4 معالم رئيسة في رحلتك الفرنسية أهمها باريس
باريس
باريس، إذا قصدتها فستزوره حتماً، فهو واحد من أبرز المعالم الشهيرة فيها. إنّه برج إيفل، البرج الحديدي الذي يبلغ ارتفاعه 324 متراً، ويقع في أقصى الشمال الغربي لحديقة شامب دي مارس، بالقرب من نهر السين. يعدّ المعلم الأكثر زيارة في فرنسا، حيث بلغ عدد زواره 6.893 مليون زائر في عام 2007.
سمّي البرج بهذا الاسم، نسبة إلى المهندس غوستاف إيفل الذي صمّمه وأنشأه عام 1887، وانتهت أعمال بنائه عام 1889.
يتكون البرج من 18,038 قطعة حديد، ويبلغ وزنه الإجمالي 10,100 طن، ويرتكز على أربعة أعمدة مكونة مع بعضها قاعدة تبلغ مساحتها 15.625 متراً مربعاً، يستخدم البرج في عملية الإرسال الإذاعي والتلفزيوني، فضلاً عن استخدامه معملاً لعدد من التجارب، أحوال الطقس وسقوط الأجسام الحرة والرصد.
وكشف فيه عن تمثال نصفي لغوستاف إيفل، يقع عند قاعدة الساق الشمالي، عام 1929، كما ركّبت الأضواء الساطعة والكشافات العالية الطاقة، وأطلقت الألعاب النارية، احتفالاً برأس السنة الميلادية من عام 1999.
يمكنك زيارة البرج من التاسعة والنصف صباحاً حتى الحادية عشرة ليلاً، وتمدّد في أيام الصيف، وقد يستغرق الدخول إليه أكثر من ساعة.
يوجد في البرج عدد من المطاعم الشهيرة التي تمكنك من رؤية باريس بشكل أكثر فتنةً وروعة.
شارع الشانزليزيه مَعلَم يروي قصة التاريخ الفرنسي
يقع شارع الشانزليزيه في المنطقة الشمالية الغربية من العاصمة الفرنسية، ويقدر طوله بنحو كيلومترين، ويبدأ من ساحة الكونكورد التي تعدّ من أهم الساحات الفرنسية وأكبرها، وكانت تعرف بميدان لويس الخامس عشر، وينتهي بقوس النصر الذي يُعدّ إحدى أبرز العلامات السياحية المهمة، ويستقطب عدداً هائلاً من السياح.
ويحظى هذا الشارع بأهمية وشهرة عالميتين، لما يحويه من المحلات التجارية ذات الشهرة العالمية الكبيرة، والمطاعم الفاخرة والمقاهي المميّزة، ومسرح قصر الشانزليزيه الذي يُعدّ مكاناً رائعاً للموسيقى المعاصرة، فضلاً عن موقعه القريب من أبرز المعالم الفرنسية الشهيرة.
يشهد الشارع الكثير من الاحتفالات الشعبية التي تقام في المناسبات والأعياد المختلفة، كليلة رأس السنة الميلادية ويوم الباستيل والعيد القومي في فرنسا، كما يتجمع الفرنسيّون فيه في المناسبات المختلفة الطارئة، كما فعلوا عندما فاز المنتخب الفرنسيّ في بطولة كأس العالم، التي أُقيمت في فرنسا في عام 1998. كما يُقام فيه أكبر العروض العسكرية الدورية، وأقدمها في العالم.
يعود تاريخ الشارع إلى عام 1616،عندما قررت الملكة ماري دي ميديسي تحسينه وإضفاء الحيوية عليه، بتوسعته وزراعة الأشجار فيه. وبحلول أواخر القرن الثامن عشر، أصبح الشارع ملكاً لبلدية باريس، بعد إنارته وافتتاح المطاعم والفنادق فيه. ومن أشهر المباني التي أنشئت فيه حينها قصر الإيليزيه، وهو المقر الرسمي للرئيس الفرنسي. كما أجريت عليه الكثير من التعديلات، إلا أنه لا يزال يحافظ على طابعه الكلاسيكي حتى الآن.
غاليري لافييت عنوان الأناقة الباريسية
في باريس تنتفي الحيرة في انتقاء المكان الذي نقصد، فكل ما تطيب له النفس والروح من السحر والجاذبية، متوافر بين شوارعها وأحيائها. أما أناقتها فلنا هنا كلام آخر، فالأناقة هي باريس والفخامة عنوانها الأبرز.
فكيف إذا تجمّع كل هذا في مكان واحد، هو غاليري لافييت، الذي يُعدّ أحد أهم المراكز التجارية في باريس، ويحوي عشرات محلات العطور والمجوهرات والملابس والساعات والنظارات، ومن أكثر الماركات العالمية شهرة .
برغم غلائه الكبير، فإنه السيّاح يقصدونه بصورة كبيرة، وخاصة النساء، لمافيه من مواكبة لأحدث ابتكارات الموضة في العالم؛ فهو مرآة العصر الأنيق الذي يواكب كل جديد.
أُسس هذا المتجر عام 1893، وظل طوال مئة عام محافظاً على لقبه، بأنه العنوان الأبرز للتسوق في فرنسا. وتتوزع فروعه في مدن البلاد، وتباع بضاعته في سلاسل أخرى من المخازن تحمل أسماء أخرى.
يتألف المتجر من أبنية تاريخية عدّة، ما تزال تحافظ على تقاليد القصور القديمة. كما أنه يحضّر حالياً لافتتاح قسم جديد للأطفال، يمتدّ على مساحة 5 آلاف متر مربّع، وسيكون شعاره "ممنوع لمن هم فوق سن12".
يتميّز غاليري لافييت بمفاجآته المثيرة في عالم التسوق، حيث كانت آخرها سهرة العزاب التي أقيمت عشيّة عيد العشاق في فبراير الماضي، حيث افتتح المتجر أبوابه إلى ساعة متأخرة من الليل، ودعا إليه ذوي القلوب المتوحدة، لاقتناء كل ما يخصّهم من ثياب وأدوات منزلية وعطور، تساعدهم في اجتذاب النصف الآخر إليهم، وإذا نجحت المحاولة وتمّ اجتذاب العازب إلى الفخّ، فإنه يُدعى إلى زيارة قسم الزواج الذي يقدم كل ما يخطر على بال المقبلين على حياة زوجية جديدة.
تعود قصة إنشائه إلى أواخر القرن التاسع عشر، على يد اثنين هما تيوفيل بادر وألفونس كان، إذ قاما بافتتاح محل رفيع طويل، وبمساحة 70 متراً أسموه غاليري لافييت، وجاء هذا الاسم من تقاطع شارع يحمل اسم لافييت مع الجادة الرئيسة القريبة من مبنى الأوبرا، ومن محطة القطارات سان لازار.
وكان المحل يبيع الحرائر والدانتيلا وقفازات السهرة، إلى أن أضاف بعض البضائع الأخرى، ما جعل صيته يذيع في العاصمة. وتمت توسعته بمساحة 250 متراً مربعاً، موزعة على ستة طوابق، وكان نقلة كبيرة في طريقة الشراء عما كان سائداً من قبل؛ فبواباته مفتوحة دوماً وأسعاره ثابتة، وبضاعته تتبدل بسرعة كبيرة، فضلاً عن خياراته الواسعة.
يذكر أن الغاليري، نجح العام الماضي في استقطاب حشود كبيرة من النساء والفتيات، عند إعلانه عن افتتاح أكبر مملكة للثياب الداخلية في العالم. كما أن قسمه المخصص للرجال، يتميّز بتنوعه المذهل من كل الماركات العالمية المختصة بصناعة البدلات والقمصان وأربطة العنق وثياب النوم والعطور.
مدينة "غراس" مكمن العطر الفرنسي
روائح الطيب تنتشر بكثرة، هناك في تلك البقعة الفرنسية البعيدة. فما سرّها؟
هي جنّة العطور والطيب، التي تقع في مقاطعة بروفانس الساحرة والمتألقة، تدعى مدينة "غراس"، وتعرف بلقب عاصمة العطور عبر التاريخ، فهي المدينة ذات الفُرش الوردية والأزهار المختلفة من اللافندر والياسمين والبرتقال.
تتفوق هذه المدينة بإنتاج أفضل العطور، وتحتلّ المركز الأول على مدن العالم كلها في صناعتها.
تكشف هذه المدينة لزوّارها الكثير من الأسرار في صناعة العطور، ومراحل تركيبها، بدءاَ من حصاد الزهور، وحتى نقلها إلى المصانع الكبيرة المتخصصة بهذه الصناعة، وذلك ليقوموا بدايةً باستخلاص الزيوت العطرية منها، ومن ثم تحويلها إلى عطور فرنسية الإحساس.
كما يمكن في المدينة أيضاً التعرّف إلى تاريخ العطور، وذلك في متحف خاص بها الذي افتتحته المدينة، واشتُهرت به فيما بعد، حيث يضم أشهر أنواع العطور وأقدمها.
تُعدّ ثقافة العطور من أكثر الثقافات التي جعلت من هذه المدينة وجهةً يصطف الزوّار بالآلاف لاشتمامها، والغرق في متعة أحاسيسها.
تقع مدينة غراس جنوب باريس، قرب الساحل المتوسطي، ويرجع أصل تسميتها إلى الفترة الرومانية، حيث كان اسمها اللاتيني بوديوم كراسوم، الذي يعني "التلّة الكبيرة" نسبةً للتلّة الكبيرة التي تتوسط المدينة.