تشترك مع عشيقها في قتل زوجها
عندما تجتمع الأنانية والوحشية في نفوس البشر، وتغيب الرحمة من قلوبهم، وعندما يخلعون عنهم عباءة الدين والأخلاق، وينساقون وراء أهوائهم وملذاتهم، تتجلى الجريمة بأبشع صورها، وأقسى تفاصيلها التي تأنفها الفطرة الإنسانية.
فهذه ربة بيت أفريقية في باكورة عقدها الثالث من العمر، وأم لطفلين، بحثت عن طريقة للخلاص من زوجها ابنِ موطنها، والتفرغ لصديقه الذي أقامت معه علاقة محرمة امتدت إلى عامين، فاختارت قتله، والتخلص من جثته بأي طريقة كانت، ليخلو لهما الجو مع «عشيقها» الذي اقترح سيناريو الجريمة.
ونفّذها بالتنسيق معها، مستغلاً صداقته مع الزوج، وإيهامه بأنه سيساعده في حل الخلافات مع زوجته، بأن استدرجه إلى مركبته، وقيد رجليه ويديه، وضرب رأسه عدة مرات بـ «طابوقة» وبجسم صلب، وداسه بعجلات مركبته حتى توفي أسفلها، قبل أن يحرق جثته ويلقي بها على قارعة الطريق.
وبالاقتراب من تفاصيل هذه الجريمة، التي كشفتها النيابة العامة أمام هيئة محكمة الجنايات في دبي أمس، فقد شهد والد المجني عليه في التحقيقات، بأن «الأخير» تزوج قبل ما يقارب 4 سنوات من المتهمة الثانية، ورزق منها بطفلين.
ومنذ زواجهما وهما يقيمان معه في المنزل، مضيفاً أنه بتاريخ الواقعة لم يشاهد ابنه طوال اليوم، وعندما سأل المتهمة حول سبب غياب ابنه، أفادته بأنه توجه إلى البحر، وفي اليوم الثاني، عاود سؤالها عن ابنه المجني عليه، فأفادته أنه لا يجيب على اتصالاتها.
وأفاد حارس أمن مستودعات في منطقة الجريمة، بأنه بينما كان يقوم بجولة تفقدية حول مستودع الشركة التي يعمل فيها، شاهد ناراً مشتعلة بالقرب من محول كهرباء، ليكتشف بعد الاقتراب منها، بأنها مشتعلة في جسد إنسان متوفى، قبل أن يسارع إلى إبلاغ الشرطة.
وأشار شرطي للنيابة العامة، إلى ورود بلاغ من العمليات، مفاده وجود جثة تحترق بمنطقة القصيص الصناعية الثانية، ليتبين بعد الانتقال إلى المكان، أن الجثة متفحمة، وتعود لشخص ذكر مجهول الهوية، مضيفاً أنه بجمع الاستدلالات، والبحث والتحري، علمت الشرطة بتغيب المجني عليه من منزله، فاستدعت أهله، واستجوبت زوجته التي أقرت «بأن ثمة علاقة غير شرعية تربطها بصديق المجني عليه (المتهم الأول) قبل نحو سنتين من وقوع الجريمة، حسب البيان.
وأضاف الشرطي أن المتهمة اعترفت أنه «في يوم الواقعة، وفي حوالي الساعة الثالثة فجراً، اتصلت بالمتهم الأول، وأخبرته بحدوث مشكلة مع زوجها، فحضر إلى مقر سكنهما، وأخذ زوجها، وبعدها اتصل بها وأخبرها أنه تمكن من تقييد قدمَي ويدَي الزوج، والاعتداء عليه، وأنه موجود في المركبة، إلا أنه لا يزال على قيد الحياة، فاتفقا على التخلص منه بقتله بتلك الطريقة.
من جانبه، أقر المتهم بالرواية التي ساقتها المتهمة خلال التحقيقات.
ووجهت النيابة العامة إلى المتهم، تهمة قتل المجني عليه عمداً مع سبق الإصرار والترصد، وهتك عرض الزوجة، وتعاطي المشروبات الكحولية.