تحذير علمي: 60% انخفاضًا في خصوبة الرجال
بينما يزداد الحديث عن التغيرات المناخية والأزمات الاقتصادية، يلوح في الأفق خطر جديد لا يقلّ خطورة: أزمة خصوبة عالمية تهدد مستقبل البشرية.
أظهرت دراسات علمية حديثة تراجعًا حادًا ومقلقًا في عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال، وسط اتهامات صريحة للبيئة الحديثة والمواد الكيميائية المحيطة بنا.
60% انخفاضًا في خصوبة الرجال خلال جيل واحد
كشفت دراسة تحليلية واسعة أجراها باحثون من "الجامعة العبرية في القدس"، شملت بيانات أكثر من 42 ألف رجل من مختلف القارات الغربية، أن متوسط عدد الحيوانات المنوية انخفض من 104 ملايين/مل عام 1973 إلى 49 مليونًا فقط عام 2018.
ووفقًا للبروفيسور "هاجاي ليفين"، فإن الوصول إلى مستوى 40 مليونًا يعدّ مؤشرًا حرجًا يبدأ معه تراجع الخصوبة بشكل حاد.
وقد بيّنت الدراسة أن معدّل التراجع في أعداد الحيوانات المنوية تسارع بعد عام 2000، حيث تضاعف الانخفاض السنوي مقارنة بالعقود السابقة، ما يشير إلى أن العوامل البيئية أصبحت أكثر تأثيرًا وخطورة.
اقرأ أيضًا دراسة تحذر من مسكن آلام شائع: يعزز السلوك المتهور!
المواد الكيميائية في المنتجات اليومية تحت المجهر
يرجّح الخبراء أن السبب الرئيس لهذا الانخفاض يعود إلى "معطّلات الغدد الصماء"، وهي مواد كيميائية تحاكي عمل الهرمونات وتؤثر سلبًا على الجهاز التناسلي. هذه المواد توجد في كل مكان من حياتنا اليومية: من عبوات الحليب إلى الإيصالات الورقية، ومن العطور إلى مستحضرات التجميل.
ومن أكثر ما أثار الجدل مؤخرًا، ما كشفته دراسة أجريت في "جامعة برونيل" بلندن، عن تأثير سلبي مباشر للدواء الشائع "الباراسيتامول" على خصوبة الرجال، حيث أظهرت عينات بول من 1000 رجل دنماركي تجاوز معظمهم الحدود الآمنة من هذا الدواء، مما يؤثر على حركة الحيوانات المنوية وإنتاج هرمون التستوستيرون.
تحذيرات خاصة للنساء الحوامل
الأمر لا يقتصر على الرجال فقط، فقد أظهرت دراسات أخرى أن استخدام "الباراسيتامول" من قبل النساء الحوامل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل قد يعيق نمو الخصيتين لدى الجنين الذكر، مما يؤثر لاحقًا على خصوبته. وقد شدّد الدكتور "رود ميتشل" من جامعة إدنبرة، على ضرورة استخدام الدواء بأقل جرعة ممكنة وفقط عند الضرورة القصوى.
اقرأ أيضًا دراسة: دواء الزهايمر الجديد قد لا يفيد النساء بقدر ما يفيد الرجال
حلول واقعية لتحسين فرص الإنجاب
ورغم الصورة القاتمة التي ترسمها هذه النتائج، فإن هناك بصيص أمل. حيث تقود البروفيسورة "شانا سوان"، وهي من أبرز علماء الصحة الإنجابية، دراسة جديدة تختبر تأثير تغييرات بسيطة في نمط الحياة على الخصوبة، مثل:
- تجنب استخدام المنتجات المعطّرة والاعتماد على بدائل خالية من الكيماويات.
- الحد من تناول الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة.
- تقليل استخدام المواد البلاستيكية داخل المنازل.
وأكدت سوان أن هذه التغييرات ساهمت مبدئيًا في تحسين المؤشرات الصحية المرتبطة بالخصوبة، داعية إلى "وعي جماعي واتخاذ خطوات جدية لحماية الأجيال القادمة من الانقراض الصامت".