أفضل 5 سيارات رياضية في 2016: تحوم حول 2.2 مليون يورو
لندن - عادل مراد:
المعارض العالمية الثلاثة الاخيرة، في فرانكفورت ودبي العام الماضي، وفي ديترويت هذا العام، اوضحت حقيقة تعرفها جيداً شركات السيارات، وهي ان الطلب على السيارات الرياضية الفاخرة، هو المحرك الرئيس للإثارة في المعارض، ودافع للابتكار في استويوهات التصميم، ومورد أساسي لأرباح الشركات، وجاذب لا يقاوم للإقبال على حضور المعارض.
وظهرت في المعارض الاخيرة الكثير من السيارات الرياضية المرموقة، التي لفتت انظار الحضور، وجميعها من النوع النادر. واستعرضت من خلالها الشركات أحدث تقنيات الدفع التوربيني او الهايبرد، فضلاً عن وسائل الترفيه والامان والتسلية. وهي جميعاً سيارات تتمتع بقدرات سوبر، وتوفر ندرة وقيمة جيدة وإثارة في القيادة للمشتري، وبعضها يتعيّن انتظارها فترات تصل الى ستة اشهر قبل تسليمها.
ويبدو القطاع الرياضي، في الوقت الحاضر، الأكثر مناعة ضد تراجع القيمة، ويقبل عليه الشباب والكبار على السواء. وهو يتيح للشركات فرصة لاستعراض مهارات مصمّميها، واستخدام مواد جديدة لخفض الوزن، ورفع قدرة الانطلاق. والسيارات الخمس المعروضة هنا، متاحة للحجز في اسواق 2016، وتمثل افضل توجهات الصناعة هذا العام:
- بوغاتي شيرون:
اذا كنت تأمل بالحصول على سيارة شيرون في عام 2017 ، فعليك بالادخار من الآن، لأنها سوف تكلفك 2.2 مليون يورو في الحد الادني للمواصفات. ولكنك في النهاية سوف تمتلك سيارة هايبر تتفوق بها على من يملك سيارات من نوع "فيراري" و"ماكلارين بي 1" وبورشه 918.
فبعد قصة نجاح طويلة مع السيارة فيرون الاسطورية، تنتقل شركة بوغاتي الى الفصل الثاني في قصة سياراتها السوبر. وقدمت الشركة في معرض فرانكفورت الاخير نموذجاً تجريبياً للجيل الثاني من سياراتها، اطلقت عليه اسم "غران توريزمو كونسبت"، سوف يكون مقدمة لتطوير الجيل الثاني من فيرون، الذي اختارت له الشركة اسم "شيرون". وقد اعتمدت الشركة اسم "شيرون"، وقررت ان تكشف عنها خلال هذا العام، في معرض جنيف في الشهر المقبل، على ان تكون جاهزة في الاسواق خلال عام 2017. وهي تشبه سيارات السباق المتخصصة، ولها الكثير من المواصفات الفريدة التي تؤهلها لاحتلال قمة الصناعة في القوة والسرعة، مثلما فعلت فيرون من قبل. وتشمل هذه المواصفات محركاً تصل قدرته الى 1627 حصاناً، مع عزم دوران يبلغ 1500 نيوتن متر. ويتكون المحرك من 16 اسطوانة على شكل W، سعته ثمانية لترات، فضلاً عن نظام هايبرد مساعد. ويعني هذا انطلاقاً من الثبات الى سرعة مئة كيلومتر في الساعة، في غضون ثانيتين فقط، وسرعة قصوى تصل الى 270 ميلاً في الساعة.
اما سرّ اختيار اسم "شيرون"، فهو يعود الى احد اشهر متسابقي الشركة في عشرينات القرن الماضي، وهو لويس شيرون. وسوف تمضي الشركة في خطط انتاجها، على الرغم من قرار مجموعة فولكس فاغن التي تنتمي اليها، وقف كل اوجه الانفاق غير الضرورية، لحين الانتهاء من ازمة البثّ الملوث من سيارات الديزل التي سوف تدفع عنها تعويضات وغرامات هائلة.
- إستون مارتن "دي بي إكس":
عرضت شركة استون مارتن هذا الطراز التجريبي، في معرض جنيف الأخير، كأحد نماذج التصميم التي سوف تتبعها في المستقبل. ووضعت الشركة في التصميم بعض الافكار غير المألوفة، مثل جسم "كروس أوفر" والدفع الرباعي، فضلاً عن نظام حركة كهربائي بالكامل. وتلقت الشركة ردود فعل ايجابية على النموذج، فقررت انتاجه عملياً، لكي يكون متاحاً في الاسواق قبل عام 2020.
ويشرح كبير مصممي الشركة ماريك رايخمان، الفكرة من وراء انتاجها، بأنها تنتمي الى قطاع "جي تي"، وأنها سوف تكون عائلية في شكلها النهائي، حيث ستأتي بخمسة ابواب. وهو يعتقد ان الدفع الكهربائي في هذا النوع من السيارات، مسألة سوف تكون حتمية في المستقبل، حيث اشتراطات منع البثّ الكربوني سوف تزداد تشدداً، مع مرور الزمن، وسوف تكون السيارات الكهربائية من المطالب الاساسية لبعض الزبائن في المدن الكبرى. ولكنه لم يستبعد ان تنتج الشركة انواعاً من هذه السيارة، بمحركات تقليدية تكون متاحة للبيع في انحاء العالم المختلفة التي لا تحتاج الى سيارات كهربائية، مثل منطقة الشرق الاوسط.
وترى الشركة ضرورة في انتاج هذه السيارة، من اجل الالتزام بشروط الاتحاد الاوروبي بنظافة التشغيل، وخفض معدلات البثّ الكربوني الذي تنتجه سياراتها الرياضية ذات المحركات الكبيرة. كذلك ترى الشركة أن التوجه الى قطاعات جديدة غير السيارات الرياضية، يضمن لها البقاء في الاسواق، خصوصاً أنها شركة صغيرة مستقلة لا تنتج اكثر من سبعة آلاف سيارة سنوياً.
ويتطلع رئيس الشركة إندي بالمر، الى طرح ثلاثة موديلات جديدة، من الآن وحتى عام 2020، وأن يجدد كل الطُّرُز المتاحة حالياً. وسوف يكتسب كل طراز شخصية منفصلة وقوية، مثلما ظهر في نماذج عرضتها الشركة مؤخراً، مثل فولكان و"دي بي 10". وألمح بالمر الى ان طراز "دي بي إكس" اثار من الاعجاب والطلب، ما فاق توقعات الشركة.
- ماكلارين "بي 1":
انتهت شركة ماكلارين مؤخرا من انتاج مجموعة السيارات السوبر "بي 1" التي وصل عددها الى 375 سيارة فقط. وتعد هذه الفئة من اشهر واغلى سيارات ماكلارين واطلقتها الشركة في احتفالها بمرور نصف قرن على دخولها مجال سباق السيارات. المجموعة الخاصة من "بي 1" تتوجه منها 37 سيارة فقط الى منطقة الشرق الاوسط بسعر مليون دولار للسيارة الواحدة. وهي من السيارات السوبر القليلة التي تعمل بنظام هايبرد، حيث قال مدير التسويق الاقليمي توم برايور لـ"الرجل" ان السيارة تعتمد على نظام هايبرد يتكون من محرك سعته 3.8 لتر بثماني اسطوانات مع شاحن مزدوج ونظام دفع كهربائي. ويوفر النظامان معاً قدرة اجمالية تصل الى 916 حصاناً، وعزم دوران يصل الى 900 نيوتن متر. وهي مزودة بكثير من تقنيات "فورميولا-1"، ولا تبث اكثر من 200 غرام من عادم الكربون لكل كيلومتر تقطعه. وتستعير السيارة الكثير من تقنيات سباق السيارات التي تشارك فيه الشركة بفريق يتبعها ويحمل اسمها. وتقول مصادر مقربة منها ان جميع سيارات هذه الفئة بيعت بالكامل.
وتبني شركة ماكلارين هذه السيارة من خلائط الكربون بقطعة واحدة مسبوكة، تطلق عليها اسم "مونو كيج"، وهي تعتمد على محرك يقع في وسط السيارة، وجناح خلفي يعزز الانسيابية والثبات على سرعات عالية. وكانت الشركة قد نفذت مشروعاً مماثلاً، منذ عشرين عاماً ببناء السيارة "إف 1"، وكانت اسرع سيارة في العالم في وقتها. وهي هنا تعيد المحاولة من اجل اعادة صياغة فكرة افضل وأسرع سيارة في العالم. ويقول المدير الاقليمي للشركة مارك هاريسون ان الهدف هو تحقيق السرعة القصوى المطلقة والتسارع الأخّاذ على المضمار. ويرى ان هذا هو الاختبار الحقيقي لقدرات السيارة السوبر. وتعتمد السيارة على خبرة خمسة عقود في مجال سباق السيارات.
- فيراري 488 سبايدر:
تعدّ السيارة 488 سبادير اقوى سيارة مكشوفة تنتجها شركة فيراري حتى الان. وهي الفئة الثانية في عائلة 488، وتأتي بعد الكشف عن النموذج الكوبيه. وتعتمد هذه الفئة على محرك بثماني اسطونات يوفر لها قدرة 670 حصاناً. وتستخدم السيارة سقفاً معدنياً من قطعتين يقل في وزنه عن السقف القماشي المستخدم في سيارات فيراري المكشوفة سابقاً. ويمكن التحكم في السقف المعدني فتحاً وإغلاقاً كهربائياً في غضون 14 ثانية فقط اثناء توقف السيارة.
وتعتمد السيارة على محرك مكون من ثماني اسطوانات سعته 3.9 لتر بشاحن توربيني مزدوج، يرتبط بناقل حركة مستعار من سيارات "فورميولا-1" بسبع سرعات. وتنطلق السيارة الى سرعة مئة كيلومتر في الساعة، في غضون ثلاث ثوان، ثم الى سرعة 200 كيلومتر في الساعة في 8.7 ثانية. وهي تقطع بغالون الوقود مسافة 24.7 ميل وتبثّ من عوادم الكربون نسبة 260 غراماً لكل كيلومتر. وهي الى جانب انها اقوى سيارة مكشوفة من فيراري، فهي ايضاً الاكثر انسيابية. وتتمتع السيارة بصوت مميز لمحركها اثناء الانطلاق. وهي تتميّز ايضا بمكابح من نوع بريمبو تخفض مسافة توقف السيارة بنسبة تسعة في المئة. وتستعير السيارة مكابحها من طراز "فيراري" السوبر.
وكانت الشركة قد كشفت عن فئة 488 المكشوفة في معرض فرانكفورت الاخير، ثم في معرض دبي.
وفي دبي قال المدير الاقليمي لشركة "فيراري" جوليو زونر لـ"الرجل" ان مبيعات فيراري في المنطقة، تمثل نحو ثمانية في المة من اجمالي مبيعات فيراري. ولاحظ زونر ان المشترين في المنطقة يفضلون اضافة المزيد من الاكسسوارات التي توفرها الشركة لسياراتهم، بحيث تكون كل سيارة فريدة من نوعها. وقال زونر انه لا يتوقع اي تغييرات في الشركة، ولا في علامة فيراري، بعد طرح نسبة 10 في المئة من اسهم الشركة للتداول في بورصة نيويورك.
- لامبورغيني أوراكان سبادير:
وهي من اكثر السيارات التي عرضت في اخر ثلاثة معارض دولية جمالاً وانسيابية. بصل ثمنها الى 320 الف دولار، وتقول الشركة ان السيارة المكشوفة الجديدة تتبع منطق الشركة في ان التصميم يجب ان يتبع الهدف، ولذلك فالسيارة مثيرة في القيادة، كما هي مثيرة في النظر اليها. وهي تنطلق من الثبات الى سرعة مئة كيلومتر في الساعة، في غضون 3.4 ثانية، بفضل محرك سعته 5.2 لتر مكون من عشر اسطوانات يوفر للسيارة قدرة 600 حصان، ويدفعها الى سرعة قصوى تبلغ 200 ميل في الساعة. ويدفع المحرك العجلات الاربع. وهي تستخدم سقفاً مرناً يمكن رفعه او اغلاقه في غضون 17 ثانية وعلى سرعات تصل الى 50 كيلومتراً في الساعة.
وتحمل اوراكان تقنيات متعددة، منها وقف تشغيل نصف اسطوانات المحرك عند عدم الحاجة اليها، ووقف تشغيل المحرك تماماً عند توقف السيارة. وتقول الشركة ان السيارة المكشوفة تحتفظ بديناميكة القيادة وانخفاض نقطة الجاذبية، ويتم تخزين السقف فيها في اقل مساحة ممكنة. ويختار مشترو أوراكان من بين 11 لوناً خارجياً وثلاثة خيارات للسقف، فضلاً عن 17 لوناً داخلياً.
وهي تختلف في بعض خطوط التصميم الخارجي عن الطراز الكوبيه، وفي الداخل يمكن رفع ستار خلفي كهربائياً، لخفض تيارات الرياح اثناء القيادة. وتؤكد الشركة ان الفئة المكشوفة توفر قيادة هادئة، مثل النوع الكوبيه.
وقال رئيس الشركة ستيفن فنكلمان، ان لامبورغيني سلمت بالفعل ثلاثة الاف سيارة اوركان كوبيه، نصفها تقريباً لزبائن جدد.
وسجلت الشركة رقماً قياسياً في المبيعات خلال عام 2015 الماضي، وتأمل بأن تتفوق عليه في عام 2016.
وتطلق شركة لامبورغيني اسماء ثيران مصارعة اسبانية شهيرة على سياراتها، ويعود اسم اوراكان الى اسم ثور اسطوري قاتل بشجاعة على حلبات المصارعة الاسبانية في القرن التاسع عشر. وينطق اسم السيارة "اوراكان" بالإسبانية، وليس كما يكتب بالإنجليزية "هوراكان".