هل من مزاجي في حياتك تعلم التعامل معه
المزاجي
المزاجي، كثُر يضطرون إلى التعامل مع الشخص المزاجي، ذاك الذي يكون تارة لطيفاً ومنفتحاً على الآخرين وطوراً عصبياً تجتاحه نوبات من الغضب والجنون، من دون أي مبرر يُذكر او على العكس ينطوي على نفسه، يقطع التواصل مع الآخر وقد يبدو أحياناً مغروراً.
في البداية، لا بدّ من التوضيح ان أغلبيتنا نمر بفترات، نشهد خلالها تقلبات في المزاج تبدأ تحديداً من سنّ المراهقة وقد تستمر في فترة الشباب وما يليها من مراحل عمرية.
في مرحلة المراهقة، تبقى المزاجية وما يصاحبها من تقلبات في المشاعر والاحاسيس امراً طبيعياً، إذ إن المرء ينتقل من مرحلة الطفولة الى مرحلة النضج، ويختبر فيها نمواً وتبدلاً في المنطقة الامامية من الدماغ المسؤولة عن إدارة الانفعالات والسيطرة على الذات. هذه المرحلة تستمر حتى سن الحادية والعشرين.
لكن ما يهمنا التركيز عليه هنا، هو المزاجية التي تسيطر على الراشدين. إذ إن خلف تلك الموجات من الغضب والتشنج والعصبية، هناك شخص مختبئ في الداخل يبحث عمّن يستمع اليه ويطمئنه. قد تكون أنت المطلوب للقيام بهذه المهمة، خصوصاً إذ كان هذا المزاجي هو شريك حياتك أو أحد أفراد عائلتك. كما ان هذا المزاجي قد يكون زميلاً او مديراً، لذلك فأنت تستحق الاطلاع على بعض السبل لتجيد التعامل مع هذا الشخص.
أسباب المزاجية:
- عادة ما يتمتع المزاجيون بحياة ليسوا راضين عنها او غير مقتنعين بها. وكأن الايام التي يعيشونها، تمرّ على نحو مغاير لتطلعاتهم وأهدافهم. لذلك فإن هذه الاحاسيس الداخلية تترجم بتقلبات حادة في المزاج. ولا يقتصر هذا على المتزوجين الذين يعيشون حياة مخيبة لآمالهم، بل يسري على غير المتزوجين ايضاً الذين يشعرون بأن الوقت يدهمهم، من دون أن يتمكنوا من العثور على الشريك وبناء حياة عائلية. عدم الرضى والخيبات قد تطول الحياة المهنية ايضاً، ما ينعكس سلباً على التصرفات.
- قد تنجم المزاجية عن تعب وإرهاق يعانيه المرء، إما بسبب العمل المضني وإما بسبب عدم اتباع نظام غذاء صحي او حتى بسبب عدم كفاية ساعات النوم والراحة وسوء نوعيتها. إما إذا اجتمعت كل هذه العوامل، فاحتمالات المزاجية تصبح مضاعفة، خصوصاً إذا ترافقت مع تحديات حياتية كبيرة.
- يلجأ البعض الى المزاجية سبيلاً للحصول على المُبتغى. بمعنى آخر، يحاول الشخص المزاجي أن يفرض سلطته على الآخر، زميلاً أو موظفاً أو شريكاً، لكي يُرهبه ويجعله ينفذ مطالبه التي تتحول أوامر، لأنه عاجزعن إقناع الآخر بالمنطق او لأنه يعاني عقدة نقص إزاء الآخر، ويحاول بذلك تمويه الحقيقة عبر اللجوء الى هذه التصرفات.
- يلجأ البعض الى المزاجية لكي يستحوذوا على الاضواء. يجدون فيها سبيلاً، لكي يجعلوا انفسهم في الصدارة، ويعطوا لأنفسهم الأولوية والأهمية. هؤلاء، يحاولون استغلال المواقف ومن حولهم.
أما إذا توجب عليك التعامل مع المزاجي، فخذ في حسبانك النقاط الآتية:
- المحادثة: خلال نوبات الغضب او المزاج المعكّر، حاول ان تتجنب التحدث الى المزاجي. انتظره لكي يهدأ ويبرز وجهه الآخر، حينها يمكنك أن تعاود التواصل معه. المهم أن تلزم الهدوء خلال موجات الغضب.
- إذا كانت هناك مشكلة معينة تثير غضبه، انتظره حتى يهدأ لكي تحاول ان تساعده في إيجاد الحل. لا تبحث عن حلول حين يكون غاضباً.
- إذا كنت تعرف ان هناك بعض العوامل او الامور التي تثير جنونه، حاول ان تتجنبها او تمنع حصولها إن أمكن. لكن عندما تقوم بأي من هذه الخطوات الاحترازية، لا تقم بها كمن يهاب أحدا، فأنت لا تريد ان تجعل المزاجي أسير تصرفاته عبر جعله يصدق أنه قادر على الحصول على ما يريد عبر هذه الوسيلة.
- لا تكافئه عبر تنفيذ ما يريد، خصوصاً اذا كان هذا الامر يتعارض وقيمك او رؤيتك للامور. على سبيل المثال، إذا كان مديرك المزاجي يطلب منك تنفيذ بعض الاعمال التي لا تقع ضمن دائرة مسؤولياتك، فتجاهل طلباته او أفهمه انه غير قادر على اجبارك على القيام بما ليس من ضمن واجباتك، والا تحوّلت حياتك كابوساً على المدى الطويل. أما إذا لم تنجح في ذلك، فابحث عن وظيفة جديدة.
- إذا كان هذا المزاجي هو شريك حياتك، او أحد المقربين منك، فحاول ان تكافئ نفسك بجلسات من الاسترخاء والتأمل لكي تشحن نفسك بالطاقة الايجابية لتتمكن من مواصلة الدرب معه.
- ثق بأن المزاجي لا يقصدك أنت شخصياً، بل يعاني اضطرابات داخلية جعلته على هذه الحال.
- أعد مراجعة حساباتك: إذا كان المزاجي، يفرض رأيه دوماً ويمنح تفضيلاته الاولوية على حسابك، فكّر مرة أخرى إذا كان وجوده في حياتك أمرا ضروريا. إذا لم يكن كذلك، فقل له وداعاً. أما إذا كان هو مديرك، فباشر البحث عن وظيفة جديدة.