالتالي لا تقوم بتغطيته.
حتى العمليات الجراحية لها شروطها، فالجراح لن يواقف عليها ما لم تثبت له بأنك ستحافظ على وزنك من دون أي زيادة لمدة ٦ اشهر على الأقل. كما أنه لن يزيل الجلد الا من منطقتين في العملية الجراحية الواحدة وذلك لتجنب المضاعفات وكي لا تكون فترة التعافي مؤلمة جداً. الجراح الذي يبلغك بأنه سيزيل كل الترهلات دفعة واحدة هو شخص عليك عدم الوثوق به . وتجدر الإشارة الى أن عمليات شد الجلد تترك آثاراً وندوباً واضحة ولكن بشكل عام يمكن تغطيتها بالملابس.
خطوات وقائية وحلول بديلة
في حال كنت من النوع الذي لا يريد الخضوع لعملية جراحية يمكنك الإعتماد على النصائح التالية التي يمكنها أن تساعدك الى حد ما، ولكنها بالتأكيد لن تجعل المشكلة تختفي كلياً بإستثناء الدمج بين النصيحة الاولى والثانية خلال مرحلة خسارة الوزن لانهما يمكنهما تجنبيك معضلة الجلد المترهل.
-تجنب خسارة الوزن بشكل سريع وبالتالي الإبتعاد كلياً عن الحميات القاسية التي تجعلك تخسر أكبر عدد من الكيلوغرامات خلال فترة زمنية قصيرة.
-إعتماد برامج شاملة لخسارة الوزن تشمل تغيير أسلوب الحياة، ممارسة الرياضة والاعتماد على نظام غذائي متوازن يشمل الكثير من الخضروات والفواكه و يحتوي على المواد المعدنية والفيتامينات التي يحتاج الى الجلد.
-البروتينات ثم البروتينات.. عليك الإعتماد وبشكل كبير على الأطعمة الغنية بالبروتيات وذلك لانها تحتوي على مواد تزيد من مرونة الجلد كما انها تحافظ على صحته.
-الإكثار من شرب الماء وذلك لمنح الجلد الترطيب الذي يحتاج إليه وبالتالي مرونته ما يمكنه من التكيف مع الحجم الجديد كلما خسرت بعض الكيلوغرامات.
-الإقلاع عن التدخين في حال كنت مدخناً لان التدخين هو العدو الاول لمرنة الجلد.
-تناول المكملات الغذائية يمكنه ان يزيد من مرونة الجلد خصوصاً زيت السمك و الجيلاتين.
-رفع الأوزان سيساعد على المحافظة على الكتلة العضلية ويضخمها ما يجعل تكبر وبالتالي تضغط على طبقات الجلد ما يجعلها «تملأ» الفراغات الموجودة. ولكن ما عليك تذكره بانه هناك «مساحة» كبيرة لذلك فان حجم العضلات أحيانا مهما كان كبيراً لا يكفي لملئها. لذلك هو مثالي خلال خسارة الوزن، ولكنه لن يحل المشكلة بعد وقوعها.