العمل الليلي يزيد خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب
أصبح العمل الليلي واقعًا لا مفر منه لملايين الموظفين حول العالم، من العاملين في القطاع الصحي، إلى موظفي المصانع والخدمات، إلا أن ما يغيب عن الواجهة هو ما يحمله هذا النمط من العمل من آثار سلبية تمتد من الصحة الجسدية إلى الحياة الشخصية والنفسية.
زيادة حادة في مخاطر القلب والسرطان
تشير دراسات حديثة إلى أن العاملين ليلاً معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 40% أكثر من العاملين نهارًا. ويُعزى ذلك إلى عوامل متعددة، من بينها التوتر المزمن، واضطرابات النوم، والتغيرات في العادات الغذائية.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل تشير الأبحاث إلى أن خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان يرتفع بنسبة 23% لدى العاملين خلال الليل.
وتواجه النساء خطرًا مضاعفًا، إذ تزداد احتمالية إصابتهن بسرطان الثدي بنسبة 33% مقابل كل خمس سنوات من العمل الليلي.
تعرف على إجراءات جوجل لمنع مواهبها من العمل مع المنافسين
العمل الليلي والسكري من النوع الثاني
كما يرتفع خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بنسبة 36% لدى أولئك الذين يعملون في نوبات ليلية. وتُعزى هذه النسبة إلى تأثيرات العمل الليلي على عملية التمثيل الغذائي، إلى جانب نمط الأكل غير المنتظم وقلة النوم، مما يؤثر سلبًا على تنظيم الهرمونات وحساسية الجسم للأنسولين.
آثار نفسية واجتماعية مقلقة
لا تتوقف آثار العمل الليلي عند الجانب الجسدي فقط، بل تمتد إلى الحالة النفسية والاجتماعية. أكثر من 80% من العاملين ليلاً يعانون من اضطرابات في النوم، ما يؤدي إلى التعب المزمن، وضعف التركيز، والتهيج المستمر. هذه العوامل تؤثر على الأداء المهني والنفسي وجودة الحياة اليومية.
الأكثر من ذلك، تؤكد دراسات أن العاملين ليلاً أكثر عرضة للطلاق بست مرات مقارنة بمن يعملون في النهار. وتعكس هذه الإحصاءات الأثر العميق الذي تتركه ساعات العمل غير المنتظمة على العلاقات الأسرية والاجتماعية، بسبب قلة التواصل والغياب المتكرر عن المناسبات العائلية.
تصريحات مؤسس لينكدإن حول توازن الحياة والعمل تعود للواجهة
الحرمان من النوم يعجل بالشيخوخة الهرمونية
كشفت دراسة حديثة أن أسبوعًا واحدًا من النوم المتقطع، بواقع 5 ساعات فقط يوميًا، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون بنسبة تصل إلى 15%. وهذا يعادل تأثير الشيخوخة الطبيعية خلال 10 إلى 15 عامًا، علمًا أن هذا الهرمون الحيوي ينخفض عادة بنسبة 1 إلى 2% سنويًا فقط مع التقدم في العمر.
إعادة النظر في أنظمة العمل الليلي ضرورة
أمام هذه المعطيات المقلقة، تبرز الحاجة إلى إعادة تقييم نمط العمل الليلي والبحث عن بدائل صحية تدعم توازن الحياة والعمل، للحفاظ على صحة الأفراد النفسية والجسدية، وضمان استمرارية علاقاتهم الأسرية والمجتمعية.