تعاني من النسيان؟ إليك أفضل التمارين لتقوية الذاكرة
إن تعاني من صعوبة في التذكر فلعه حان الوقت لتحسين «لياقة» عقلك.
هناك الكثير من المعلومات الخاطئة حين يتعلق الأمر بالعقل والذكريات .. ففي كل مرة يخرج العلماء بنظريات تنسف تلك التي سبقتها. الاعتقاد السائد كان بأنه حين تتدهور صحة الدماغ ويبدأ الشخص بالنسيان فلا مجال للعودة .. ولكن النظرية هذه غير صحيحة فكل يوم خلايا جديدة تنمو في عقول البشر وبالتالي تتشكل إتصالات عصبية جديدة.
كما أنه تم نسف النظرية السائدة حول ألية عمل الذاكرة وتكون الذكريات مؤخراً. فخلافاً للإفتراض القائم منذ عقود والذي يقول بأن الذكريات تنشأ في قرن آمون قبل أن تنتقل الى قشرة الدماغ حيث يتم تخزينها تبين أن الدماغ يولد نسختين من الذكريات في وقت واحد إحداهما للوقت الراهن والاخرى لباقي الحياة.
ومع النظريات الجديدة تأتي التقنيات الجديدة التي من شأنها ان تجعل الذاكرة أفضل. لذلك إن كنت تعاني من النسيان المتكرر أو إن كنت لا تعاني من ذلك وتريد تقوية ذاكرتك والمحافظة على صحة عقلك يمكنك الإستعانة بالنصائح التالية.
لأصحاب الشركات.. ابدأ فوراً في تصميم شعاراً لشركتك لهذه الأسباب
النشاطات المهدئة
في دراسة صدرت مؤخراً تبين بأن للموسيقى والتأمل تأثيرهما السحري على الذاكرة، فهما بالإضافة الى تقويتها الذاكرة أثبتا قدرتهما على عكس فقدان الذاكرة المبكر لدى البالغين. في الدراسة طلب من المشاركين الإستماع للموسيقى لمدة ١٢ دقيقة يومياً لمدة ١٢ أسبوعاً وطلب من مجموعة أخرى ممارسة التأمل للمدة نفسها والنتائج كانت مذهلة لناحية تحسن الوظائف الإدراكية للدماغ. في المقابل الدمج بين الأمرين لم يحسن عمل الذاكرة فحسب بل كان هناك مكاسب إضافية لناحية تحسن نوعية النوم، المزاج وجودة الحياة.
التمارين العقلية
مع النضوج يكون العقل قد طور ملايين الممرات العصبية التي تساعدك على تذكر المعلومات، حل المشاكل المألوفة والقيام بالمهام التي إعتدت على القيام بها. ولكن حين تقوم بالامور نفسها وتعتمد المقاربات نفسها فان التحفيز العقلي يكون في حده الأدنى وبالتالي يدخل مرحلة الخمول وتبدأ مرحلة النسيان. ما يعني انه حان الوقت لممارسة التمارين العقلية التي تعيد اليه لياقته فالامر مشابه للكتلة العضلية فان لم تقم باستخدامها ستخسرها.
-تعلم شيئاً جديداً: ليس بالضرورة أن تتعلم شيئاً جديداً صعباً أو هاماً، مجرد إدخال معلومات جديدة الى الدماغ من شأنه أن يقوي الدماغ والذاكرة.
-تحدى عقلك: الألعاب التي تقوي الذاكرة أو التي تتحدى العقل مثالية ولكن لمرة أو مرتين، بعدها أنت أصبحت تعرف ما الذي عليك القيام به ما يعني انه عليك الانتقال الى العاب وتمارين أخرى تحفز عقلك. مثلاً تعلم عزف قطعة موسيقى جديدة هو تمرين يتحدى العقل، أما عزف قطعة موسيقية صعبة للغاية تدربت عليه مسبقاً لا تأثير له فأنت تعرف ما الذي عليك القيام به .
-التدرج: ابحث عن نشاطات تمكنك من الإنتقال من مستوى سهل لآخر اكثر صعوبة، الكلمات المتقاطعة أو العاب الألغاز أو غيرها التي تمكنك من الانتقال من مستوى سهل لاخر توسع آفاق العقل وقدراته.
التمارين الرياضية
التمارين الرياضية أساسية جداً لإبقاء العقل في حالة من اليقظة وتحسين الذاكرة بشكل خاص. خلال القيام باي نشاط رياضي أو بدني فان كمية الاوكسجين التي يتم نقلها الى الدماغ لا تقلل نسبة الإصابة بأي خلل يتعلق بالذاكرة فسحب لكنها أيضاً تحفز نمو الخلايا العصبية وتعزيز الإتصال فيما بينها.
إمضاء الوقت مع الاصدقاء
لعلك لم تدرك ذلك من قبل ولكن محادثة بسيطة مع أي شخص اخر تتطلب من دماغك العمل بسرعة بالغة وعلى مستويات عديدة ومختلفة. فأولاً عليه الإستماع لما يقوله الاخر، ترجمة معنى الكلمات، متابعة حركة الجسد وترجمتها، والتفكير برد على ما يقال. كل هذه الامور تتطلب الجهود الذهنية ما يعني أن دماغك في حالة من التحفيز القصوى. كما أن الدراسات كافة أكدت ان الأصدقاء ليسوا فقط حاجة ضرورية من أجل الصحة النفسية بشكل عام بل من أجل الصحة العقلية، فالحب والثقة والدعم التي يحصل عليه الشخص من أصدقائه لها تأثيره الكبير الإيجابي الذي يحد من نسبة تراجع عمل الذاكرة.
التعلم أولاً ثم التذكر
لا يمكنك تذكر شيئاً لم تتعلمه ولا يمكنك تعلمه ما لم تمنح التفاصيل إهتماماً. لا يتطلب الأمر أكثر من ٨ ثواني من التركيز المكثف حتى يتمكن الدماغ من معالجة المعلومات وتحويلها الى ذكرى. في حال كان يسهل تشتيت تركيزك فأنت عملياً لم تتعلم وبالتالي المعلومة لم تعالج بشكل كامل ما يعني إستحالة تذكرها كما هي.
خلال مرحلة التعلم حاول أن تستخدم أكبر قدر ممكن من الحواس، قم بربط المعلومات بالألوان والرائحة والنكهة والملمس. مثلاً إعادة كتابة معلومة ما يجعلها يعلق في الذاكرة بشكل أفضل، وفي حال كنت من الذين يملكون ذاكرة صورية قم بقراءة ما تريد تذكره بصوت مرتفع.
مقاربة أخرى لتذكر غالبية ما يصادفك في عالم يغرق في التفاصيل هو تجاهل التفاصيل التي لا أهمية لها. أي لا تنهك نفسك وأنت تحاول استيعاب كل شيء وحفظه لتذكره لاحقا بل ركز على الفكرة الأساسية لتضمن أنك ستتذكرها أما التفاصيل ستجد طريقك إليها شيئاً فشيئاً.