ألكسندر غراهام بيل أعظم المخترعين في القرن التاسع عشر
ألكسندر غراهام بيل
ألكسندر غراهام بيل، واحد من أعظم المخترعين في القرن التاسع عشر والذي عرف باختراعه الأهم "الهاتف", وساهم في التقدم العلمي والتكنولوجي في عصره بفضل جهوده العظيمة واختراعاته السابقة لعصرها.
ولد بيل في الثالث من مارس عام 1847 في إدنبره باسكتلندا ووالده هو السيد ألكسندر ميلفيل بيل وكان والده يعمل في تعليم الأطفال الصم التحدث عبر لغة الإشارة ليتمكنوا من التعامل مع الناس دون أن تعيقهم مشكلة السمع.
خلال طفولته قضى بيل فترات قصيرة في المؤسسات التعليمية التقليدية ومنها مدرسة إدنبره الملكية التي غادرها وهو في عمر الخامسة عشرة, ودرس بعدها في جامعة إدنبره و جامعة لندن لكنه لم يحصل على التعليم والشهادات الرسمية التي حصل عليها أقرانه في بريطانيا.
في عام 1870 انتقلت عائلة بيل إلى كندا بعد وفاة شقيقيه بمرض السل وذلك خوفاً على صحة ابنها ألكسندر, وبدأ بيل في العمل على تقنيات نقل الرسائل الشفوية, حيث أسس "مدرسة فيزيولوجيا الصوت وميكانيك التخاطب" في بوسطن بالولايات المتحدة والتي درس فيها لغة الإشارة والإيماء لطلابه, وتم تعيينه كمدرس في كلية الخطابة بجامعة بوسطن.
أثناء عمله في تدريس لغة الإشارة انصب تركيز غراهام بيل على اختراع جهاز التيليغراف المتناغم الذي ينقل عدة رسائل معاً عبر سلك واحد, مما قاده إلى فكرة أخرى وهي نقل الصوت البشري عبر مجموعة من الأسلاك, ولذلك عين السيد توماس واتسون كمساعد له ليستعين بخبرته الكبيرة في الكهرباء, واستمر عملهما لسنوات طورا خلالها صداقة وشراكة متينة أفضت في النهاية إلى إنجاز تاريخي.
في العاشر من مارس 1876 أجرى ألكسندر غراهام بيل أول مكالمة هاتفية واضحة في التاريخ, حيث اتصل بمساعده توماس واتسون وقال له: "سيد واتسون, تعال إلى هنا أريد رؤيتك", وضج العالم باختراع بيل الذي اعتبر نقلة تاريخية في التكنولوجيا, لكن المخترع إليشا غراي ادعى أنه هو من اخترع الهاتف قبل بيل مما أدخلهما في معركة قضائية انتهت بحكم المحكمة ببراءة اختراع الهاتف للسيد ألكسندر غراهام بيل عام 1877.
في عام 1883 اخترع بيل تقنية للغرافوفون وهو نسخة محدثة عن جهاز الفونوغراف الذي يشغل الأسطوانات الصوتية, كما ابتكر بعض التقنيات لتسجيل الصوت ومنها تقنية تعتمد على شريط ممغنط وكانت البداية لاختراع أشرطة التسجيل المغناطيسية فيما بعد.
في نهاية القرن التاسع عشر بدأ بيل يبتعد عن الاهتمام بتقنيات نقل الصوت وتوجه للاهتمام بتقنيات النقل عبر الهواء وأسس "جمعية النقل الهوائي" كما عمل في الفترة مابين 1906 و 1919 على اختراعات تخص القوارب والتي تقود إلى اختراع وتطوير القارب الطائر.
حصد بيل العديد من الجوائز تقديراً لأعماله الكبيرة ففي عام 1880 حصل على جائزة "فولت" من الأكاديمية الفرنسية لاختراعه الهاتف, وفي السنة التي تلتها حصل على جائزة فيلق الشرف من الحكومة الفرنسية, وفي 1902 حصل على ميدالية ألبرت من تجمع الفنون في لندن, إضافة لميدالية إديسون في مجال الهندسة عام 1912, وتسابقت العديد من الجامعات في أوروبا والعالم لمنحه شهادات الدكتوراه الفخرية.
توفي ألكسندر غراهام بيل عام 1922 عن عمر 75 عاماً في منزله بنوفا سكوتيا في كندا نتيجة مضاعفات إصابته بمرض السكري, وأغلقت جميع الهواتف في أمريكا الشمالية لمدة دقيقة حدادًا على روح المخترع العظيم الذي مكننا من سماع أصوات من نحب عن بعد آلاف الكيلومترات!