بالصور..وجهات سويسرية لا يعرفها الخليجيون
عبدالهادي حبتور – سويسرا:
يفضل كثير من السيّاح الخليجيين تمضية إجازاتهم في المدن السويسرية الخلابة، مثل جنيف، وبيرن، وزيورخ وغيرها، إلا أنهم يغفلون عن عدد من الوجهات السياحية المميّزة التي لا تزال "بكراً" ولا يقصدها السيّاح العرب كثيراً.
"الرجل" قامت بجولة في أربع وجهات سياحية تنتشر بين ثنايا جبال الألب الشهيرة، وتتميّز بتنوع فعالياتها ومواردها الطبيعية المختلفة، بدءاً بالقمم الجليدية، مروراً بصناعة الجبن السويسري المميّز، وصولاً إلى البرك العلاجية الساخنة.
غشتاد قرية الـ 7 آلاف بقرة
قد يكون لافتاً للسائح أن يسكن قرية غشتاد 7 آلاف شخص، يقابلهم 7 آلاف بقرة مناصفة فيما بينهم، وهو دليل واضح على اهتمام السويسريين بتربية الأبقار التي تُعدّ كنزاً ثميناً للعائلات في هذه المنطقة.
فور وصولك إلى مطار جنيف الدولي من السهولة أن تجد رحلة مباشرة بالقطار تستغرق ساعتين ونصف الساعة، باتجاه غشتاد التي تُعدّ واحدة من أهم المنتجعات السياحية وأرقاها في العالم.
الموقع
تقع غشتاد جنوب غربي سويسرا، على الحدود مع المنطقة التي يتحدث سكانها اللغة الفرنسية، ويُعدّ موقعها ممتازاً للقيام برحلات قصيرة ليوم واحد إلى مناطق سياحية، مثل إنترلاكن ومونترو ولوسيرن، ويمكن الوصول بسهولة إلى المنطقة عبر القطار أو السيارة أو بالطائرة الخاصة.
بالرغم من أن تاريخ السياحة في هذه المنطقة يعود إلى أكثر من 100 عام، فإن نمط العيش الأصيل في جبال الألب، لايزال هو العنوان الأبرز في غشتاد.
كما تُعدّ غشتاد منطقة المناسبات الكبرى، حيث يمكن للزوار الاختيار بين أكثر من 1000 مناسبة مختلفة، مدرجة على أجندة المناسبات السنوية، حيث يتمتع عدد كبير من هذه المناسبات بسمعة دولية، على غرار مهرجان سومي موزيكو دو غشتاد ومهرجان مينوهين، إلى جانب دورة كريدي اغريكول سويسرا المفتوحة للتنس الأرضي.
غشتاد هي المنطقة الوحيدة التي تفرض فيها الجهات الرسمية أسلوباً معمارياً موحداً، وهي منطقة واسعة من الريف المفتوح على سانن لاند التي تشتهر بتربية الماعز، وتوفر تنوعاً في ممارسة الرياضات المختلفة وبرامج رياضات المشي لمسافات طويلة، تضمّ أكثر من 300 كيلومتر، وركوب الدراجات الجبلية والطيران الشراعي بالمظلات.
يوجد في غشتاد 49 فندقاً، منها 5 فنادق فئة خمس نجوم، واللافت أن هذه الفنادق تملكها وتديرها عائلات سويسرية، تتوارثها وتحافظ عليها أباً عن جد، وتقوم بتجديدها وإضفاء لمسات عصرية عليها.
كما تشتهر العائلات في هذه المنطقة بامتلاكها مزارع الأبقار التي تنتج الألبان والأجبان وغيرها، وتُعدّ واحدة من أهم مصادر الدخل، ويبدو لافتاً للزائر أن لكل بقرة سيرة ذاتية مفصلة باسمها، وتاريخ ميلادها، وملاكها السابقين، ونوعية الأكل والتغذية التي تحصل عليها، إلى جانب بقية التفاصيل المهمة عنها. وتشتهر غشتاد بصناعة الجبن السويسري المميّز، وصناعة الشوكولاتة.
جبل ويسبيلد
هو الجبل الأشهر في منطقة غشتاد وهو عادة ما يكون وجهة رئيسية في الصيف، بسبب الفعاليات التي تقام عليه ويُعدّ جنة للأطفال والعائلة، حيث يتضمّن أماكن لصناعة الأجبان السويسرية المشهورة، مع حديقة صغيرة للحيوانات في مكان لعب الأطفال، ويمكن الوصول إليه عن طريق التلفريك، ويمكن الوصول من خلاله إلى ممشى جيستاغ والبحيرة الأسطورية "لوينن"، وهو نقطة انطلاق لراكبي الدراجات والطيارين الشراعيين.
غريندلوالد
غريندلوالد السويسرية قرية في كانتونبرن في سويسرا، تقع على ارتفاع 1034 متر فوق مستوى سطح البحر بين جبال الألب في بيرن. وعدد سكانها قرابة 4000 آلاف نسمة.
غريندلوالد التي تبعد عن مدينة انترلاكن نحو 20 كيلومتراً، قرية تتميّز بالهدوء والصفا، وتقع بالقرب من انترلاكن، ويصنفها البعض بأنها أجمل للسكن من انترلاكن، وتستخدم 30 في المئة من أراضيها للإنتاج الزراعي. وتُعدّ هذه المنطقة ذات طبيعة مميّزة وساحرة.
تشتهر بفنادق في أعالي الجبال الثلجية، حيث يلغ عدد الفنادق فيها 40 فندقاً بمختلف المستويات، ويقام فيها الكثير من الفعاليات والألعاب الرياضية والمسابقات الدولية. ويمكن الوصول إلى الجبال عبر التلفريك أو الكبائن المعلقة.
وتتميّز غيرندلوالد بوجود كثير من المطاعم المميّزة في قمم جبالها، توفر شريحة كبيرة من الأطعمة الحلال للسيّاح العرب، والخليجيين خصوصاً.
في 28 آب / أغسطس 1893، خطرت على رجل الصناعة السويسرية أدولف جاير فكرة جريئة، أثناء تجوله في نزهة، فرغب ملك السكك الحديدية – كما يطلق عليه السويسريون – أن يشقّ نفقاً في جبل إيغر ومونش، وإنشاء سكة حديد بعجلات مترسة، تصل إلى قمة يونغفراو، وهو ما تحقق فعلاً في 1 آب / أغسطس 1912، حيث تمّ افتتاح أكثر السكك الحديدة ارتفاعاً في أوروبا، على ارتفاع يصل إلى 3600 متراً، بعد 16 سنة من أعمال الإنشاء.
يُعدّ يونغفراو من مناطق الجليد الجاذبة للسياحة التي ينبغي للسائح الخليجي زيارتها في سويسرا، وهو مكان مبهر في جبال الألب، حيث الجوّ البارد والأبيض.
في طريق الصعود إلى أعلى قمة في أوروبا "يونغفراو" يمكن الاستمتاع بالقطارات الكهربائية التي تأخذك في رحلة مذهلة، خلال القرى الجبلية، عبر جبال الألب، يتوقف خلالها القطار في محطات عدة، ليتيح للزوار فرصة التقاط صور بانورامية من منتصف الجبل.
عند وصول القطار إلى قمة يونغفراو، لن ترى عيناك على مدّ البصر، غير بياض الثلج الذي يغطي جبال الألب والبرّ الرئيسي. قصر الجليد هو واحد من الأماكن المفضلة على يونغفراو.
وسوف يستمتع الأطفال بقضاء وقت رائع في ملعب الأطفال الجديد، الذي تمّ تصميمه على شكل "الارتفاع فوق جبال الألب" ويضمّ كوخاً جبلياً فيه مشواة وفرن وأجراس البقر وحيوانات مزارع منحوتة باليد، وأراجيح ومنطقة التسلق.
التسوّق على أعلى قمة في أوروبا
سيجد السياح فرصة لاقتناء باقة متنوعة من منتجات الأسماء التجارية السويسرية، وكذلك تشكيلة واسعة من التذكارات والساعات العالية الجودة، ومجموعة شاملة من منتجات "قمة أوروبا"، إلى جانب متجر خاص لبيع الشوكولاتة.
وهناك بعض الفنادق والمطاعم المنتشرة على قمة أوروبا "يونغفراو"، بحيث تجعل زيارة السائح أكثر سهولة ومتعة، ويفضل ارتداء سترة سميكة، وملابس شتوية، للاحتماء من البرودة في أعلى الجبل.
لويكرباد
إذا أردت الاستجمام والاستحمام الحراري، أو العلاج بالمياه الحارة، فإن وجهتك بلا منازع هي لويكرباد التي تنتشر فيها الآبار المائية الساخنة، ويقصدها السويسريون والسياح من كل بقاع العالم، للتمتّع بما تقدمه من نشاطات وفوائد طبية، وفي الوقت نفسه، تُعدّ مقصداً سياحياً مهماً على مدى فصول السنة.
بحسب المسؤولين المحليين في القرية، فإن 78 في المئة من مرتادي المياه العلاجية الساخنة، هم من السويسريين، ثمّ تتدرج النسبة، حيث يليهم الأوروبيون والروس وأخيراً يأتي العرب.
تقع لويكرباد على مسافة نحو ساعتين وخمسين دقيقة من مدينة زيورخ بالقطار، وعند وصولك الى محطة "لويكر" تجد حافلة بانتظارك تنطلق في موعدها المحدد، تأخذك إلى أعلى القرية التي تعرف باسم لويكرباد و"باد" تعني (الحمام(.
الخضرة تلفّ كل أرجاء القرية، ومنظر الجبال وقممها المكللة بالثلوج، من شأنه أن يبعث في نفس الزائر الراحة، الطرقات هادئة لا تسمع فيها إلا زقزقة العصافير والطيور بمختلف أشكالها.
وتغلق طرق القرية أمام السيارات في معظم أوقات اليوم، إلا في ساعات معيّنة فقط، تشجيعاً للسكان والزوار على ممارسة المشي والرياضة بشكل أكبر.
عادة ما يقصد لويكرباد الاشخاص المسنون للتمتع بمياهها الساخنة التي تساعدهم على التخلص من كثير من الأمراض، مثل الروماتيزم، وتزود بشرتهم بكل المعادن اللازمة.
وبحسب مدير أحد المصحّات العلاجية بالمياه الساخنة في لويكرباد، فإن عدداً لا بأس به من العرب والخليجيين، أصبحوا يقصدون القرية في الفترة الأخيرة، لاسيّما بغرض العلاج.
لويكرباد تابعة لكنتون فاليه في سويسرا، يسكنها 1500 مواطن، واللغة الرئيسية فيها هي الألمانية، وينتشر فيها 28 فندقاً من مختلف الدرجات. وشهدت القرية أكثر من 700 ألف ليلة فندقية العام الماضي، وفقاً لمسؤولي السياحة فيها.
وتتميّز الجبال في لويكرباد بامتصاصها لمياه الثلوج والأمطار، لتجعل منها مياهاً جوفية تُختزن في باطن الأرض وتستغرق عملية تسربها من أعلى الجبال الى قرية لويكرباد نحو 40 سنة، لتصل بعدها الى آبار استطاع السويسريون رصدها وتحديدها، حيث يتمّ توزيع تلك المياه التي تبلغ حرارتها أكثر من 50 درجة مئوية إلى عدد من الفنادق والمنتجعات بصورة عادلة.
وأهمّ ما يميّز لويكرباد موقعها الجغرافي في وسط سويسرا، حيث يمكن الوصول اليها عبر القطار والسيارة، وأقرب مطار إليها، هو مطار جنيف أو زيورخ، وإذا كانت زيارتك تقتصر على لويكرباد فقط، ينصح بعدم استئجار سيارة، إذ يمكن التجول في جميع أنحاء المنطقة مشياً على الأقدام، أما إذا كنت تنوي اكتشاف المناطق السويسرية المجاورة، فمن السهل تأجير سيارة، خاصة أن سويسرا تتمتع بشبكة طرقات جيدة وسهلة.