محمد بن راشد الأكثر متابعة على فيسبوك خليجياً
قصي المبارك – دبي:
أوضحت دراسة جديدة أعدّتها شركة "بيرسون مارستيلر" الرائدة عالميا في التواصل والعلاقات العامة، أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، جاء في مرتبة الشخصية القيادية الأكثر متابعة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، في دول مجلس التعاون الخليجي مع قرابة 3.5 مليون متابع.
ويعدّ الشيخ محمد بن راشد، الشخصية القيادية الرائدة في وسائل الإعلام الاجتماعي في العالم العربي، مع نحو 12 مليون متابع، عبر عدد من منصّات التواصل، مثل "تويتر" و"إنستغرام" و"لينكد إن" و"غوغل بلس".
وتشير الدراسة إلى أن الشيخ محمد بن راشد، جاء في المرتبة الثالثة في قائمة أكثر القادة متابعة على موقع "فيس بوك"، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، علماً أنه انضمّ إلى هذا الموقع في عام 2009.
ويقول سونيل جون، المؤسّس والرئيس التنفيذي لشركة "أصداء – بيرسون مارستيلير" إن دولة الإمارات تقدم تجربة فريدة ونموذجا يحتذى، عبر توفيرها لبيئة أعمال منفتحة، وطابعها العالمي الجاذب لمختلف الثقافات، والتوظيف الكبير للأجهزة الذكية في مختلف مناحي الحياة. مشيرا الى أن من أهم عوامل نجاح هذه التجربة، هو تركيز الحكومة الإماراتية على تطوير خدماتها الذكية، وفقاً لتوجّهات قيادة حكيمة تحرص على التواصل الدائم مع الجمهور، عبر وسائل الاعلام الاجتماعي، وخاصة الحضور الفعّال والشفاف والغني بالمعلومات للشيخ محمد بن راشد.
وتكشف الدراسة ذاتها، أن نحو 90% من حكومات العالم، لديها حضور رسمي على "فيس بوك"، مشيرة إلى أن 87 رئيس دولة، و82 رئيس حكومة، و51 وزير خارجية، لديهم صفحات شخصية على منصة التواصل الاجتماعي، فيما بلغ إجمالي ما جمعه قادة العالم، مجتمعين من المتابعين نحو 232 مليونا، لغاية شهر فبراير 2016.
ويشار إلى أن دراسة "قادة العالم على فيس بوك" هي أحدث الدراسات التي أصدرتها شركة "بيرسون مارستيلر" التي تبحث في كيفية توظيف قادة العالم والحكومات والمنظمات الدولية لوسائل الإعلام الاجتماعي، في التواصل مع الشعوب.
محمد بن راشد يتجاوز الأنماط التقليدية للتواصل بتوظيف تقنيات الإعلام الجديد:
لدى لقائه مجموعة من طلبة كلية محمد بن راشد للإعلام وطالباتها، أشار الشيخ محمد بن راشد إلى التطور السريع في عالم الإعلام، لاسيما مع انتشار منصّات التواصل الاجتماعي، التي غيّرت الكثير من المعايير التقليدية، واستبدلت بها أخرى تقوم في الأساس على مدى السرعة في نقل الأخبار والمعلومات، خصوصاً مع ارتفاع سقف الشفافية، نتيجة مباشرة لتلك الظاهرة، مطالباً الشباب بمواكبة التطور الكبير في عالم الإعلام، والإلمام بشتّى المستجدات، ومواكبة التطوّر التكنولوجي الهائل، في مجال الاتصال والإعلام، ليكونوا قادرين على المنافسة، مؤكداً ضرورة الاستفادة من التقنيات الذكية، التي تتيح الوصول إلى الجمهور عبر الأجهزة المحمولة، بما تسهم به تلك التكنولوجيا من توسيع دائرة الجماهير المستهدفة، لوضع بصمتهم واضحة على صفحة الإعلام العربي.
في أواخر أكتوبر سنة 1999، افتتح الشيخ محمد مدينة دبي للإنترنت، كأول منطقة حرة للتجارة الإلكترونية في العالم، بهدف تعزيز المكانة التي تليق بدبي، على اعتبار أن الإنترنت والتجارة الإلكترونية ستكونان العامل المحرك لعالم الغد الذي تقوده الأفكار المبتكرة.
أما في يناير 2001، فقد افتتح مدينة دبي للإعلام، بهدف تعزيز مكانة دبي وتحويلها إلى وجهة إعلامية رائدة، ادراكاً أن تكنولوجيا المعلومات والاتصال قد غيّرت قواعد صناعة الإعلام إلى الأبد، تماماً كما غيّرت قواعد الاقتصاد والتجارة، وللإعلام اليوم بنية تحتية عالمية قوامها شبكة مترابطة ومتداخلة من الأقمار الصناعية، وأجهزة الكمبيوتر والإنترنت والإنتاج التلفزيوني والإذاعي والصحفي والسينمائي.
ولم يكتفِ محمد بن راشد، بإيجاد أسس التحول القادم في عالم الاتصالات والإعلام، بل عمل أيضاً على صياغة ذلك التحول والانخراط فيه؛ فخلال فترة وجيزة أصبح من أكثر زعماء العالم استخداماً لتقنيات الإعلام الجديد، إذ سخّرها في التواصل مع أبناء شعبه وأمته ومع جمهور الإعلام والإنترنت عبر العالم، من خلال موقعه الإلكتروني الذي اعتمد عليه للتواصل مع الإعلاميين ومع الجمهور، فأجرى جملة من الحوارات الإلكترونية المباشرة مع الإعلاميين ومع الجمهور من مواطنين ومقيمين.
وإذا كان أغلب الزعماء يستخدمون حساباتهم على شبكات التواصل واجهة إعلامية، فإن الشيخ محمد يتعامل مع شبكات التواصل كقنوات تواصل واتصال مع أبناء شعبه وأمته، فتحول حسابه إلى منصة لإطلاق المبادرات، ولإطلاع أبناء شعبه على أهم الأخبار والقرارات، ولتلقي الأفكار والمقترحات في مختلف القضايا، كما يستخدم شبكات التواصل منصةً لتحفيز الناس وحثهم على التفاعل والفعل الإيجابي.
فعلى سبيل المثال، خلال القمة العالمية للحكومات 2016، غرّد الشيخ محمد على صفحته الشخصية في موقع "تويتر" قائلاً: "سنجري باذن الله حواراً عبر وسم #القمة_العالمية_للحكومات لاستعراض رؤيتنا عن الجيل القادم من الحكومات، وسنعلن عن تغييرات هيكلية رئيسية في الحكومة الاتحادية، استعداداً لمرحلة قادمة من التنمية في دولة الإمارات".
ولاقت الجلسة الحوارية الإلكترونية آنذاك تفاعلاً منقطع النظير، إذ غرّد: " الإخوة والأخوات أحب أن أشكركم جميعا على المشاركة الفاعلة عبر إرسال آلاف الأسئلة، عبر الوسم #القمة_العالمية_للحكومات، الكثير من الأسئلة ركّز على رؤيتنا لحكومة المستقبل، سأجيب عنها بشكل جماعي وأتمنّى أن نغطي التساؤلات التي تلقيناها".
وكان موقع "تويتر"، كذلك، المنصة الرسمية التي أعلن الشيخ محمد ، من خلالها، التشكيل الوزاري الجديد لدولة الإمارات، فغرّد آنذاك قائلاً: "الإخوة والأخوات، بعد التشاور مع أخي محمد بن زايد، واعتماد رئيس الدولة، حفظه الله، نعلن بحمد الله عن التشكيل الوزاري الجديد".
وعبر صفحته الرسمية على "إنستغرام"، يُطلع جمهور متابعيه على آخر القرارات والمستجدات، فضلاً عن مشاركته للقطات ومشاهد من أنشطته اليومية، ويحظى بمتابعة أكثر من 1.4 مليون عليها، ونحو 5.8 مليون متابع على "تويتر" من جميع أنحاء العالم.