مفتاح الشبع يكمن في الالياف
الالياف
الالياف، عندما يفكر المرء في تناول طبق صحي يضمن شعوره بالشبع، فإن اول ما يتبادر الى الذهن هو خفض نسبة النشويات مقابل التركيز على البروتينات، وبشكل خاص اللحوم. لكن الواقع والدراسات الحديثة بينت ان هذا يعتبر واحد من الاخطاء الشائعة. إذ ان مفتاح الشبع يكمن في الالياف لا البروتيينات.
فقد بينت دراسة جديدة ان البروتينات المتوافرة في الخضار، وتحديداً في الفاصولياء والبازلاء، تضمن الشعور بالشبع أكثر من تلك البروتيينات الحيوانية. في التفاصيل ان باحثين من جامعة كوبنهاغن في الدنمارك أجروا دراسة ضمّت 43 شاباً، قدّموا لكلّ منهم ثلاث وجبات فطور لمدّة أسابيع: وجبتان غنيتان بالبروتين، واحدة تتألف من لحم العجل والخنزير والأخرى من الفول والبازلاء، ووجبة فيها بروتينات أقل مُعدّة من الفول والبازلاء والبطاطا.
بعد ثلاث ساعات، تمّ تقديم وجبة الغداء للمشاركين وطلب منهم أن يأكلوا بقدر ما يريدون. وكما كان متوقّعاً، تبيّن أنّ كمية البروتين تؤثّر في درجة الجوع، فعند تناول فطيرة نباتية عالية البروتين، تراجعت نسبة تناول الوحدات حرارية 13% عند الغداء، مقارنة بالأيام التي تناولوا فيها فطيرة قليلة البروتين.
اللافت ان نوع البروتين مهم أيضاً. إذ رغم احتواء الوجبتين على كمية البروتين نفسها، أولئك الذين حصلوا على فطور نباتي تناولوا عند الغداء وحدات حرارية أقل بـ 12% مقارنة مع الذين أكلوا اللحم. كذلك، تبيّن أنّ الوجبة النباتية الأقل بروتيناً أعطت الناس شعور التخمة نفسه الذي يحسّونه عند تناول اللحوم.
أين يكمن السر؟
وفقاً لبروفيسورة التغذية والرياضة آن رابن، لا بدّ من أنّ كمية الألياف العالية في فطائر الخضار أدّت دورها في الشعور الزائد بالتخمة. إذاً، ليس من الضروري تناول كمية كبيرة من البروتين للشعور بالشبع، فالطبق الذي يحتوي على بروتين أقل وألياف أكثر يمنح شعور الشبع نفسه.
وفي هذا الإطار، أكّدت خبيرة التغذية سينتيا ساس أنّ مزيج البروتين والألياف يؤخّر الإحساس بالجوع ويشعر المرء بالشبع من دون أن يزعجه. وتشجّع ساس على تناول البقوليات مثل الفاصوليا والبازلاء والحمص والعدس بدلاً من البروتين الحيواني (أو إلى جانبه)، إذ إنّها لا تشعر بالشبع فحسب بل انها خالية من الغلوتين وغنية بالفيتامينات والمعادن والمواد الحيوية، وتساعد في حرق الدهون والوقاية من السكري والسرطان والبدانة.