لماذا أطلقت آبل iPhone SE ؟
iPhone SE
iPhone SE ، للمرة الأولى منذ عام 2013، تفاجئ شركة آبل الجميع وتعلن عن هاتف آيفون جديد بشاشة قياسها 4 بوصات أطلقت عليه الاسم iPhone SE، وهو- حسبما تقول الشركة- الهاتف الذي يجمع سرعة وجودة الأداء لهواتفها الذكية العالية المستوى، بهاتف أصغر حجماً وأرخص ثمناً.
ووصف كثُر إعلان آبل عن الهاتف iPhone SE بالمفاجئ، خصوصاً أنه يتبع الهاتفين iPhone 6 و iPhone 6S اللذين يعتمدان شاشة كبيرة نسبياً بقياس 4.7 بوصة ، وهنا يتضح جلياً أن هناك سبباً واحداً وبسيطاً لإطلاق آبل لهاتفها الجديد وهو أن المستخدمين لا يزالون يفضلون الهواتف الذكية الصغيرة، على الرغم من التوجه الكبير مؤخراً نحو فئة جديدة من المنتجات حملت الاسم "فابلت"، وهي الأجهزة الذكية التي توفر تجربة الهاتف الذكي والحاسوب اللوحي في آن واحد، وهو التوجه الذي قادته شركة "سامسونغ" الكورية الجنوبية، أقوى منافسي آبل في السوق العالمية.
ويرى محللون أن آبل ستكون قادرة، من خلال هاتفها الجديد، على استهداف ثلاث فئات في وقت واحد من المتسوقين لاقتناء هاتف ذكي وهي: الذين يبحثون عن هاتف ذكي بشاشة كبيرة، والذين يفضلون هاتفاً ذكياً صغير الحجم يمكن استخدامه بيد واحدة بسهولة، والذين يفضلون هاتفاً ذكياً يندرج في الوسط بين الفئتين السابقتين.
وتشير إحصاءات مؤسسة "ميكس بانيل" أن 18% من إجمالي مستخدمي هواتف آيفون يستخدمون الهاتف iPhone 5s ذي الشاشة 4 بوصة، ما يجعله ثاني أكبر هواتف آبل شعبية على الإطلاق، بعد الهاتف iPhone 6 إذ باعت منه آبل حوالي 30 مليون وحدة خلال العام 2015 ومن هنا يتبيّن بوضوح أن آبل ترمي إلى إعادة التجربة الناجحة للهاتف iPhone 5s، بنسخة محسّنة وأكثر تطوراً بقياس مماثل، وما يؤكد ذلك أيضاً تصريح للرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك مطلع 2016 قال فيه إن 60% من مستخدمي هواتف آيفون لم يقوموا بعد بالترقية إلى هاتف أكبر.
تقول آبل إن الهاتف الجديد هو أقوى الهواتف أداءً ضمن فئة مواصفاته، اذ يعتمد على شاشة بقياس 4 بوصات، ويعمل بمعالج آبل A9 وهو المعالج نفسه الذي يعمل به الهاتف iPhone 6s، ما يجعله أسرع بثلاث مرات من الهاتف "آيفون 5 إس"، كما يعتمد نظام التشغيل iOS 9.3 ومزود بكاميرا 12 ميغابكسل، وزود الهاتف بذاكرة عشوائية تبلغ سعتها 2 غيغابايت، ما يضمن أداء سريعاً للهاتف الذي يتوافر بخيارين للسعة التخزينية هما 16 و 64 غيغابايت.
انطلاقة ناجحة ومبشّرة للهاتف الجديد:
بعد أيام من الإعلان الرسمي عن الهاتف بلغت طلبات الحجز المسبق عليه في الصين وحدها، نحو 3.4 مليون طلب خلال أربعة أيام فقط، بحسب تقرير لمحطة CNBC الأمريكية ما يبشر ببداية جيدة لمبيعات الهاتف، وخاصة أن هذه الأرقام تأتي من الصين إحدى أهم أسواق الهواتف الذكية وأكبرها في العالم، فضلاً عن بلدان كالهند والبرازيل وروسيا.
وتشير الأرقام إلى أن اللون الذهبي هو الأكثر تفضيلاً لدى الصينيين من الهاتف الجديد، إذ تم تسجيل 1.3 مليون طلب مسبق على الهاتف بهذا اللون، و 1.2 مليون طلب على لون الذهب الوردي "Gold rose" و 450 ألف طلب على اللون الفضي.
وبمجرد إعلان آبل عن هاتفها الجديد قامت الشركة بإزالة الهاتف iPhone 5s ليبقى بديله الجديد iPhone SE الخيار الوحيد أمام المستخدمين الراغبين في هاتف بقياس 4 بوصات، وبذلك يبقى أمام المستهلكين خيار وحيد فقط للحصول على الهاتف iPhone 5s، عبر المتاجر الإلكترونية المحلية في كل دولة، ولم يعد مدعوما عبر متاجر آبل الرسمية.
إلامَ ترمز SE في الهاتف الجديد:
بعد إعلان آبل عن الهاتف iPhone SE، أثارت تسميته فضول الكثيرين، وخلّفت الكثير من الجدل في الأوساط التقنية، إلى أن تمكّن أحد الصحفيين الذين حضروا مؤتمر الإعلان عن الهاتف من الحصول على إجابة عن ذلك التساؤل، من خلال نائب رئيس قسم التسويق في آبل “فيل سكيلر”.
قال سكيلر إن SE هي اختصار لــ Special Edition، والواضح من هذه التسمية أن الهاتف iPhone SE لن يتبعه إصدار آخر بمواصفات مماثلة، وإنما يمثل الهاتف بحد ذاته نسخة محسّنة ومطوّرة من آيفون 5 إس الذي نال إعجاب المستخدمين، بسعر يناسب شريحة كبيرة منهم.
كم يكلف تصنيع الهاتف iPhone SE ؟
كعادتها عقب إصدار أي هاتف جديد من شركة آبل، تقوم شركة IHS للأبحاث بدراسة وتحليل المكونات الرئيسية والمواد الداخلة في تصنيعه، لتقدم بالنتيجة كم تتكلف آبل على تقديم ذلك المنتج، و الهاتف iPhone SE لم يكن استثناءً من تلك الدراسة.
أكدت أبحاث الشركة أن نسخة 16 غيغابايت من الهاتف SE تكلف آبل مابين 156.20 إلى 160 دولاراً كسعر للمواد الداخلة في تصنيعه دون حساب تكلفة التصنيع، حيث استطاعت خفض المبلغ باستخدام مواد مصمّمة للهاتفين آيفون 5S وآيفون 6S، مع العلم أن الهاتف يباع بسعر 399 دولاراً، وتزداد هذه التكلفة في نسخة التخزين 64 غيغابايت بنحو 89 دولاراً، بسبب الترقية لحجم الذاكرة وتباع هذه النسخة بمبلغ 499 دولاراً.
وتأتي شاشة الهاتف SE بزجاج من نوع "Gorilla Glass" المقاوم للخدش والكسر كإحدى أكثر المكونات تكلفة، حيث تبلغ 20 دولاراً وهي ذاتها التي تستخدمها أبل في آيفون 5S ، ولكنها كانت تكلف ضعف هذا المبلغ لدى الإعلان عن الهاتف في عام 2013 ، الذي قدرت تكاليف مكوناته بنحو 199 دولاراً، في حين أن الهاتف آيفون 6S يكلف نحو 236 دولاراً.
ولاتدخل في هذه الارقام سوى أسعار المواد الداخلة في تصنيع الهواتف، حيث يجب الأخذ في الحسبان، أن أبل تتكلف فضلاً عن تصنيع الهاتف نفقات أخرى، مثل التصميم والبحث والتطوير، والإعلانات، والبرمجيات، والتوزيع.