العثور على كل ما يلزم للحياة على أحد أقمار كوكب زحل
توصل العلماء لأول مرة لبقعة في الفضاء تملك كل العناصر الرئيسة الستة اللازمة لنشوء حياة خارج كوكب الأرض، وتسمى تلك العوامل "CHNOPS".
وتتكون "CHNOPS" من الكربون والنيتروجين والأكسجين والهيدروجين والكبريت والفوسفور، وعثر عليها في قمر جوفه صخري وقشرته جليدية، وبينهما محيط يبلغ عمقه 10 كيلو مترات، وهو قمر يدور حول كوكب زحل العملاق، ويسمى "Enceladus" وهو واحد من 146 جرمًا تدور حول كوكب زحل.
ووصف علماء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" قمر Enceladus من قبل بأنه واحد من أكثر الأماكن احتمالية لوجود حياة فيه داخل النظام الشمسي، وذلك بعد ما أمضى مسبار Cassini أكثر من 13 عامًا يدرس حلقات كوكب زحل وأقماره.
وحلل المسبار خلال دورانه حول القمر ماها سائلة تنطلق من سطحه في أعمدة فوارة بعضها ارتفع بمقدار 10 آلاف كيلومتر في الفضاء، بعدها تتجمد مثل البلورات الجليدية لتشكل الحلقة "e" حول كوكب زحل.
اقرأ أيضا : دراسة جديدة تكشف سر حلقات كوكب "زحل" التي حيرت العلماء
مكونات قمر Enceladus
ونشرت مجلة "Nature" العلمية ورقة بحثية حول نتائج ما عثر عليه العلماء في تلك الأعمدة التي أثبتت وجود عوامل "CHNOPS" المختصرة، لإمكانية الحياة على ذلك القمر.
ووجد التحليل رمز CO₂ لثاني أكسيد الكربون، و CH₄ للميثان، إضافة إلى NH₃ للأمونيا، ثم HCN لسيانيد الهيدروجين، وبعد مدة أكتشفوا وجود H₂S لكبريتيد الهيدروجين، وعامل P للفوسفور، وNa₃PO₄ لفوسفات الصوديوم.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن البروفيسور Frank Postberg المؤلف الرئيسي للدراسة ورئيس علوم الكواكب بجامعة برلين الحرة، أن المحيط الجوفي للقمر هو أكثر الأماكن الصالحة للسكن بالنظام الشمسى، قائلا: "لكن هذا لا يعني أنه يستضيف الحياة، أو مأهول بسكان".
اقرأ أيضًا: بأكثر من 3 مليارات دولار.. «ناسا» تطور ملابس فضائية جديدة
وبدأت وكالة ناسا مهمة تحمل اسم "Enceladus Orbilander" وسترسل مركبة تدور حول القمر لمدة 15 أو 16 سنة على الأكثر قبل أن تهبط على سطحه في النهاية.
من جهته، قال الدكتور Christopher Glenn من معهد Southwest Research الأمريكي: "العلماء اكتشفوا في السابق معادن ومركبات عضوية بجزيئات الجليد التي يطلقها إنسيلادوس، ولكن ليس الفوسفور، المعروف كعنصر أساسي بالحمض النووي والحمض النووي الريبي الموجود أيضًا بعظام وأسنان البشر والحيوانات".
وأضاف: "حتى وفي عوالق المحيطات الذي لا يمكن للحياة كما نعرفها أن تكون موجودة من دونه، ولذلك أظن أن العثور عليه قفزة مذهلة ومهمة لوجود حياة خارج الأرض".