بالصور..رجال غيروا حياة هؤلاء النجمات
القاهرة: صفاء عزب
إذا كان آدم هو الأصل قبل خلق حواء بل والسبب فى وجودها منذ بدء الخليقة فلا عجب أن يكون للرجل دور مؤثر في حياة المرأة سواء كان أبا أو زوجا أو أستاذا ومعلما مهما حاولت المتمردات من النساء إنكار هذا الدور. وفى عالم الشهرة والنفوذ يزداد بريق دور الرجل حتى وإن بقي في طي الكتمان حيث تحفل دفاتر النساء السرية بالعديد من القصص والحكايات الخفية لرجال لعبوا أدوارا مؤثرة فى حياتهن .. وإذا كان المثل يقول أن وراء كل عظيم امرأة فإن الواقع يكشف أن فى حياة كل امرأة رجلا مارس دورا مصيريا ومؤثرا فى مجرى حياتها سواء كان زوجا أو حبيبا أو زعيما وبدون ذلك الرجل لكانت تغيرت تفاصيل حياتية كثيرة فى مسيرة مشاهير النساء .
بائعة الورد والأغاخان
"إيفيت لا بيدوس " هي ملكة جمال فرنسا في نهاية الثلاثينات من القرن العشرين ، لم تكن تتوقع وهي تبدأ حياتها كبائعة للورود أن تتحول فى يوم من الأيام إلى إمبراطورة عظيمة ذات شأن ومكانة رفيعة . لقد تحولت حياتها تحولا مهولا حينما ساقتها الأقدار لتتعرف على أحد أغنى أغنياء العالم قبل أن تتزوجه .
في إحدى ليالي 1938 دعيت "إيفيت " لقضاء حفلة عيد الميلاد فى القصر الملكى بفرنسا بعد فوزها بلقب ملكة جمال فرنسا وكانت هناك شخصيات عديدة مدعوة إلى ذلك الحفل كان من بينها الثري الهندي محمد شاه أغاخان الذي كان يعد أحد أغنى أغنياء العالم في ذاك الوقت . وبينما هم أحدهم لطلب الرقصة الإفتتاحية من الفاتنة الفرنسية تلاقت عيناها وعيني أغاخان ليقع في غرامها رغم وجود فارق زمني يتجاوز الثلاثين عاما بينهما . وبدأت قصة حب ملتهبة أحدثت ردود أفعال متباينة تعرض الأغاخان على أثرها لانتقادات كبيرة بسبب الفارق الاجتماعي والعمري لإقدامه على الزواج من فتاة صغيرة كانت فى الأصل تعمل بائعة ورد.
إلا أن أغاخان لم يبال بتلك العقبات وواجه كل التحديات بشجاعة وإصرار على موقفه واستمر فى علاقته ب"إيفيت" التي غيرت ديانتها لتنضم إلى الطائفة الإسماعيلية من أجل حب الأغاخان كما غيرت اسمها وأصبحت تحمل لقب " البيجوم أم حبيبية " . وفي المقابل دفع الاغاخان مهرا قدره مليون فرنك سويسري لملكة الجمال الفرنسية . وخلال شهور قليلة تم الزواج فى أجواء أسطورية أعقبتها تحولات جذرية في حياة أم حبيبية بعد أن أصبحت إمبراطورة وزوجة زعيم روحي وثري من كبار أثرياء العالم وهو ما استلزم أن تهجر عالمها الخاص بكل تفاصيله من أجل أن تشارك الأغاخان عالمه وتعيش فيه فمنحته قلبها ووقتها ورافقته في السفر حول العالم وزارت معه أكثر من أربعين دولة من دول العالم وسكنت القصور الفخمة.
وانتهى بها المطاف فى قصر أغاخان الشهير في منطقة أسوان بجنوب مصر الذى بناه هناك بعد اكتشافه سحر الطبيعة العلاجية وأثرها في الاستشفاء من مرضه المزمن وشاركته أيام حياته الأخيرة كما بقيت على وفائها له بعد مماته رغم فارق السن الكبير وظلت تزور مقبرته وتضع عليها الورود الحمراء كما كان يحب دائما حتى لحقت به فى بدايات الألفية الثالثة ودفنت بجواره بناء على وصيتها لتظل قريبة حية وميتة من الرجل الذي غير مسار حياتها وحولها من بائعة ورد إلى إمبراطورة .
أميرة القلوب
على عكس المكاسب التى حققتها جاكلين كيندى من علاقتها بأوناسيس فإن الأميرة ديانا على الجانب الآخر من المحيط الأطلنطي بالقارة العجوز قد خسرت كل شئ بسبب رجل ، حيث كان ظهورعماد الفايد ابن المليونير المصرى الأصل الشهير محمد الفايد بمثابة نقطة مفصلية فى حياتها . وتكشف دفاتر أوراق الأميرة ديانا أنها عندما تزوجت فى بداية الثمانينات من ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز لم تكن سعيدة لأسباب خاصة بعلاقتها بزوجها وعدم التفاهم معه واكتشافها خيانته لها ما جعلها تتمادى فى تمردها على التقاليد الإنجليزية الملكية العريقة فضربت بها عرض الحائط بعد انكسار قلبها وبدأت تتصرف كامرأة من الشعب وتحللت أميرة القلوب من الكثير من البروتوكولات الملكية والمظاهرالتقليدية وسمحت لنفسها أن تنطلق كيفما شاءت غير عابئة بعدسات المصورين التى كانت تطاردها وتراقب تصرفاتها فى كل مكان تذهب إليه .
كتبت الأقدار لليدي ديانا سبينسر أن يتم التعارف بينها وبين دودي الفايد بعد أن وجه والده الملياردير المصرى محمد الفايد الدعوة لها ولولديها لقضاء إجازة فى قصره الفخم بمنطقة الريفيرا الفرنسية وهو القصر الذى شهد أول لقاء بين أميرة القلوب ودودي الفايد ليحدث التغيير الجذري الذي قلب حياة أميرة القلوب رأسا على عقب . بعد هذا اللقاء عادت ديانا ودودى للإلتقاء مرة ثانية بعيدا عن العيون فى ذات القصر لتتطور بعدها العلاقة وتصبح صور لقاءاتهما الخاصة على ظهر اليخت بملابس السباحة الساخنة بمثابة شاهد على تمرد ديانا على حياتها الزوجية والملكية وتحديها لزوجها بإعلانها وجود رجل جديد فى حياتها ترد به اعتبارها فى مواجهة خيانة الزوج وهو الأمر الذي آثار كثيرا من الجدل لاعتبارات خاصة بوراثة العرش وتقاليد التاج الإنجليزي الملكي لكن القدر سطر نهاية مأسأوية قضت على هذا الجدل للأبد عندما ماتت أميرة القلوب مع دودي الفايد في حادث سير مروع بقلب العاصمة باريس لازال الغموض يحيط بتفاصيله سيما وأنه حدث فى أعقاب ما تردد عن زواج أميرة القلوب بابن المليونير المصرى بعد الإعلان عن طلاقها من تشارلز.
أسطورة الجمال
في الوقت الذي تمنى فيه الجميع أو حلم بنظرة من أسطورة الجمال وملكة الإغراء مارلين مونرو كانت هى بحاجة إلى رجل من طراز خاص يمنحها ما افتقدته فى حياتها وكان هذا الرجل هو الكاتب المسرحي الكبير آرثر ميللر الذى كان له أكبر الأثر فى حياتها، فقد اعترفت بفضله على إعادة تشكيل عقلها وفكرها وإدراكها للأمور بطريقة مختلفة بعيدا عن حبسها داخل إطار الجسد المغرى والوجه الجميل مما كان له أثره فى نظرتها للحياة وللناس من حولها . فقد كان ميللر زوجها الثالث بعد زيجتين سابقتين قصيرتين وفاشلتين إحداهما كانت للهروب من جحيم دار الأيتام التى تربت فيها بعد إنكار أبيها لنسبها وبعد أن رفضت أمها أن تربيها، وقدر لعلاقتها مع عملاق المسرح الأمريكى آرثر ميللر أن تكون الأطول عمرا وهو ما أفادها كثيرا فى الحياة العملية . لقد تسلل ميللر إلى حياة مارلين مونرو ليس كغيره من ملايين الرجال الذى سحرتهم بجمالها الآخاذ فهو لم ينظر إليها كامرأة وإنما ككيان إنسانى له وجه آخر غير جمال الجسد وعلى هذا الأساس تعامل ميللر من منظور الكاتب والمثقف مع الفاتنة مارلين مونرو فأحدث نقلة معرفية فى حياتها وشجعها على القراءة وامتلاك الكتب رغم أنها لم تكن قد أكملت تعليمها لكن ميللر نجح فى أن يجعلها تعشق القراءة بعد أن كانت حياتها تافهة وتفكيرها ضحلا حتى أن بيتها زخر بمكتبة حافلة بالعديد من الكتب لكبار الكتاب والمفكرين أمثال ميلتون، دوستويفسكي، وهمنغواي . وقد أدركت بحكم علاقتها بميللر أن جمالها ليس هو الباقى وأن عليها أن تفهم الأمور بشكل مختلف ولذلك اعترفت بفضله عليها ودوره فى تشجيعها أن تكتب مهما كان أسلوبها ركيكا لأن كتاباتها هي الأبقى من جمالها وبالفعل دونت مارلين مونرو العديد من الكتابات والخواطر التى تكشف فيها عن صورة أخرى مختلفة تماما لأسطورة الجمال والإغراء ما كانت لتظهر دون تشجيع وتوجيه من ميللر . وقد اعترفت بأنه الرجل الوحيد الذي نجح في محاولة اكتشاف وجهها الآخر بعد أن كانت مجرد لوحة بلا روح على حد وصفها .
المحامى والثائرة
"جاك فيرجس " .. رجل آخر لعب دورا محوريا ومصيريا فى حياة أشهر "جميلة" في الجزائر والعالم العربي كله ، هي المناضلة جميلة بوحريد والتي كانت مهددة بالإعدام وتعرضت للتعذيب الوحشي خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر في القرن الماضي حتى ظهر فيرجس في حياتها ونجح في إنقاذ رقبتها من حبل المشنقة والتعريف بقضيتها أمام العالم كله، فبعد القبض على بوحريد فى سجون الاحتلال الفرنسي تعرضت لأبشع أنواع التعذيب والانتقام قبل أن يحكم عليها بالإعدام في محاكمة هزلية صورية أقامتها سلطات الإحتلال . وهنا تدخل المحامى الفرنسى الشهير جاك فيرجس لرفع الظلم عن بوحريد وفضح ممارسات بلاده الاستعمارية أمام العالم كله وبالفعل نجح فيرجس في تحويل قضية جميلة بوحريد إلى قضية عامة شغلت الرأى العام العالمى لتنجو من الإعدام ويكتب لها عمر جديد بفضل محاميها الفرنسى الذي تزوجها وأنجب منها ولدا وبنتا وظل على عهده بها رغم وقوع الطلاق بينهما فيما بعد . وشاءت الأقدار أن الرجل الذي أنقذ جميلة بوحريد من الموت يموت قبل عامين ويتركها على قيد الحياة تتذكر ما فعله فى حياتها من تأثير ليس له نظير .
حب عن بعد
وقعت أحداث هذه القصة النادرة فى بدايات القرن الماضي وكان بطلها الأديب العربي الكبير جبران خليل جبران أما بطلتها فكانت الأديبة مي زيادة أو الآنسة مي كما كانوا ينادونها في صالونها الأدبي الشهير . كانت مي زيادة رمزا من رموز الثقافة والأدب في عصرها وشخصية نسائية إستثنائية آنذاك . ففي الوقت الذي كانت المرأة قابعة خلف أبواب الحرملك ، كانت مي زيادة شمسا ساطعة في سماء الأدب العربي ساهم في ذلك إتقانها لخمس لغات أجنبية غير العربية منها الفرنسية والانجليزية وهو ما أهلها للإطلاع والقراءة والحرص على التواصل مع فطاحل الأدب من خلال صالونها الأدبي الشهير الذي حفل بشخصيات كبيرة كانت ترى في الآنسة مي فتاة أحلام جديرة بكل الاهتمام وعلى رأسهم الأديب عباس العقاد، بينما على الجانب الآخر من الكرة الأرضية كان يعيش الأديب جبران خليل جبران الذي كان يبادلها الرسائل حول الأدب والثقافة حتى حدث التحول في العلاقة لتتخذ منحى رومانسيا إلا أن مي تعاملت بحذر مع علاقته بجبران وظلت لأكثر من عشر سنين ترد بتحفظ على رسائله حتى استسلمت وسمحت لرجل يعيش على بعد آلاف الأميال عنها أن يتحكم في قلبها ويسيطر على حياتها فقد أسرها بحبه للدرجة التي جعلتها تقلع عن الزواج من أي رجل آخر وتحرم نفسها من أن تنعم بحياة اجتماعية طبيعية كزوجة وأم من أجل حبه. وكان لجبران تأثيره القوي حيا وميتا فعندما تلقت مي خبر وفاته أصيبت بصدمة نفسية كبيرة لم تصب بمثلها للدرجة التي اتشحت بالسواد حزنا عليه معتبرة نفسها أرملة له الأمر الذي ساهم في تدهور حالتها النفسية التي دخلت على إثرها المستشفى لينتهي كل شيء بعد ذلك وتموت مي زيادة شهيدة الحب العذري .
سمراء النيل والعقاد
عندما تدفع الأقدار بمفكر كبير وأديب مخضرم في طريق فتاة صغيرة لازالت في أيام المدرسة فلاشك أن يكون لهذه الشخصية أثر كبير على حياة تلك الفتاة وهو ما حدث مع الفنانة المصرية مديحه يسري الشهيرة بسمراء النيل . لقد تعرف عليها الأديب عباس محمود العقاد وهي لازالت طالبة في مدرسة الفنون الطرزية واختلفت الروايات حول أسلوب التعارف بينهما فهناك من قال أن العقاد حينما رأى صورتها في إحدى المجلات كوجه جديد سعى للتعرف عليها بعد أن وقع فى غرام جمال عينيها السوداوين، بينما قال آخرون أن الفنانة الشابة هي التي سعت لصالونه وحاولت التودد إليه رغبة منها في الاستفادة من ثقافته وفكره باعتباره مفكر كبير. وعلى اختلاف تفاصيل اللقاء الأول بين سمراء النيل والعقاد فإن الثابت أن العقاد أحبها بجنون وأراد أن يسقيها من فكره وعلمه ومنحها الكثير منهما خلال جلسات عديدة جمعت بينهما وكان حرصه الشديد على توجيهها للقراءة والاهتمام بكتب الفكر والثقافة رغم حداثة سنها وراء حيلة طريفة لجأ إليها العقاد ليضمن بقاء محبوبته بالبيت ويحول بينها وبين خروجها للاستوديوهات . وتتلخص تلك الحيلة فى أنه طلب منها أن تصنع له بيديها رداء من الصوف فما كان منها إلا أن تصرفت بذكاء وذهبت لمحل الملابس الصوفية وأعطتهم مقاس العقاد وطلبت منهم أن يصنعوا له الرداء المطلوب، وكان من الممكن أن تستمر العلاقة بينهما لولا غضب العقاد من مديحة يسري بسبب رغبتها الجامحة في العمل بالسينما واعتراضها على اتخاذ هذا المنحى في الوقت الذي كان يعدها لتكون سيدة مجتمع . ومع ذلك لا تنكر الفنانة مديحة يسري فضل العقاد عليها وما كان لتلك الفترة من الأثر الكبير على عقل وفكر سمراء النيل التى أفادت كثيرا من فكر العقاد وجلسات صالونه الأدبي الشهير وهو ما ساهم فى تطوير نفسها وتقييم ذاتها باستمرار رغبة في التجويد بناء على معايير أكسبها لها فكر العقاد .
رجال أم كلثوم
لم تكن النجومية والتألق التى حظيت بها كوكب الشرق أم كلثوم وليدة الحظ بل نتاج مجموعة من العوامل التى تجمعت فى ذلك العصر، وكان على رأسها ظهور كوكبة من الشخصيات التى أحاطت أم كلثوم بالعناية والاهتمام وكان لبعضهم دور محورى فى تألق أم كلثوم وتعريف الناس بها . وكان أول رجل مهم فى حياتها هو أبوها الشيخ إبراهيم البلتاجى إمام المسجد الذى اكتشف موهبتها ودربها على حفظ الأناشيد الدينية وجاء من بعده الفنان أبو العلا محمد الذى يعد الأب الروحى والمعلم الأول لأم كلثوم وتوالت من بعده الشخصيات المؤثرة فى مسيرتها إلا أن ظهور الشاعر أحمد رامى فى حياة أم كلثوم كان بمثابة نقطة تحول مهمة فى مسيرتها الفنية لإسهاماته القوية فى تثقيفها وزيادة مداركها اللغوية والفكرية .
ولكن كان هناك رجل آخر لعب دورا خطيرا فى حياة أم كلثوم ولولاه لاعتزلت الفن منذ خمسينات القرن العشرين إنه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى إتسمت علاقته بسيدة الغناء العربى بخصوصية شديدة وقد التقى عبد الناصر مع أم كلثوم لأول مرة بعد عودة كتيبته المحاصرة فى الفالوجا والتى جاءت لزيارة منزلها لتقديم واجب الشكر لها على تلبية طلبهم بغناء أغنية "غلبت أصالح فى روحى " وقتها وكانت أم كلثوم أكثر شهرة من عبد الناصر. ولما قامت ثورة يوليو لاحظ عبد الناصر عدم إذاعة أغانى أم كلثوم ثم عرف أن هناك من أمر بوقف أغانيها باعتبارها من العهد الملكى الذى قامت ضده الثورة وكان لهذا الأمر أثره على تدهور معنويات أم كلثوم واتخاذها قرار بالاعتزال والعودة إلى قريتها بعيدا عن القاهرة والأضواء فما كان من عبد الناصر إلا أن تدخل بنفسه لإصلاح ما أفسده البعض فى علاقته بأم كلثوم فأرسل إليها فى قريتها يخبرها بأنه سيشرب معها الشاى بفيلتها فى الزمالك في صباح اليوم التالي وهو ما جعل أم كلثوم تسارع بالعودة لبيتها وتنسى قرار الاعتزال ليكون لجمال عبد الناصر دوره المهم فى إثناء كوكب الشرق عن قرار الاعتزال وإعادتها للعمل الفنى .
شادية والشعراوى
عاشت الفنانة شادية حياة حافلة بالشهرة والمجد دون أن تدرى أنها ستلتقى يوما ما شخصية دينية بارزة تكون سببا فى اتخاذها القرارالمصيرى بالاعتزال بل والاختفاء عن العيون للأبد . كان الداعية الشيخ الشعراوى أهم الرجال الذين ظهروا فى حياة الفنانة شادية لما أحدثه من تأثير غير مجرى حياتها . لقد كان اللقاء الأول بينهما عابرا فى أحد فنادق مكة أثناء قيامها بشعيرة العمرة وطلبت منه الدعاء فدعا لها دون أن يعرفها . وخلال تلك الأثناء كانت شادية تغني في حفل من حفلات الليالى المحمدية وألهبت مشاعر الحاضرين بأدائها الحساس والمتقن لأغنية "خد بإيدى " والتي بدت فيها كما لوكانت في حالة مناجاة إلى الله .
بعد هذه الحفلة زارت شادية منزل الشيخ الشعراوي في حي الحسين الشعبي وطلبت لقاءه فقابلها وسألته عن رغبتها فى الاعتزال فشجعها ولما أخبرته أنها تريد أن تقتصر فى الغناء على الأغانى الدينية نصحها بالبعد نهائيا عن الفن وعندما أعلن عن تكريمها فى مهرجان القاهرة السينمائي بعد فترة قصيرة من اعتزالها ترددت شائعة قوية عن قدوم شادية لتتسلم الجائزة بملابس الحجاب الجديدة وكادت أن تذهب بالفعل إلى مقر المهرجان لولا أن الشيخ قال لها "لا تعكري اللبن الصافي " وهو ما جعل شادية تختفى تماما عن الأنظار وتتفرغ لحياتها العائلية وللمركز الإسلامي الذي أقامته بمنطقة الهرم ولازالت تنعم بحياتها الهادئة بعيدا عن صخب الأضواء ومتاعبها عملا بنصائح الشيخ الشعراوي .