وادي الطواحين المهجورة
وادي الطواحين
وادي الطواحين، كيف سيبدو العالم من دون البشر ? سؤال لطالما طرحته الأفلام السينمائية والكتب ومخيلات الكثير من الناس، ولكن منطقة "فالي دي موليني" أو وادي الطواحين في سورينتو بإيطاليا تعتبر جوابًا حيًا وواضحًا على هذه الفرضيات باعتبارها منطقة مهجورة تمامًا دون أي أثر للبشر فيها منذ زمن طويل.
يعود تاريخ معظم أبنية المنطقة وعلى رأسها طواحين القمح والذرة إلى القرن الثالث عشر حين كانت المصدر الرئيسي للغذاء بالنسبة لسكان سورينتو، الذين استغلو بذكاء الشق العميق الذي عمره أكثر من خمسة وثلاثين ألف عام وتشكل نتيجًة لحركات تضريسية و زلزاليةعنيفة في البحر المتوسط، ليبنوا العديد من المنشئات الهامة بالنسبة لهم في ذلك الوقت.
المنطقة تطورت نشاطاتها فيما بعد فبني فيها منشرة لتقطيع الخشب إضافًة لمبنى مخصص للسيدات للاستحمام وغسل الملابس، واستمرت كل منشئات الوادي وعلى رأسها الطواحين بنشاطها حتى سنة 1940 حين استبدلت بمنشئات أفضل في مناطق أخرى، ومنذ ذلك الحين بقيت مهجورة حتى يومنا هذا.
اليوم تكسو النباتات الخضراء الأبنية المختلفة في "فالي دي موليني" وتملئ الأغصان الكثيفة ردهاتها الداخلية وغرفها مشكلًة لوحة غريبة وهادئة تجذب السياح من مختلف الدول لرؤيتها والتجول ضمن الأبنية المهجورة والتقاط الصور في موقع فريد من نوعه، وتجوب الأفواج السياحية الوادي كل يوم لتقدم للزوار جزئًا صغيرًا من لوحة خيالية هي "كيف سيبدو العالم من دون البشر!"