ترامب رئيساً فماذا ستفعل الشركات التقنية الأمريكية
أخبار 20 يناير 2017
ترامب
ترامب، بالأمس أصبح الأمر واقعاً وأقسم دونالد ترامب ليصبح الرئيس 45 للولايات المتحدة الامريكية ومعه كشخص مثير للجدل ستبدأ سلسلة من الصدامات في مختلف القضايا التي بالطبع لن تقتصر على السياسة بل سيكون مجالاً لها في في الاقتصاد ومنها نزاعه المتوقع مع كبريات شركات التقنية الأمريكية التي لم تخفي وقوفها ضده خلال الحملة الانتخابية .الآن عهد جديد بدأ وسيؤثر على الاربعة سنوات القادمة على الاقل فماذا ستكون ملامح العلاقة بينه وبين هذه الشركات ؟
بالرغم من اللقاء الذي جرى خلال الشهر الماضي بين ترامب وكبار مدراء هذه الشركات في برجه الشهير في نيويورك إلا أن ذلك لم يمنع أن أول الاحتجاجات التي انتشرت على حفل تنصيب ترامب بدأت منذ الاسبوع الماضي في مدينة بالو ألتو في ولاية كاليفورنيا والتي تعتبر مركز التقنية الأمريكية بالإضافة لوادي السيليكون وكانت هذه الاحتجاجات موجه بالذات ضد بيتر ثيل أحد المدراء التنفيذين المقربين من ترامب بالإضافة لشركة بالانتير وهي كذلك تعتبر مقربة لترامب وكذلك شارك العديد من موظفي هذه الشركات كغوغل وأدوبي وسلاك وكيكستارتر وغيرها في الاحتجاجات ضد التنصيب وخاصة تلك المنظمة من قبل الكثير من المنظمات النسائية المناهضة لترامب.
وكانت هذه الانقسامات الحادة والاحتجاجات قد أجبرت هذه الشركات على التحدث علناً عن بعض هذه القضايا ومنها الفيسبوك وأبل ومايكروسوفت وجوجل وحتى بالانتير حيث أكدوا أنهم لن يساعدوا على تشكيل قاعدة البيانات الاسلامية المقترحة من ترامب خلال حملته الانتخابية في حال طلب منهم ذلك وكذلك بالنسبة وعود الحملة بترحيل ثلاثة ملاين مهاجر غير شرعي في الولايات المتحدة والتي عبروا عن رفضها وإن كان بحدة أقل من موضوع البيانات.
وليس كل كبريات الشركات التقنية ورؤسائها التنفيذين على النقيض من ترامب بالمطلق فهناك استثناء ومنها ايلون ماسك مؤسس شركة تيسلا وترافيس كالانيك مؤسس شركة أوبر وبالطبع مارك ثيل مؤسس شركة بطاقات الباي بال فقد اعتبر ماسك وكالانيك أنه يجب التركيز على التواصل مع الرئيس من أجل تبادل الخبرات الخاصة والمساعدة في تنفيذ برنامجه الاقتصادي وفق تعبيرهم وكان تردد سابقاً أن هذا الثلاثي قد قد يشكل العمود الفقري لتشكيل الأجندة التكنولوجيا التي ينوي العمل عليها ترامب.
وبالمقابل هناك تيم كوك ومارك زوكربيرج وجيف بيزوس مؤسس شركة أمازون والكثير من الرؤساء التنفيذين الأخرين الذين يشكلون الفريق المضاد لمعظم الاقتراحات التي طرحها ترامب والتي تستهدف هذه الصناعة الأمريكية التي تنتج معظمها خارجها ولكنها ليست نقطة الخلاف الوحيدة بينهم فهي تعترض على قاعدة بيانات المسلمين والترحيل المقترح وتوسيع تدابير المراقبة وغيرها من الأمور التي يعتبر هؤلاء المدراء أنها ستؤثر على خصوصية مستخدميهم وثقتهم بهم وفي حال فقدها سوف تخسر هذه الشركات الكثير.
السياسة الأقرب للحيادية التي اعتمدها الشركات التقنية في الناحية السياسية سابقاً وإن كانت على الأقل ظاهرياً يبدو أنها ستتأثر خلال عهد ترامب الذي وضع قواعد وأخلاقيات هذه الصناعة على المحك وقد يضطر الكثير من المدراء التنفيذين الاختيار بين ما هو أفضل لشركاتهم ومالكي الأسهم بها وبين الواقعية بالتعامل مع عهد لا ينظر إليه بأنه ييكون سهلاَ عليها.