سلفستر ستالون لـ "الرجل" لكل نصيبه من الإخفاقات
هوليوود: محمد رُضــا
"والدي كان رجلاً قوياً".يقول سلفستر ستالون في أكثر من تصريح ولا يضيف كثيراً على ذلك. ربما آن الأوان لكي نعرف لماذا؟ هل كان قوي الجسد أو قوي الشخصية؟ هل يقصد ستالون القول إنه والده كان عنيفا؟ في الحقيقة إذا ما ورث ستالون عن والده فرانك ستالون شيئاً فهي القوّة وبل قوّة مضاعفة: العزيمة والبدن.
عبر الأولى حطم الحواجز التي أحاطت به وأنجز ما وعد به نفسه. وعبر الثانية وضع الشخصية التي عليها أن تخوض الصراع في حلبات الملاكمة أو في غابات فييتنام. أمام عدو فردي أو أعداد من أشرار الحياة. قوّتان لا يستهان بهما ولم يكن لأحدهما أن تنجح بدون الأخرى.
سيلفستر المولود في نيويورك من أب إيطالي وأم نصف فرنسية- نصف ألمانية في السادس من تموز/ يوليو سنة 1946,، كان دائماً ما يرغب في أن يكون ممثلاً. ذلك اضطره لقبول أدوار صغيرة أولها في فيلم «بورنو خفيف» في فيلم بعنوان «الحفلة عند كيتي والفحل» The Party at Kitty and Stud's سنة 1970 وثانيها في فيلم عاطفي يظهر فيه بلا إسم على الشاشة هو «عشاق وغرباء آخرون». ما أن حل العام 1971 حتى وجد نفسه في دور صغير آخر في فيلم وودي ألن العتيق «موز» وفي العام ذاته لمح جين فوندا ودونالد سذرلاند يؤديان بطولة الفيلم التشويقي- السياسي «كلوت» لكن دوره كان أصغر من أن يقترب منهما.
إنقطع عن الظهور لثلاث سنوات ثم عاد سنة 1975 بخمسة أفلام لاعباً أدواراً بعضها ناطق لكنه ثانوي وأفضلها «وداعاً، يا حبي» بطولة روبرت ميتشوم حيث لعب دور عضو عصابة يتلقى رصاصة قاضية عندما تقبض عليه إمرأة شديده وهو على أهبة معاشرة إبنتها. مثل كذلك في فيلم جيد آخر عنوانه «ماندينغو» لكن مشاهده تم اقتطاعها من الفيلم قبل عرض النسخة النهائية.
من لا شيء
سنة 1976 هي سنة التحول الكبرى والانتقال من لا شيء إلى كل شيء. أراد أن يحسّـن وضعه. قابل منتجين كثراً، كلهم اعتذروا ونصحوه بالصبر. لكن واحداً منهم قال له هو يغادر مكتبه: "اكتب شيئاً واعرضه عليّ… ربما".
عاد ستالون إلى شقته بهذا الوعد، وكتب «روكي»، وبه فتح أبواب هوليوود التي ما زالت مشرعة أمامه إلى اليوم: 84 فيلماً بما فيها فيلمه الأخير «كريد» المنتمي إلى عائلة روكي، الذي افتتح في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر هذا العام، بإعجاب نقدي ليس للفيلم فقط، بل كذلك لستالون الذي يرشّحه البعض لأوسكار أفضل ممثل مساند.
بعد ذلك فتحت له هوليوود ذراعيها، لكن أفلامه الأولى بعد «روكي» لم تكن ناجحة «فيست» و«زقاق الفردوس» و«صقور الليل»، ما جعله يقبل سريعاً عرض تمثيل شخصية روكي مرّة ثانية سنة 1979، وهذه المرّة تحت إدارته مخرجاً. ومباشرة بعد الجزء الثالث انطلق ليمثل فيلم البداية لسلسلة جديدة هي سلسلة «رامبو»، والفيلم كان «دم أول» الذي أنجز أيضاً نجاحاً كبيراً.
لسنوات بعد ذلك، وجد ستالون نفسه مطالباً بالعودة إلى روكي تارة ورامبو تارة، لأن الأفلام الأخرى خارج هاتين السلسلتين لم تحقق غالباً ما يصبو الممثل إليه، ومنها «على القمّة» و«مسجون» و«أوسكار» في الثمانينات ومطلع التسعينات.
على ذلك، لم يتقهقر ستالون أو يستسلم؛ استمد من أبيه قوّة العزيمة وحافظ على مظهره الذي يمزج القوة البدنية بالدور المناسب لها. هذا عنى أن يعود إلى شخصيتي روكي ورومبو، قبل أن يضيف لها شخصيته في مسلسل ثالث هو «المستهلَـكون» The Expendables
في جناح في أحد فنادق لوس أنجيلوس جلس مرتاحاً. كنت قابلته مرّة واحدة من قبل في منزل المنتج اللبناني الأصل إيلي سماحة. وصلنا، كل بسيارته حسب موعد متقارب، لكن إيلي لم يكن في المنزل. لم يكن أمامنا آنذاك سوى إجراء الحديث. هو يذكر ذلك ويبتسم ويقول:
"أذكرك جيداً الآن. أنت "غود غاي".
• شكراً… هل تذكر أنني كنت مكلفاً بالاتصال بك في كل الأحوال، لدعوتك إلى مهرجان القاهرة، كنت مكلفاً بذلك ووافقت، لكن شروطك كانت صعبة التنفيذ. كنت تستحق طائرة خاصة تقلك إلى القاهرة، لكن المهرجان لم يكن قادراً على ذلك.
يضحك: تذكرت الآن، كنت أيضاً مشغولاً بالتصوير. أعتقد أنني كنت انتهيت من «غت كارتر» وبدأت فيلماً آخر
• هل لديك وقت للراحة هذه الأيام؟
- لا أدري ما أفعل إذا كان عندي هذا الوقت. أعمل طوال الوقت حتى عندما أعود إلى زوجتي والعائلة. هناك دائماً شيء أقوم به.
• هل تهتم بأن تهرب من العمل بممارسة أشياء منزلية كالطبخ مثلاً؟
- (يضحك)… أحياناً أمدّ يداً لمساعدة زوجتي، لكني لست ماهراً في ذلك. هناك أشياء أمارسها تحوّلت إلى هواية دائمة، مثل رفع الأثقال وممارسة الرياضة البدنية صباح كل يوم. لنصف ساعة أنا مغلق أمام أي طارئ.
• لا تزال محافظاً على لياقتك البدنية؛ هل هو دفاع عن النفس ضد أعراض السن؟
- تستطيع أن تقول ذلك. بقدر ما تهتم بصحّـتك، تحمي نفسك من أعراض السن. لكن عليك أن تبدأ باكراًً، والأمر لا يتوقف عند التمارين وحدها. ما تأكله يحسب لك أو عليك.
• قرأت لك أن والدك كان قوياً؛ هل كان قوي البدن؟
- نعم. كان قوياً ومعافى. رجل يمكن الاعتماد عليه في هذا الشأن. هل قرأت قصّــته مع الحصان؟ ذات مرّة هاجمه حصان فلكمه وألقاه أرضاً.
• هل تأثرت بقوّته ومن هنا خرجت بشخصيتي «روكي» و«رامبو»؟
- تأثري به لم يكن مباشراً على هذا النحو الذي تذكره. كنت دائماً أحب الحفاظ على صحتي وأحب الرياضة، وأعتقد أن هذا الاهتمام هو نتيجة إعجابي بشخصية أبي. في الأفلام لم أبدأ بأدوار قوّة. كان عليّ أن أبدأ من مكان ما ولو بأدوار صغيرة جداً. لكن طموحي كان أن أنتقل من هذه الأدوار إلى أدوار كبيرة.
روكي كمرآة
• أعتقد أنك لم تجد من يمنحك الفرصة فقررت أن تمنحها لنفسك…
- صحيح.
• يُـقال أنك كتبت سيناريو «روكي» في ثلاثة أيام وعرضت منذ البداية أن تلعب دور البطولة وأن تخرج الفيلم؟
- لا. لم أكتب السيناريو في ثلاثة أيام. كنت لففت على كل منتج وافق على استقبالي وتحدثت إلى كل واحد طالباً إعطائي فرصة لإثبت جدارتي. لكني سمعت كلاماً طيباً من الجميع. ذات مرّة قابلت أحدهم وكان جوابه مشابها لجواب الآخرين: "تبدو شخصاً موهوباً لكن عليك أن تثابر أكثر". لكن هذا المنتج أضاف وأنا أخرج من الغرفة: "إذا كان عندك فكرة فيلم فاعرضها عليّ وسأرى…". بهذا الوعد عدت إلى بيتي وكتبت. لم أكتب سيناريو كاملاً، بل خطوط عامّـة لشخص يكافح لأجل تحقيق ذاته في حلبة الملاكمة. هكذا وُلد المشروع.
• كان الفيلم صدى لكفاحك أنت ؟
- طبعاً. «روكي» الأول كان مرآة لما مررتُ به ممثلاً. كتبت شخصية ملاكم يشترك في المباريات الصغيرة، ويتمنّـى لو يحقق النقلة إلى البطولة الكبرى. ما كنت أمر به نفسه.
• هل صحيح أنك كنت تريد إخراج الفيلم بنفسك؟
- عرضت ذلك، لكن الأمور لم تسر على هذا النحو. بعد أن كنت أبحث لكي أجد عملاًً ممثلاً، أخذت أدور بحثاً عمن يشتري الفكرة بعد أن رفضها المنتج الذي شجعني على الكتابة. بعد أسابيع قابلت روب شارتوف وإروين وينكلر وعرضت عليهما السيناريو ووافقا عليه.
• قرأت أنك رفضت أن يشترياه منك إلا إذا قمت أنت بالبطولة. صحيح؟
- نعم. الفكرة كانت شراء السيناريو وحقوقه والبحث عن ممثل آخر يقوم بالدور. لكني أخبرتهما بأني إنما كتبت هذا السيناريو لكي أقوم ببطولته. في النهاية اتفقنا على أن أعيد كتابة السيناريو مجاناً وأن أمثل بلا أجر تقريباً. لكن المبلغ الذي تم دفعه مقابل شراء حقوق هذا الفيلم كان كبيراً بالنسبة لي.
• ألم تكن تخشى أن تبيع الحقوق وتجد نفسك خارج الفيلم أو في دور صغير؟
- لا لأن الشرط كان إما البطولة أو لا بيع للحقوق. ما حدث أنهما ذهبا إلى إحدى شركات الإنتاج "يونايتد آرتستس" التي أعجبها السيناريو، لكنها اقترحت بيرت رينولد أو روبرت ردفورد للدور، ثم وافقت عليّ على مضض.
• كما لو أنه لم يكن كافياً أن يكون لديك سلسلة أفلام ناجحة واحدة، انطلقت سنة 1985 بسلسلة أخرى هي «رامبو». وهو العام ذاته الذي مثلت فيه الجزء الرابع من «روكي». كيف تم ذلك؟
- تم بصعوبة أقل. كان «روكي» مكنّني من أن أصبح ما أردت أن أكون. ممثلاً معروفاً. ولم يكن هناك من مانع لأن أقوم ببطولة فيلم قد يكون بداية لسلسلة أخرى. لكن عليّ أن أكون صريحاً معك. لم نخطط ليكون «دم أول» الجزء الأول في سلسلة. فقد من بعد أن حقق نجاحاً كبيراً فكرنا في ذلك واستعرنا اسم الشخصية رامبو في العنوان.
كوميديا
• أحببت «دم أول» كثيراً. وما زلت معجباً بمشهد هروبك من قسم البوليس وضربك لكل رجاله، خصوصاً الدور الذي لعبه جاك ستاريت الذي كان قبل ذلك يضحك، وهو يتلذذ بفتح خرطوم الماء عليك طالباً من معاونه أن لا ينسى تنظيف أذنيك.
- (ضاحكا) كان المشهد الذي تذكره مصنوعاً لإظهار سادية شخصية جاك.
• هل صحيح أن المخرج تد كوتشيف لم يكن الاختيار الأول للفيلم؟
- صحيح. كانت النية اتجهت لمخرج آخر أراد أن يستبدل بي داستين هوفمن. داستين ممثل جيّـد لكنه ليس الممثل المناسب لمثل هذه الأدوار.
• حاولت بعد ذلك أن تنتقل إلى أفلام كوميدية أو بوليسية خفيفة. هل كان ذلك نتيجة رغبة في التنويع؟
- طبعاً. كانت فكرتي آنذاك، أن الجمهور له الحق في أن يرى تبديل جلد. تمثيل شخصيات خفيفة لا تداوم العنف ولا تنتقل من روكي إلى رامبو وبالعكس. لذلك مثلت «راينستون» و«أوسكار» وأفلام أخرى … «قف وإلا أمي ستطلق النار».
• كانت محاولات جديرة بالإقدام عليها لكنها لم تنجح بين الجمهور. هذا ما دفعك، في اعتقادي، للعودة إلى النوع الذي تجيده أكثر من سواه.
- لم تكن مرفوضة والأفلام التي تتكلم عنها لم تكن متوالية. كانت عادة متداخلة مع أفلام أكشن وقوة أخرى. لكن الصحيح أيضاً أن الجمهور آنذاك لم يرد أن يراني إلا في هذين الدورين غالباً.
• أعابوا على «دم أول» أنه كان يمينياً. لا أذكر أنك أجبت على هذا الموضوع؟
- لا أفهم اليمين واليسار. هذا فيلم ترفيهي يحكي قصّـة جندي عائد من الحرب الفييتنامية، ليجد نفسه منبوذاً من المجتمع الذي يعدّه مسؤولاً عن الهزيمة، لكن السياسيين هم من همّ إلى بالنقد. في كل الأحوال هذا لم يكن مهمّـاً آنذاك ولذلك لم أكترث لأن أردّ. هناك من يرى أن السينما عليها أن تنطق برسالة سياسية طوال الوقت وعلى هذا الأساس اعتادوا تصنيف الممثلين أيضاً. جون واين وكلينت ايستوود لم لا سلفستر ستالون.
• لكن جون واين وكلينت ايستوود يمينيا الميول ويجهران بذلك.
- لكن هل يجب أن نحكم على أفلام جون واين بتوجهاتها السياسية؟ هناك أفلام معادية لتوجهات أفلام واين أو سواه. هذا طبيعي. نحن في بلد لك حرية الاعتقاد. وهذا ما ندافع عنه هنا.
• في ذلك اللقاء السابق ذكرت لي أنك كنت تتصل بصديقك أرنولد شوارتزنيغر دوماً، وتقترح عليه أن تمثلا معاً في فيلم واحد. ثم تحققت هذه الأمنية في مسلسل ثالث لك هو «المستهلًـكون». هل تمنّـع طويلاً؟
- كنا نبحث عن سيناريو مناسب. لم يكن ذلك سهلاً لأن الجمع بين ممثلين يؤديان الأدوار نفسها تقريباً، قد يكون مثيراً للمشاهد، لكن كتابته وتنفيذه يتطلبان قدراً كبيراً من الذكاء والمهارة.
• هل شعرتما بالتنافس فيما بينكما خلال فترة تألقكما الأول في الثمانينات؟
- ما كان يؤديه كل منا لم يكن الدور ذاته للآخر. لا أرى نفسي، مثلاً، في دور «ترميناتور»، ولا أعتقد أنه يرى نفسه في «روكي» مثلاً. لكل وجهته. لكن نعم، كانت هناك منافسة كما كانت هناك زمالة. أرنولد من بين أصدقائي الحميمين ونلتقي كثيراً خارج العمل.
• لماذا كان له دور صغير في «المستهلَـكون» الأول قبل خمس سنوات؟
- كان الدور الذي اقترحته على «أرني» في ذلك الفيلم أكبر من الدور الذي مثّـله فعلاً. كان سيلعب الدور الذي مثله بروس ويليس في نهاية المطاف. لكن آرني كان لا يزال مرتبطاً بمكتبه حاكماً لولاية كاليفورنيا، ولم يكن لديه الكثير من الوقت. لذلك اكتفى بظهور قصير جداً. لكن لاحقاً ما تم تغيير هذا الوضع كما لابد تعلم.
روكي يستمر
• كيف ترى نفسك مخرجاً؟ في الأساس، ما الذي دفعك لكي تقرر أن تخرج أفلامك بنفسك؟
- أحترم مهنة الإخراج. أحب أن أخرج أفلاماً أكثر. أنظر إلى مهنة كلينت ايستوود بإعجاب. كثيراً ما أقول أنه بدأ هاوياً وانتهى واحداً من أفضل المحترفين في السينما. مع «بارادايس آلي» (نسبة إلى اسم منطقة في مدينة نيويورك») توخيت تحقيق هذه الأمنية. لكن الحقيقة هي أنني كتبت هذا السيناريو قبل «روكي»، ولم أكن أمانع في أن أبيع السيناريو من دون أن أخرجه. لكن مباشرة بعد نجاح «روكي» وجدت نفسي أوافق على إخراجه. أعتقد أنني تسرّعت. الفيلم لم يكن جيّـداً.
• أخرجت ثمانية أفلام معظمها من سلسلة روكي. ألا يعني هذا أنك كنت تكرر نفسك؟
- نعم.
• أي من أفلامك – مخرجاً - تفضل؟
- كما ذكرت هي متشابهة (يضحك)… لكني أعتقد أنني تقدمت من فيلم إلى آخر. أعتقد أيضاً أن «المستهلَـكون» لم يكن رديئاً.
• من الصعب هذه الأيام أن يحظى الممثل بنجومية دائمة. كيف تفسر نجوميّـتك؟
- لكل ممثل مهما كانت شهرته نصيب من الإخفاقات. أنا وسواي، كلنا مررنا بأعمال لم تلق أي تجاوب يذكر من قِـبل الجمهور. وأنا معك لأن الجمهور في هذه الأيام بات يقيس المسألة بحسابات مختلفة.
• كيف؟
- لا أرى أن الجمهور يقيد نفسه بالممثل. لا يرتبط به بل بالمشروع الذي ينتمي إليه الممثل. إلى حد كبير يقبل على فيلم من نوع «باتمان» أو «سوبرمان»، ليس لأن هذا الممثل فيه أو ذلك الممثل، بل بسبب باتمان وسوبرمان. المشروع هو الذي يجذب الناس وهذا أيضاً سبب نجاح سلسلة «المستهلكون».
• لكن هذه السلسلة استفادت من وجود كل هؤلاء الممثلين المعروفين بأفلام الأكشن.
- طبعاً. وهذا يؤكد كلامي. الجمهور عرف ما فكّـرنا فيه: فيلم يجمع كل ممثلي الأكشن ويقصّ حكاية فيها المغامرة والحركة وكل ما يتوقعه؛ إنه المشروع.
• في الوقت ذاته، يخيّل لي أنك مع السينما ذات أسلوب العمل القديمة.
- أنا فعلاً كذلك. في الكثير من الأفلام صوّت ضد الاستعانة بالمؤثرات الخاصّـة. في «رامبو» الأخير (2008) صوّرنا في الأدغال فعلاً. كانت أدغال فعلية. الثعابين كانت حقيقية. القتال كان يماثل الواقع تماماً. كنا نعود إلى الفندق وكل منا يفحص ما أصيب به من جراح أو خدوش. أحب ذلك النحو من العمل. أنا مستعد له دائماً.
• في فيلمك الجديد «كريد» تؤدي دور روكي بالباو بعدما تقدّمت به السنين، وهو يدرب ابن الملاكم الذي نازله سابقاً، كريد. كيف تشعر حيال هذا الفيلم؟
- أحب السيناريو الذي كُـتب للدور. هذه المرّة الأولى التي لم أكتب فيها المادة بل كتبها سواي. لكن القصّـة جيدة وفيها مواقف إنسانية رائعة. البعض كان يعتقد أنني سأعود ملاكماً أيضاً في هذا الفيلم، لكن الفيلم لا يحتمل مثل هذا الخيال. الأنسب هو أن ألعب دور المدرّب كما أفعل في هذا الفيلم.
• يبدو لي أنه قد يكون آخر الأجزاء الستة التي كوّنت هذا المسلسل.
- لا أدري. لا أستطيع أن أتنبّأ. دائماً هناك طريقة للعودة إذا ما نجح الفيلم في جذب الجمهور.