أفخم واكبر طائرة خاصة في العالم بتوقيع ايرباص
لندن: عادل مراد
يتطلع الرئيس الجديد لشركة ايرباص الاوروبية فابريس بريجييه الى تطوير الجيل الثاني من الطائرة العملاقة "ايه 380" قريبا تحت اسم "380 نيو" بسعة اكبر وهو يطرحها لشركات الطيران وللاثرياء على السواء لكي تكون اكبر وافخم طائرة في العالم. ويتكلف المشروع نحو ثلاثة مليارات دولار لتطوير الطائرة الجديدة التي سوف تباع الواحدة منها بسعر 425 مليون دولار. وهي بذلك تكون الافخم والاغلى بين الطائرات الخاصة.
وعلى رغم ان الحجم الخارجي للطائرة سوف يبقى كما هو الا ان تصميم جديد للاجنحة والمحركات الجديدة سوف يمكن بها انتاج نموذج اكبر للطائرة يمتد اربعة امتار اضافية ويمكنه استيعاب 700 راكب. وتبيع الشركة حاليا 25 طائرة عملاقة في العام وهي تهدف الى بيع 50 طائرة سنويا عندما تنتج الجيل الثاني.
ولكن انتاج النموذج الاكبر من الجيل الثاني سوف يعتمد على حجم الطلب عليه. وفيما ابدت شركة طيران الامارات اهتمامها بالحصول على الفئة المعدلة الاكبر، فإن بريجييه يؤكد ان هذه الخطوة تتطلب الحصول على طلبيات من شركات اخرى ايضا وليس من شركة واحدة مهما كان حجمها. وتعد شركة طيران الامارات هي اكبر مستخدم للطائرات 380 العملاقة بعدد 62 طائرة في اسطولها و78 طلبية جديدة منها.
ولن تقتصر جهود شركة ايرباص على الطائرة العملاقة وانما على مجموعة الطائرات من كافة الاحجام التي تقدمها كخيارات لطائرات خاصة. وترى الشركة ان هناك فرص متزايدة في سوق الطائرات الخاصة التي كانت المنافسة فيها تقتصر على اصغر طائراتها بالتنافس مع
طائرة بوينغ الخاصة التي اعتمدت على فئة 737 الصغيرة. فقدمت ايرباص ايضا طائرتها الخاصة التي تعمتد على اصغر طائراتها وهي "أيه 318". وفي هذه الفئة كانت ايرباص تروج لهذه الطائرة بالقول انها تقدم افضل مساحة رأسية وافقية في القطاع، وضعف المساحة التي تقدمها طائرات الاعمال الصغيرة.
وسرعان ما انضم الى الفئة الصغيرة فئات اكبر منها حملت ارقام 319 و320 و321، وقدمت فيها الشركة مستويات افخم واحدث من التجهيز بالاضافة الى زيادة المساحة ومدى الطيران. واعتمدت الشركة في تسويقها على تقديم طائرات ايرباص لمن يريد تحديث طائرته الصغيرة بأخرى اكبر منها او الحصول على مزايا اضافية في طائرته الجديدة بتكلفة مقاربة لتلك التي يدفعها في الطائرات الصغيرة.
ولم تنس الشركة الجوانب العملية التي توفرها طائراتها ايضا والتي تعمل في الاسواق التجارية لنقل اكبر عدد ممكن من الركاب. فهي في القطاع الخاص يمكن ان تنقل مدير اداري ومساعديه في مناخ رحب يمكن من خلاله تنفيذ الاعمال، كما يمكنها ايضا ان تنقل فريقا كاملا من المدراء قد يصل عدد افراده الى 50 شخصا. ويعتمد الامر بالطبع على التصميم الداخلي للطائرة. ولذلك فهي طائرات تصلح للشركات الكبرى والحكومات.
ويمكن لطائرات ايرباص الطيران الدولي داخل القارات كما ان الفئات الكبيرة منها عابرة للقارات. وتعتمد الفئات الصغيرة على عائلة الطائرة 320 ذات الممر الواحد التي توفرها الشركة للعديد من خطوط الطيران ذات المدى القصير نسبيا. وباعت الشركة من هذه العائلة ما يزيد عن سبعة الاف طائرة حتى الان لحوالي 330 شركة وفردا من زبائن الشركة. وهي تعمل في جميع انحاء العالم ضمن شبكة عالمية.وتقول الشركة ان طائراتها مصممة للخدمة الشاقة ومعدة للاستخدام التجاري الذي تطير فيه الطائرة عدة رحلات يوميا على مدار العام وبنسبة اعتمادية تصل الى 99.9 في المائة.
ولهؤلاء الذين يفضلون الطيران عبر القارات تقدم الشركة طائراتها الاكبر حجما من انواع 330 و340 و350 و380، وجميعها يوفر مستويات اداء عالية ويربط انحاء العالم لتوفير الوقت في الطيران المباشر بين اي نقطتين في العالم.
وفي قطاع طائرات الاعمال باعت شركة ايرباص حتى الان 180 طائرة من كل الاحجام، منها 120 طائرات صغيرة الحجم من العائلة المعتمدة على طراز 320، بالاضافة الى 60 طائرة اعمال كبيرة الحجم للعديد من الحكومات والشركات والافراد. وتقول الشركة انها طائرات الاعمال الوحيدة التي تطير في كل قارة بما في ذلك القطب الجنوبي. كما تخدم هذه الطائرات شبكة خدمة عالمية تنتشر في كل بقاع العالم. وتستخدم طائرات ايرباص في المنطقة شركة الجابر للطيران التي تعمل من مطار البطين في ابوظبي.
وتوفر طائرات ايرباص مساحة جانبية اعرض بنسبة 65 في المائة، ومساحة رأسية اعلى بنسبة 20 في المائة من طائرة الاعمال غالف ستريم 650. كما تقول الشركة ان طائرات الاعمال من عائلة 320 توفر مساحات اكبر من طائرات بوينغ للاعمال وغلوبال اكسبريس من بومباردييه. وهي طائرات تستخدم قمرات قيادة موحدة مما يسهل انتقال الطيارين من طائرة لاخرى بسهولة.
وتستخدم طائرات ايرباص تقنية التحكم الالكتروني في المعدات (فلاي باي واير) بدلا من الادوات الهيدروليكية، كما يتحكم الطيار في الطيران عبر ذراع جانبي بما يتيح له القيام بأعمال اخرى امامه اثناء الرحلة مثل تناول وجبة طعام او قراءة خرائط او تقارير. وتعتمد الطائرة على معلومات معروضة على شاشات مسطحة، تعرض احدث تقنيات الاعتماد على الاقمار الصناعية في الملاحة. كما انها حصلت على ترخيص الهبوط الالي الاتوماتيكي الذي يتيح لها امكانية الهبوط في المطارات في كافة الظروف.
وتماثل طائرات ايرباص كافة طائرات الاعمال الاخرى في امكانية الاقلاع والهبوط في المطارات الصغيرة وذلك بفضل محركات حديثة ذات قوة دفع عالية. كما انها مزودة بسلالم ذاتية تتيح لها الاستغناء عن خدمات المطارات وتفتح امامها حرية الحركة حتى من المطارات غير المزودة بمعدات لخدمة الطائرات. وهي بخلاف بعض طائرات الاعمال الاخرى ذات ابواب شحن تفتح للخارج مما يسهل تركيب وخلع خزانات وقود اضافية تطيل من مداها عبر القارات.
توقعات السوق
ونشرت شركة ايرباص مؤخرا توقعات الطلب العالمي بين عامي 2015 وعام 2030، وجاء في التقرير ان العالم سوف يحتاج الى 27,8 الف طائرة منها 26,9 الف طائرة ركاب والبقية طائرات شحن. ويشمل الرقم 3400 طائرة يتم اعادة تدويرها بينما يتم احالة 8300 طائرة الى التقاعد بعد نهاية خدمتها الافتراضية. وسوف تكون حصة الشرق الاوسط من هذه الطائرات نسبة سبعة في المائة وهم رقم يعادل 1044 طائرة ركاب وحوالي 830 طائرة شحن.
وفيما يتعلق بطائرات الاعمال، مازالت منطقة اسيا تمثل اكثر مناطق العالم نموا للشركة حيث تبيع فيها الشركة خمس طائرات او اكثر سنويا.
وتضع الشركة ضمن اولوياتها اسواق الصين والهند واندونيسيا وماليزيا وتايلاند. ويقول نائب رئيس الشركة لقطاع الطائرات الخاصة فرانسوا شازيل ان الشركة عملت في هذه الاسواق في الماضي وتأمل ان تحقق فيها بعض الطلب الجديد. وهو يعتقد ان معظم هذا الطلب سوف يكون في قطاع الطائرات الصغيرة من طراز 318 و319 التي تناسب هذه الاسواق.
وشكلت الشركة مؤخرا وحدة طائرات الاعمال للاشراف على هذا القطاع، مع توفير كافة الخدمات التي يوفرها القطاع التجاري الى هذه الوحدة. وتوفر الوحدة المزيد من الدعم لزبائن قطاع طائرات الاعمال في كل انحاء العالم.