دراسة جديدة مخيبة للآمال: قمر تيتان لا يدعم الحياة كما كان متوقعًا
كشف فريق دولي من الباحثين، بقيادة جامعتي أريزونا وهارفارد في الولايات المتحدة، عن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن قمر تيتان، الذي يعد أكبر أقمار كوكب زحل، قد يكون غير قادر على دعم الحياة كما كان يُعتقد سابقًا، رغم وفرة المواد العضوية الموجودة عليه.
ووفقًا للدراسة التي نُشرت في دورية "The Planetary Science Journal" يوم الاثنين، استخدم الباحثون نماذج متقدمة لمحاكاة احتمالات وجود حياة على تيتان، حيث تم تحديد الأماكن المحتملة لحياة بدائية وحجمها الممكن، في ظل الظروف القاسية على سطح القمر.
ويختلف تيتان عن معظم الأقمار الأخرى في النظام الشمسي بوجود غلاف جوي كثيف شبيه بالغلاف الجوي للأرض، بالإضافة إلى وجود بحيرات وأنهار من الميثان السائل على سطحه، ومحيط مائي هائل تحت قشرته الجليدية.
اقرأ أيضًا:هكذا سيكون شكل المنازل على القمر والمريخ! (فيديوجراف)
تيتان.. هل يُمكن أن يدعم الحياة؟
على الرغم من وجود الجزيئات العضوية في تيتان، لا يبدو أن القمر يمكنه دعم الحياة كما كان يُعتقد سابقًا، حيث أظهرت النتائج أن الكمية المتاحة من الجلايسين، أبسط الأحماض الأمينية، قد لا تكون كافية لدعم الحياة الكبيرة، وقد أظهرت المحاكاة الحاسوبية أن نسبة ضئيلة فقط من هذه المواد العضوية يمكن أن تُستهلك من قبل كائنات دقيقة.
ويعد تيتان من الأماكن المثيرة للاهتمام في البحث عن أشكال الحياة خارج كوكب الأرض، لكن تفاعل المواد العضوية على سطحه مع المحيط الجوفي العميق تحت قشرة الجليد يحدث ببطء شديد، ويُحتمل أن تنتقل هذه المواد عبر اصطدامات نيزكية، ما يؤدي إلى تشكيل برك منصهرة قد توصل المواد العضوية إلى المحيط تحت السطح.
اقرأ أيضًا: للمرة الأولى.. القمر على قائمة المواقع التراثية المهددة بالخطر
تحديات البحث عن حياة على تيتان
تُعد بعثة دراجونفلاي الفضائية، المقررة من قبل وكالة ناسا، أحد المشاريع المستقبلية التي تهدف إلى استكشاف تيتان، ويُتوقع أن تُطلق ناسا هذه المهمة في يوليو 2028.
وعلى الرغم من وفرة المواد العضوية على سطح القمر، أظهرت الدراسة أن الكائنات الدقيقة قد تكون قليلة جدًا في "تيتان"، مع كتلة حيوية محتملة تعادل وزن كلب صغير فقط.
وأوصى الباحثون باستخدام أدوات شديدة الحساسية واستراتيجيات بحث جديدة لتحديد مواقع الحياة على تيتان، مؤكدين على ضرورة اتخاذ توجهات علمية دقيقة بناءً على هذه النتائج الجديدة، لتحديد إمكانيات الحياة في العوالم الأخرى.