الكولونيل ساندرز مؤسس KFC الخلطة السرية للنجاح
الكولونيل ساندرز
الكولونيل ساندرز، عندما ترى صورته وهي تعتلي سلسلة المطاعم الشهيرة كنتاكي، ستظن أن الأمر ببساطة هو امتلاكه لهذه الوجبة الشهيرة وأسرارها فقط، ولكن لو بحثت أكثر فإنك ستجد أن الأمر ينطوي على قصة كفاح كبيرة، خاضها هذا الرجل اليتيم قبل أن يمتلك هذه الشهرة العالمية.
اسمه هارلند دافيد ساندرز، وُلد في سبتمبر عام 1890 في الولايات المتحدة الأمريكية، في أسرةٍ تعاني الفقر، حيث توفي أبوه وهو في السادسة من عمره، وتولّى مع أمه الموظفة شؤون رعاية إخوته الصغار، فكان يعتني بهم ويعدّ لهم الطعام.
وهنا كانت بذرة انطلاقته في عالم الطبخ وطهو الطعام المميز، الذي عشقه وجعله وجهة تميّزه في أسواق العالم أجمع. درس المحاماة، وعمل في مجالات عدة، قبل تولّيه سلسلة المطاعم، كالإطفاء والبيع في شركات التأمين وبيع إطارات السيارات والعمل في محطة محروقات.
وطُرد من العمل عشرات المرّات، ثم بعدها سافر وهو في سن 39 عاماً إلى ولاية كنتاكي، واشترى فيها محطة لخدمة السيارات، ومن المحطة بدأ مشوار النجاح، حيث قام بتحضير وجبات صغيرة من الدجاج المقلي والبطاطس المقلية، وقدّمها للناس في المحطة، فحازت إعجاب الزبائن.
واكتشف بعدها طريقة سريّة لقلي الدجاج بدون زيت، ونجحت تلك الفكرة كثيراً حتى ذاع صيته في كل البلدة، كما نجح في عام 1940 في ابتكار ما يعرف بالخلطة السريّة التي لم تكتشف إلى الآن، وهي خليط من 11 نوعاً من البهارات والتوابل الخاصة التي طورها بنفسه.
بدأ ساندرز بالعمل والتخطيط، فحوّل إحد الغرف في المحطة التي كان يملكها مطبخاً لبيع الدجاج المقلي والبطاطس والخضار، فاشتهر المطعم خلال بضع شهور وأصبح مكتظاً بالزبائن، فأغلق المحطة وحوّلها مطعماً تحت مسمّى كافي ساندرز، بعد عشر سنوات اكتشف طريقة سرية لقلي الدجاج ،من دون الحاجة لاستخدام زيت الطبخ، لكن لم يعجبه الوضع فكان طموحه أكبر مما هو عليه في ذلك الوقت. ففي عام 1949 منحه حاكم ولاية كنتاكي، رتبة كولونيل تكريماً له، وعرض عليه عام 1953 شراء المطعم مقابل 150 الف دولار، ولكن ساندرز رفض العرض، وأكمل مشواره، ولكن بعد فترة قصيرة اضطر إلى بيعه بنصف المبلغ الذي عرضه عليه الحاكم، بسبب إعادة تخطيط المدينة وابتعاد مطعمه عن الطرق السريعة، ما قلل عدد زبائنه.
خسر في حياته المهنية بعض الخسائر، لكنه لم يستسلم، حيث عرض خلطته على المطاعم، وخلال سنتين لم يقنع أكثر من خمسة مطاعم، رغم أنه كان يسافر إلى ولايات عدة، لبيع الخلطة.
ومع التصميم والصبر، استطاع تأسيس سلسلة مطاعم دجاج كنتاكي المؤلفة من 200 مطعم، لتصبح عام 1963، مالكة لأكثر من 600 فرع في الولايات المتحدة وكندا.
وفي أواخر التسعينات تغيّر اسم مطاعم كنتاكي من"دجاج كنتاكي المقلي" إلى KFC، وكان هدف شركة "يام براندز" من تغيير الاسم على هذا النحو، هو التركيز على تنامي الوعي الصحي لدى العملاء، وعدم رغبتهم في تناول أطعمة مقلية بالزيت العالي الكوليسترول، أو على الأقل عدم رغبتهم في رؤية الكلمة "مقلي" في اسم سلسلة الوجبات السريعة التي يتعاملون معها بانتظام.
وإلى يومنا هذا، مازالت سلسلة مطاعم كنتاكي واحدة من أكبر سلاسل مطاعم الوجبات السريعة وأنجحها وأشهرها في العالم، ويمكننا القول إنها من أكثر سلاسل الوجبات السريعة انتشاراً وتوسعاً، حيث تعمل الآن في أكثر من تسعين دولة. تُوفي ساندرز عن عمر ناهز 90 عاماً، قضاها في صراعٍ وكفاحٍ لا يعرفان الملل واليأس. وما زالت مطاعم كنتاكي تواصل انتشارها بقوة حتى وصلت إلى 11 ألف فرع في العالم، تعتليها صورة رجل صنع بكفاحه تاريخاً لا ينسى.