رجيم قاسي .. و وزنك لا يتزحزح ؟ جرب الآتي
رجيم قاسي
رجيم قاسي، أغلبية من يتابعون حميات غذائية لخفض أوزانهم، سرعان ما يواجهون بعد مرور اسابيع، عقبة اساسية، وهي عدم التمكن من خسارة المزيد من الكيلوغرامات، رغم الاقتصاد في استهلاك السعرات الحرارية، ورغم اتباع حميات قاسية. عندها، يتسرب الاحباط. ويبدأ معه فقدان الامل من امكان التمتع بقوام رشيق وصحي.
الواقع انه عند استهلال حمية التنحيف، فمن الطبيعي ان يلمس المرء نتائج سريعة، لا شكّ في انها مفرحة ومشجعة. فعند نهاية الاسبوع الاول يخسر المرء كيلوغرامين الى ثلاثة، ثم بعد بضعة أيام يضاف اليها كيلوغرام آخر. لكن بعد مرور 4 الى 6 اسابيع، يواجه كثيرون مسألة الثبات في الوزن، رغم ان الحمية التي يتبعونها هي نفسها.
إزاء هذا الواقع، آخر ما تحتاج اليه هو الاصابة بالاحباط، إذ إنه من الطبيعي ان تواجه مشكلة من هذا النوع. في المقابل، إن ما يلزمك هو فهم الاسباب والتعرف الى السبل اللازمة لتخطي هذه الحال.
في البداية، لا يمكن التحدث عن "ثبات في الوزن" الا بعد مرور أسابيع عدة على عدم خسارة أي غرام، رغم اتباع حمية تنحيف، ورغم ممارسة الرياضة بانتظام.
فالخطة التي بدت جيدة جداً في المرحلة الاولى من اتباعها، وأدت النتيجة المرجوة منها لم تعد تصلح لخسارة المزيد من الوزن. وهذا امر طبيعي إذ إن الجسم، في المرحلة الاولى من خفض عدد السعرات الحرارية، كان يعوّض النقص عبر الاستعانة بمادة الـ"غلوكوجين" وهي نوع من النشويات، يُخزَّن في الكبد والعضلات، ويتكوّن بشكل اساسي من المياه. لذلك إن فقدان الوزن بشكل سريع يعني خسارة المياه المخزنة في الجسم وليس خسارة الدهون المكدّسة، إذ ان حرق هذه الاخيرة، يحتاج إلى وقت أطول وجهد اكبر.
كذلك، مع خسارة الوزن، يخسر المرء جزءاً من النسيج العضلي، وهذا يؤدي بالتالي الى خسارة القدرة على الحرق، أي ان معدل الحرق او الايض، ينخفض. كلما تباطأت قدرة الجسم على الحرق، تباطأت معها قدرتك على التخلص من الكيلوغرامات الفائضة. وعندما يصبح عدد السعرات الحرارية التي تتناولها موازياً لعدد السعرات التي تحرقها، تواجه مشكلة "الثبات". لذلك، إن تخطي المشكلة يكون إما عبر ممارسة المزيد من الجهد الجسدي والتمارين الرياضية، وإما عبر التقليل أكثر من السعرات المستهلكة.
أما الخطة التي تلزمك لتتابع مسيرتك بنجاح فهي كالآتي:
- راجع جدول طعامك: تأكد من أنك لا ترتكب الكثير من الهفوات بين الحين والآخر. تناول المثلجات او قطع الحلوى او المخبوزات الصغيرة لسدّ الجوع، قبل تناول الوجبة الاساسية، يعدّ نوعاً من التحايل على حمية التنحيف. إن عدم التزام الحمية مئة في المئة، يؤدي في نهاية المطاف الى ثبات في الوزن.
- المشروبات: احرص على عدم ارتكاب الكثير من الزلات، عبر اللجوء الى المشروبات الغازية، حتى وإن كانت تنتمي الى فئة الـ"دايت". الماء هو المشروب الافضل على الاطلاق، وإن كنت لا تحب طعمه، فأضف اليها قطرات من عصير الحامض. كذلك، ان عصائر الفاكهة، ليست محبذة إذ غالبا ما تكون غنية بالسكر والسعرات الحرارية، من المفضل ان تتناول حبة فاكهة بدلاً من كوب عصير.
- التوتر والحركة: إن الاصابة بالتوتر والضغط العصبي يعزز افراز الكوليستيرول، ما يخزن مقداراً اكبر من الدهون في الجسم. تخلص من التوتر عبر تخصيص 30 دقيقة الى ساعة للمشي السريع او الركض يومياً. يمكن مثلاً ان تخفف من استعمال السيارة متى امكن.
- الانتظام: إن احترام اوقات تناول الوجبات، أمر أساسي. يمكن ان تحصل بعض الاستثناءات، شرط الا تتحول هي القاعدة. بمعنى آخر، احرص على تناول وجبة الغداء قبل الثانية من بعد الظهر، إذ ان هذه الوجبة تشتمل عادة على جزء من النشويات كالخبز او الارز.
- تقليل السعرات: إن اتباع حمية تنحيف قاسية، غالباً ما تأتي بنتائج عكسية، إذ إن الجسم يتعامل مع الوضع الجديد كحال طارئة، ما يعني انه يحافظ على الدهون المكدّسة. لذلك فإن الحل الامثل يكمن في تبنّي نظام غذائي صحي ومتوازن، مع تناول المتمّمات الغذائية إن دعت الحاجة.
- النوم: يحتاج الجسم للتنعّم بنوم عميق ولنحو 7 الى 8 ساعات متتالية يومياً، لذلك إن الاصابة بالارق وقلّة النوم، يدفع الجسم إلى تعويض الطاقة التي تلزمه عبر تقليل معدل الحرق، م ما يترجم بمزيد من الدهون المكدّسة.
- اتباع حميات عشوائية: تتسبّب الحميات العشوائية بجعل الجسم يشعر بأنه في حال طوارئ، فيزداد عناداً وتمسكاً بالدهون.
خطة المواجهة:
- الرياضة: إن كنت تمارس الرياضة، وتعاني هذه المشكلة، فغيّر نوع الرياضة التي تمارسها وأكثِرمنها. فإن كنت تمارس رياضة المشي لنصف ساعة، فزدها 15 دقيقة، ومارس الركض او المشي السري، أو قم بتمارين الضغط او رفع الاثقال. إذا كنت تتوجه الى النادي، وقد سئمت من تمضية المزيد من الوقت في القاعات المغلقة، فاخرج وقم بالواجبات اليومية كالتبضّع من دون ان تستخدم السيارة ومن دون الاستعانة بأي عامل لمساعدتك على حمل الاغراض. كذلك، استخدم السلالم بدلاً من المصعد الكهربائي لتصعد بضع طبقات. هناك الكثير من اللحظات اليومية التي يمكنك ان تستغلها لتعزيز الحركة.
- نوع الطعام: عند ثبات الوزن، ينصح خبراء التغذية بتغيير جدول الطعام كلياً، واعتماد جدول جديد لمدة أسبوعين. فإن كنت تتناول طعام الغداء مع الارز وعند العشاء تتناول سندويشاً صغيراً، فعليك بتناول البروتيينات كالعدس واللحوم الحمراء للغداء، واترك السلطات الخضراء للعشاء، على ان تتناول الى جانبها قطعة من الجبن الخالي من الدسم او بيضة مسلوقة او شريحة من صدر الدجاج المشوي.
- الماء: أكثر من شرب الماء؛ فأغلبية من يعانون الوزن الزائد، يعانون أيضاً احتباس كمية من الماء في اجسامهم. وهذا الامر ينتج عادة عن بطء معدل الحرق وتناول كميات عالية من الملح. لذلك، ابدأ بخفض الملح وممارسة الرياضة الى جانب شرب ليترين من المياه.
التحدي: مهما بدت المرحلة قاسية، يبقى من المهم ان تحافظ على الوزن الجديد الذي وصلت اليه، بمعنى آخر، لا تعد الى نمط الغذاء السيّئ الذي كنت تعتمده، وجعلك تكسب كل تلك الكيلوغرامات التي تحارب من اجل التخلص منها. ان جربت كل الوسائل التي نقترحها عليك من دون التوصل الى نتيجة، فاستشر اختصاصي تغذية ليطلعك على بعض الممارسات الخاصة التي يمكن ان تناسب جسمك.