كيفن سيستروم رئيس "إنستغرام" صاحب فكرة اصبحت مليارات
قصي المبارك –دبي:
عندما ندقق النظر فيمن أسوا تجارب ناجحة وإنجازات خلال فترة وجيزة، نجد أن تلك الإنجازات والنجاحات لم تأت بطريق المصادفة أو الحظ، وإنما كانت نتاج تفكير ابتكاري وجهد متواصل لتقديم خدمة جديدة لم تخطر من قبل في بال أحد.
كيفن سيستروم، هو من هؤلاء الأشخاص الذين قدموا فكرة تحوّلت اليوم إلى مؤسسة قائمة بذاتها تقدّر قيمتها بمليارات الدولارات.
كيفن سيستروم، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لتطبيق إنستغرام لمشاركة الصور ومشاهد الفيديو عبر منصات مختلفة للتواصل الاجتماعي، مقاول ومبرمج حاسوب أمريكي مواليد سنة 1983 في مدينة هوليستون بولاية ماساشوستس ونشأ فيها وأتم فيها دراسته الثانوية.
تخرّج سيستروم سنة 2006 من جامعة ستانفورد حاصلاً على شهادة البكالوريوس في العلوم الإدارية والهندسة، وتم اختياره من بين 12 طالب للحصول على منحة جامعية للمشاركة في برنامج مكثّف للتدريب في مجال ريادة الأعمال.
بعد تخرجه من جامعة ستانفورد انضم سيستروم إلى فريق عمل غوغل، وعمل فيها كمدير مشارك في تسويق المنتجات، إذ عمل على العديد من الخدمات في غوغل مثل خدمة البريد الإلكتروني "جيميل"، و خدمة تقويم غوغل "Google Calendar"، ومنتجات أخرى، واستمر في غوغل لمدة عامين، عمل في نصفها الأول ضمن خدمات غوغل وفي نصفها الثاني في قسم تطوير الشركات الذي يتولى مهام الاستحواذ على الشركات الناشئة، ومن هنا تولّدت لدى سيستروم الرغبة في أن يكون جزءًا من شركة ناشئة بذاته.
بعد مغادرته غوغل، انضم سيستروم لشركة NextStop وهي شركة أسسها زملاء له في غوغل تقدم نصائح وتوجيهات شبيهة بخدمة الملاحة والخرائط، ويقول سيستروم أنه بعد عمله في هذه الشركة تحوّل من هاوٍ إلى مبرمج حقيقي قادر على كتابة برامج يمكن أن تطبّق في عدة جوانب عملية، وبعد أن غادر كيفن شركة Nextstop استحوذت فيسبوك عليها وكان ذلك سنة 2010.
بعد سنة قضاها كيفن سيستروم في Nextstop قرَّر أن يؤسس شركته الناشئة بذاته وأسّس خدمة Burbn وهو عبارة عن تطبيق يقدّم الخدمة المعروفة باسم "Check in" الشبيهة بتلك التي يقدمها فيسبوك مع إمكانية مشاركة صورة أو فيديو، وهو تطبيق قائم على برمجيات HTML5 بالكامل.
التقى سيستروم "أندرسون ستيف" من شركة Baseline للاستثمار، وخلال الاجتماع، كان كيفن يتلقّى رسائل نصية تبلغه بأن مُستخدمين جُدد كانوا ينضمون إلى خدمة Burbn، وكان ستيف يعرف بعضهم؛ وعلى خلفية ذلك الاجتماع تمكّن سيستروم من تأمين أول تمويل لتطبيق Burbn بقيمة 50 ألف دولار، بعد ذلك وصل كيفن إلى مستثمر آخر حصل من خلاله على تمويل آخر بقيمة 500 ألف دولار، وبعد إطلاق التطبيق رسمياً لم يكتب له النجاح واستخدمه عدد قليل من الأشخاص وهم بالأصل من معارف وأصدقاء كيفن ووصفه آنذاك بأنه مجرد "فكرة فاشلة".
في شهر يوليو سنة 2010 قام كل من كيفن وصديقه مايك كريجر الذي درس ايضاً في ستانفورد بالبدء بالعمل على تصميم تطبيق لمشاركة الصور، وأراد الشريكان صنع شيء مميز والتركيز عليه، ونظروا إلى مجال الصور فوجدوا أن مشاركة الصور على موقع فيسبوك أو فليكر أو غيرها من المواقع عملية يصعب القيام بها عبر الهواتف المحمولة، واستغرق الأمر منهم شهرين فقط للعمل وإطلاق أول نسخة من التطبيق بفكرته المبدئية.
وفي شهر أكتوبر من العام نفسه أعلن الشريكان عن إطلاق تطبيق اسمه "انستغرام" وظيفته مشاركة الصور مع إمكانية إضافة مرشّحات ومؤثرات عليها، وأطلق التطبيق في البداية بنسخة خاصة لهواتف آيفون وبدأ حينها 80 شخص فقط بإستخدامه، وبعد عشرة أيام من ذلك وصل عدد المستخدمين إلى مستوى عشرة آلاف.
وفي شهر ديسمبر 2010 أعلن إنستغرام الدعم الكامل للصور و المشاركة على شبكة "Foursquare فور سكوير"، ووصل عدد مستخدمي التطبيق إلى مليون شخص.
في شهر فبراير 2011 نما تطبيق انستغرام بشكل ملحوظ ووصل عدد مستخدميه إلى 1.75 مليون مستخدم، وتمت مشاركة أكثر من 300 ألف صورة يومياً، وحصلت الشركة على تمويل بقيمة سبعة ملايين دولار من مجموعة من المستثمرين بما فيهم مؤسس تويتر جاك دورسي، ومن ثم أطلق انستغرام الواجهة البرمجية API التي سمحت لإنستغرام بمشاركة الصور عبر منصات مختلفة للتواصل الاجتماعي تشمل تويتر وفيسبوك وفليكر وتمبلر، وفي شهر يوليو 2011 وصل عدد مستخدمي التطبيق إلى 6 ملايين و تمت مشاركة اكثر من 100 مليون صورة.
وفي شهر نيسان أبريل 2012 وصلت قيمة شركة إنستغرام إلى 500 مليون دولار بعد ضخ 50 مليون دولار إضافي، وحينها كشفت الشركة عن نسخة أندرويد من التطبيق وقالت أن عدد المستخدمين حينها تجاوز 30 مليون مستخدم، وفي تلك الأثناء أعلن مارك زوكربيرغ عن صفقة استحوذ بموجبها على تطبيق انستغرام مقابل مليار دولار.
شكّلت الصفقة آنذاك مفاجأة في الأوساط التقنية وذلك لكون تطبيق إنستغرام لا يحقق إلى الآن أية أرباح بخلاف فيسبوك، لكن من الواضح أن الاستحواذ عليه لم يكن من أجل خدمة مشاركة الصور التي يحويها التطبيق، وإنما من أجل قاعدة المستخدمين الكبيرة التي يمتلكها و كأداة هجومية ضد تويتر حتى لا يتملّكه ويصبح أداة تنافسية بيده، علماً أن القائمين على تطبيق إنستغرام رفضوا عرض استحواذ من تويتر سبق العرض الذي قدمته فيسبوك.
وعن اسم هذا التطبيق، يقول سيستروم أنه بينما كان يبحث عن إسم يليق بالبرنامج، أراد إسم مستوحى من الحياة اليومية، من كيفية تسجيلنا للحظات التي نستمتع بها، وكان يريد شيئا خاصا وفريدا من نوعه، طرح العديد من الأسماء، ولكن لم يشعر بأنها تحمل روحا جديدة، وهنا كانت ولادة انستغرام، الكلمة التي تمزج بين "إنستا" المقتطعة من "Instant" أي "فوري"، والنصف الثاني من كلمة "Telegram" أي البرقية التي كانت تستخدم سابقاً لتبادل الرسائل والصور عبر الأسلاك.
لبناء هذا البرنامج، قضى سيستروم وفريقه أكثر من 8 أسابيع لتنفيذه، بعد أن عمل لأكثر من سنة على تطوير الفكرة، وارتكز التطبيق على التأثيرات الخاصة التي ابتكرها سيستروم عبر الفوتوشوب، حيث ركزعلى الألوان والأشكال، وقد ذكر سيستروم في أحاديث صحفية بأن التطبيق لن يقتصر فقط على الصور، وسيتم دعم مشاركة الفيديو أيضاً من خلاله، وبالفعل أعلن التطبيق عن دعم مشاركة مشاهد فيديو قصيرة لا يتجاوز طولها 15 ثانية ويمكن أن تطبق عليها الفلاتر والمرشحات أيضاً مع خيار الاحتفاظ بصوت الفيديو أو إلغائه عند المشاركة.
وبرأي سيستروم، استطاع هذا التطبيق تحقيق هذا النجاح الكبير لأنه قام على فكرة عمل يومي يحب أن يقوم به مختلف الناس حول العالم وهو مشاركة لحظاتهم الجميلة والاحتفاظ بها من خلال صور ثابتة أو فيديو، فضلاً عن أن الأمر لا يحتاج الكثير من الجهد لإقناع الناس باستخدام خدمة كهذه .
بعض الإحصاءات حول إنستغرام حتى نهاية 2015:
400 مليون مستخدم نشط شهريا.
75 مليون مستخدم نشط يومياً.
20% من مستخدمي الإنترنت يستخدمون إنستغرام.
51% من مستخدمي التطبيق هم من الذكور و 49% من الإناث.
90% من مستخدمي انستغرام هم دون الــ 35 سنة.
22% من مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط وشمال افريقيا يستخدمون انستاغرام.
تتصدر السعودية دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا في نسبة انتشار انستاغرام.
إلى الآن تمت مشاركة 40 مليار صورة عبر انستغرام.