لماذا يتصدر العرب دائماً قوائم الشعوب الأكثر بدانة؟.. «الأرقام صادمة»
رغم أن السمنة في العالم زادت بأكثر من الضعف منذ العام ١٩٨٠، والعالم العربي ليس بإستثناء طبعاً، لكننا ما زلنا نتعامل مع ظهور دول عربية ضمن لوائح الشعوب الأكثر بدانة وكأنه مفاجأة.
الدول العربية ومنذ سنوات من الضيوف الدائمة على لوائح الدول الأكثر بدانة، بعضها يتقدم وبعضها يتراجع في المراكز لكننا صامدين لا نخرج منها إطلاقاً.
ست دول عربية بين الأكثر بدانة عالمياً
في لائحة الدول العشرة الأكثر بدانة عالمياً كان نصيب الدول العربية ست مراكز.
الكويت : الأولى عربياً وعالمياً بنسبة ٤٢،٨٪ .
السعودية: الثانية عربياً وعالمياً بنسبة ٣٥،٢٪.
بليز( أميركا الوسطى) : الثالثة عالمياً بنسبة ٣٤،٩٪.
مصر: الثالثة عربياً والرابعة عالمياً بنسبة ٣٤،٦٪.
الأردن: الرابعة عربياً والخامسة عالمياً بنسبة ٣٤،٣٪ .
الإمارات العربية المتحدة : الخامسة عربياً والسادسة عالمياً بنسبة ٣٣،٧٪.
جنوب أفريقيا: السابعة عالمياً بنسبة ٣٣،٥٪.
قطر: السادسة عربياً والثامنة عالمياً بنسبة ٣٣،١٪.
المكسيك: التاسعة عالمياً بنسبة ٣٢،٨٪.
الولايات المتحدة الأميركية : العاشرة عالمياً بنسبة ٣١،٨٪.
هذا لناحية البدانة لكن الدول العربية أيضاً تحتل مراكز متقدمة ضمن الدول التي تعاني من الوزن الزائد. والوزن الزائد هو زيادة بسيطة في دهون الجسم ويعتبر الدرجة الأولى من السمنة. قطر تتصدر الدول العربية بنسبة ٧٧،٨٪ تليها الكويت بنسبة ٧٠،٢٪ والسعودية بنسبة ٦٨٪ ولبنان بنسبة ٦٧،٤٪.
السمنة خليجياً
كما نلاحظ في اللائحتين فإن دول الخليج ضيف دائم وفي الواقع الكويت تحتل المركز الأول منc سنوات. المشكلة لا تنحصر بجنس معين ولا بفئة عمرية معينة بل هي منتشرة بين الذكور والإناث والأطفال. وفي تفصيل أكبر للأرقام ففي الكويت التي يعاني ٤٢،٨٪ من سكانها من السمنة ٣٦٪ منهم من الذكور و ٤٨٪ منهم من الإناث. أما السعودية التي يعاني ٣٥،٢٪ من سكانها من السمنة فان ٢٨٪ منهم من الذكور مقابل ٤٤٪ من الإناث.
أما الإمارات العربية المتحدة فان نسبة ٣٣،٧٪ موزعة بين ٢٥٪ للذكور و ٤٢٪ للإناث. قطر التي يعاني ٣٣،١٪ من سكانها من السمنة فان ١٩٪ منهم ذكور و٣٢٪ منهم من الإناث.
النسب العالية جداً هنا ترتبط بمجموعة من العوامل الإقتصادية والإجتماعية والبيولوجية. العامل الوراثي له تأثيره الكبير لكن ذلك لا يعني أنه لا يمكن التحكم بالوزن، على العكس تماماً. العامل الوراثي مع العوامل الإقتصادية والإجتماعية حولت المشكلة الى معضلة.
السبب الرئيسي في زيادة معدلات السمنة هو تحسن الأوضاع الإقتصادية للدول الخليجية خلال السنوات السابقة. فالمهن لم تعد تتطلب المجهود البدني كما كانت الحال مع الأجيال السابقة ناهيك عن الرفاهية التي إنتشرت بشقيها «الطبيعي» والمبالغ به. الرفاهية أدت الى الكسل والخمول والدول الخليجي تحتل مراكز متقدمة أيضاً في لوائح الدول الاكثر كسلاً.
فالسعودية هي الثالثة عالمياً والأولى عربياً لناحية الكسل بنسبة ٦٨،٨٪، اما الكويت فهي سابعة عالمياً وثانية عربية بنسبة ٦٤،٦٪، والامارات التاسعة عالمياً والثالثة عربياً بنسبة ٦٢،٥٪.
يضاف الى ذلك زيادة المدخول عما كان عليه سابقاً، وعليه فإن معدل الإستهلاك تضاعف، خصوصاً لناحية اللحوم فالكويت هي ثاني أكثر بلدان العالم إستهلاكاً للحوم بمعدل ١١٩،٢ كيلوغراماً للفرد في السنة أما السعودية فمعدل إستهلاكها هو ١١١،٣ كيلوغراماً للفرد سنوياً.
طبيعة النظام الغذائية لدول الخليج القائم وبشكل أساسي على الأرز واللحوم والحلويات المشبعة بالدهون ناهيك عن الإعتماد المرعب على الوجبات السريعة جعلت نسبة السمنة تصل الى معدلات قياسية.
المناخ له دوره أيضاً إذ انه يحد من معدل النشاط البدني خصوصاً خلال فصل الصيف. لكن المناخ ليس الملام الوحيد إذ أن الحلول عديدة فالنشاط البدني يمكن القيام به في أي مكان .
وكما هو معرف فإن العامل النفسي وخصوصاً الإكتئاب له دوره الكبير في السمنة. ونسبة الإكتئاب في الخليج مرتفعة اذ تقدر بـ ٣٠٪ وان ٤٠٪ من المصابين بالاكتئاب من مراجعي العيادات النفسية. في الكويت والسعودية نسبة الاكتئاب هي ٢٠٪ أما الامارات فنصيبها ٣٠٪.
السمنة في الدول العربية الاخرى
الدول العربية الاخرى لا تعيش في نعيم الرشاقة فمعدلات السمنة في لبنان ومصر والاردن والعراق وليبيا والمغرب وتونس وغيرها مرتفعة جداً. في لبنان مثلاً 15% من الذكور و 27% من الاناث يعانون من السمنة، أما في مصر ووفق وزارة الصحة فإن ٧٥٪ من النساء المصريات يعانين من السمنة مقابل ٦١٪ للرجال.
أما في المغرب فإن نسبة السمنة ارتفعت بمعدل ٧،٣٪ خلال السنوات العشر الماضية وأن واحد من كل ٥ مهدد بالإصابة بالسمنة ، وفي العراق ٦٥٪ من السكان يعانون من السمنة.
الأسباب في باقي الدول تتقاطع مع الأسباب المرتبطة بدول الخليج وتختلف في بعض التفاصيل. صحيح أن النظام الغذائي لبعض الدول العربية غير قائم على الأرز واللحوم بشكل عام لكنه غير صحي. يضاف الى ذلك المفهوم غير الصحي المرتبط بأن الجسم الممتلئ دليل صحة وعافية خصوصاً عند الاطفال ودليل جمالي عند المرأة.
تحذير لمتّبعي أنظمة الحمية الغذائية احذروا الساعة 3:33 عصراً